رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد ثروت: نجاح «يا مستعجل فراقى» دليل تقدير المصريين «زمن الفن الجميل»

محمد ثروت
محمد ثروت



«زمن الفن الجميل رِجع من جديد».. عبارة رددتها غالبية المتابعين للقناة الرسمية للمطرب الكبير محمد ثروت، على فيديو كليب أغنيته الجديدة «يا مستعجل فراقى»، التى حققت أكثر من ٢ مليون و٧٠٠ ألف مشاهدة، منذ طرحها للجمهور قبل أسبوعين. متابعة الجمهور وردود الأفعال الإيجابية تجاه الأغنية الجديدة جعلتا المطرب الكبير يشعر بسعادة غامرة، لأن ذلك يؤكد أن المصريين أصحاب ذوق راقٍ، وفى حالة تعطش لفن قوى يعود بهم إلى أيام زمن الفن الجميل، ويدافعون ويدعمون الفن الحقيقى بشكل قوى.
عن أغنية «يا مستعجل فراقى»، وألبومه المقبل، وسر ابتعاده عن الساحة الغنائية طوال الفترة الماضية، وحقيقة عودته إلى السينما من جديد، يدور حوار «الدستور» مع النجم محمد ثروت.

■ بداية.. ما سر الغياب طوال هذه الفترة الماضية حتى عودتك بـ«يا مستعجل فراقى»؟
- أنا لم أتوقف عن أى لون غنائى أبدًا، سواء كان عاطفيًا أو وطنيًا أو دينيًا أو للأطفال، فالموسيقى والغناء هما غذاء روحى، لكنى فى نفس الوقت أرفض فكرة الوجود لمجرد الوجود، دون تقديم أعمال فنية مميزة.
أنا عمرى ما أقدم أى حاجة والسلام، لأنى أحترم جمهورى وهم أيضًا يحترموننى، لذلك انتظرت طوال هذه الفترة، وبمجرد وجود كلمات أغنية لائقة هى «يا مستعجل فراقى» قدمتها على الفور، والحمد لله لاقت إعجاب عدد كبير من الجمهور.
■ كيف جاء تقديم هذه الأغنية؟ ولماذا اخترتم التوقيت الحالى لطرحها؟
- «يا مستعجل فراقى» هى ضمن مجموعة من الأغانى التى أعمل على تسجيلها هذه الفترة، ومع دخول «عيد الحب» قررت أن أكون مع جمهورى بشكل جديد ومختلف، فطرحتها بدعم من ابنى ومخرج الكليب أحمد ثروت.
وبمجرد سماعى كلمات الأغنية قررت أن أعود بها إلى الساحة الغنائية من جديد، لأننى شعرت بوجود صلة بينى وبينها، لذا تواصلت مع صديقى الملحن محمد رحيم، وبدأنا فى التسجيل على الفور دون أى «بروفات».
والحمد لله الأغنية حققت رقمًا قياسيًا فى المشاهدات خلال ٢٤ ساعة فقط، وصل إلى نحو ٢ مليون و٢٠٠ ألف مشاهدة من مختلف أنحاء العالم، على موقع «يوتيوب»، وهو ما جعلنى أشعر بسعادة كبيرة جدًا، وزاد من ثقتى فى أن الجمهور لا يزال يقدر الفن الأصيل.
■ هل توقعت هذا النجاح وتلك المشاهدات المليونية وتصدر الأغنية لـ«التريند»؟
- توقعت نجاح الأغنية بالفعل لكن ليس بهذا الشكل الكبير، وهو الأمر الذى أكد أن المصريين أصحاب ذوق راقٍ وفى حالة تعطش لفن قوى يعود بهم إلى أيام زمن الفن الجميل، وأن ذلك يدافع ويدعم الفن الحقيقى بشكل قوى.
والحمد لله الإحساس الذى شعرت به فور سماع الأغنية وصل لكل الناس، فالأغنية دخلت قلبى ومنه خرجت إلى قلوب المستمعين، وفوجئت بأن من بين المشاهدين مَن لا يتعدى عمره ١٦ عامًا- وهم جيل غير الجيل الذى يفضل أغانى الزمن الجميل- ومع ذلك دخلوا وسمعوا الأغنية وتحدثوا عنها وأبدوا إعجابهم بها.
■ ألم تتخوف من إخراج ابنك فيديو كليب الأغنية؟
- نهائيًا، وسبق أن تعاونا فى الكثير من الأعمال الوطنية، من بينها فيلم قصير عن الشهيد، إلى جانب حفلى «مناجاة ١» و«مناجاة ٢»، لكن «يا مستعجل فراقى» تُمثل تعاوننا الأول فى أغنية رومانسية، و«أحمد» شاب مجتهد يمتلك رؤية فنية واضحة، ونجح بشكل مُبهر فى الأعمال الوطنية التى قدمها من قبل.
ونجح «أحمد» فى تقديم الأغنية بشكل مُبهر، رغم مواجهته العديد من الصعوبات خلال التصوير، من بينها اعتماد «الكليب» على مشهد «المطرب والبيانو» فقط داخل قصر الأمير طوسون دون أحداث أخرى، وعلى الرغم من ذلك أثبت كفاءته ونجح بشكل قوى.
■ وصف الجمهور عودتك بأنها عودة لـ«صوت مصر».. كيف رأيت ذلك؟
- عادة لا أحب وصفى بأى ألقاب، لكنى أحببت «صوت مصر» جدًا، لأنه خارج من قلوب الجمهور ويعبر عن حبهم ودعمهم الكبير لعودتى إلى الغناء من جديد.
■ هل ستكتفى بالأغنية فقط أم أن هناك أعمالًا أخرى فى الفترة المقبلة؟
- انتهيت من تحضيرات عدد كبير من الأغانى المتنوعة، والتى أتعاون فيها مع عدد من الشعراء والملحنين والموزعين المميزين، على رأسهم محمد رحيم، لتقديمها فى ألبوم غنائى كامل خلال الفترة المقبلة، بجانب أكثر من «فيديو كليب» لعدة أغان، بينها أغنية للأطفال باسم «أمورتى فريدة» من المحتمل مشاركة حفيدتى بها.
■ ما قصة هذه الأغنية المخصصة للأطفال؟
- حفيدتى «فريدة» هى السبب فى هذه الأغنية، فـ«أنا اللى مربيها»، لذلك قررت تقديم هذه الأغنية لها تحت عنوان: «أمورتى فريدة»، وأكتب كلماتها بنفسى حتى يصل لها إحساسى كما أشعر تجاهها، والأغنية قيد التحضير فى الوقت الحالى، وتقول كلماتها: «أمورتى فريدة روح قلبى فريدة هى نور عنيا هى الدنيا ديه ولما تضحك قلبى بيدوب من الحنية».
■ وماذا عن الأغنية الوطنية... هل ستبتعد عنها؟
- الأغنية الوطنية إن لم تأخذ مشاعر المستمع وتحمسه وتذكره بأنه يعيش على أجمل أرض فى الدنيا فلن يكون لها أثر، لذا لا تزال أغانى مثل: «بلدى» و«مصريتنا» و«مصر يا أول نور فى الدنيا» و«عايزنها تبقى خضرا» و«عينيا السهرانين» و«عاشت بلادنا» و«كل بلاد الدنيا جميلة لكن أجمل من وطنى لا» حاضرة فى أذهان الجمهور، وخلال الفترة الأخيرة، حرصت على طرح أغنية وطنية بعنوان: «برب طه والمسيح احموا مصر يا مصريين».
■ كيف ترى ما يطلق عليه أغانى «المهرجانات»؟
- أنا لا أقول رأيى فى أغانى «المهرجانات» ولا أى لون غنائى.. «مبحبش أنظر وخلاص.. أنا بغنى وبس.. وكل واحد له لونه»، لكن هناك بعض «المهرجانات» خادش للحياء، ولا يمت للشعب المصرى وذوقه وعاداته وتقاليده بأى صلة، وأعتبر مؤديها «خفافيش».
■ أين محمد ثروت من شاشات السينما؟
- سأعود إليها قريبًا، فهى بيتى الذى لا يمكننى الاستغناء عنه نهائيًا... «عارف إنى مقصر هذه الفترة»، لكنى أنتظر أعمالًا جيدة لأعود بها من جديد، وأعتقد أنه سيكون هناك مشروع قريبًا، لكن لا يمكننى الإفصاح عن أى تفاصيل خاصة به.
■ نحن فى عصر التكنولوجيا.. فماذا عن «السوشيال ميديا» فى حياتك؟
- لم تكن ضمن اهتماماتى، لكنى بدأت الاهتمام بها مؤخرًا من أجل مواكبة الجيل الحالى والوصول لهم ولعقلهم، وأنا لدى حسابان رسميان على موقعى «فيسبوك» و«إنستجرام»، ويزداد عدد المتابعين عليهما بشكل جيد يوميًا، خاصة منذ طرح «يا مستعجل فراقى» التى جذبت إلىّ جمهورًا من مختلف الأعمار.
وأتابع هذين الحسابين بنفسى، ويساعدنى فى ذلك فريق عمل متخصص، وتابعت من خلالهما تعليقات الجمهور على الأغنية، وهى تعليقات أسعدتنى كثيرًا، بسبب وجود العديد من الفئات العمرية التى لم تعاصرنى من ضمن المعجبين، وهو ما أعتبره مكسبًا حقيقيًا.
■ هل يمكننا الحديث عن قصة «دار أيتام ثروت»؟
- هذه الدار «وش الخير عليا»، تم تأسيسها منذ ٢٩ عامًا تقريبًا، وقررت أن يكون اسمها «دار أيتام ثروت»، وذلك فى المكان الذى ولدت به وهو مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حتى تربطنى بها صلة إلى الأبد بعد رحيلى، وإلى جانب الدار هناك أيضًا مزرعة تحمل اسم «مزرعة ثروت للأيتام».
وأنا أحب طنطا جدًا، وأحب التواصل مع الناس هناك، وحتى أصدقائى هناك «لسه زى ما هما ومفيش أى اختلاف حصل»، والحمد لله بفضله استطعت فتح عدة فروع للدار، من بينها فرع فى مدينة «رأس البر» بدمياط.
■ كيف حصلت على قطعة الأرض التى بنيت عليها الدار؟
- خلال زيارة لى إلى «ترعة السلام» مع محمود أبوزيد، وزير الرى الأسبق، سألته عن مستقبل الأيتام، قائلًا: «الولاد دول لما يكبروا هيشتغلوا فين؟»، فقال لى: «أنت بتفكر فى إيه؟»، فقلت: «بفكر آخد حتة أرض وأوقفها واللى يقبل العمل ييجى هنا، وإذا كان هيقتنع بده نبنى له بيت ويشتغل»... و«فعلًا حصل كده»، والحمد لله لدينا فى المؤسسة أيتام تخرجوا فى كليات الألسن والتربية، ويحصل غالبيتهم على شهادات، فجميعهم متعلمون، وشرط من شروطى أن يكون الملتحق حاصلًا على دبلوم.. «أقل حاجة».