رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستفيدون من منحة العمالة غير المنتظمة: «حسينا إن الدولة بترعى الغلابة»

منحة العمالة
منحة العمالة

لعلّ أبرز الخطوات التي ألزمت بها الحكومة نفسها تجاه فئة كبيرة من المواطنين، يوصفون بـ"العمالة غير المنظمة" لا سيما أنهم كانوا أكبر فئة متضررة من الجائحة لعدم انتظامهم في عمل وعدم تحصلهم على تأمينات اجتماعية مناسبة، فبدأت الحكومة بحصرهم، وتخصيص منحة مقدرة بـ500 جنيه تصرف شهريًا من أبريل الماضي بشكل منتظم من خلال مكاتب البريد وفروع البنوك المختلفة على مساحة واسعة تشمل القرى والمدن التابعين لها، وبذلك لتسهيل صرفها بشكل يحمي المواطنين من العدوى، واستمرت الحكومة في صرفها خلال الموجة الأولى والثانية لكورونا المستجد.

"الدستور" تحدثت مع عدد من المستفيدين من المنحة للتعرف على أثرها عليهم:

• نجاة السويفي: عوضتني الحكومة عن ظلم صاحب المصنع
«كنت بشتغل أنا وزمايلى في مصنع ورق في المدينة الصناعية بقويسنا ومشينا كلنا بعد أزمة كورونا».. بتلك الكلمات بدأت نجاة صاحبة ٥٢ عامًا، ابنة محافظة المنوفية، إحدى العاملات التي تنتمى إلى فئة العمالة غير المنتظمة، وهى أرملة ولديها ثلاثة من الأطفال، حديثها، موضحة: «المصنع اللي اشتغلت فيه ١٢ عاما اتجه إلى تقليل العمالة بها نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية».

وكانت نجاة أول من تعرض لمقصلة الإقصاء من العمل نظرًا لكبر سنها، لكن المصنع لم يراع مصالح العمال الذين ليس لديهم مصدر للرزق سوى هذا العمل الذى قضوا به سنوات طوال، ليخرجوا منه دون الحصول على أي حقوق تذكر، ويجدوا أنفسهم فجأة في الشارع لا عمل لهم ولا دخل لأسرهم، خاصة أنهم لم يخضعوا لتأمين اجتماعي.

وتصف المنحة بأنها جاءت كمنقذ في ظل هذه الظروف، ورغم ضآلة المبلغ إلا أنه سيعينها على سداد الفواتير، وليست المرة الأولى التي تتلقى فيها منح من الوزارة فهي تتلقى من القوى العاملة ٤ منح سنويًا في الأعياد والمناسبات فقط.

• محمود حسن: أول مرة نحس إن الدولة تراعي الغلابة في الأزمات
قال محمود المسلماني ٥١ عامًا، عامل بناء من محافظة البحيرة، إن منحة الرئيس للعمال تؤكد أن القيادة تشعر بأبناء مصر من الغلابة والمهدوم حقوقهم.

وأضاف «محمود»: «في هذه الفترة العصيبة لم يعد أحد يهتم بالعمال، فأغلب أعمال المقاولات توقف بسبب أزمة الفيروس، وأبلغنا أصحاب الشغل بأنهم لن يستكملوا أعمالهم إلا بعد انتهاء الوباء، وبما أن لا أحد يعلم متى ستنتهى الأزمة، شعرت بأن مستقبل أسرتي في خطر، فالعامل البسيط هو الذى سيشعر بالمأساة، لأن دخله توقف تمامًا».

قال: «كنت أشعر بأن الرئيس لن يتركنا، وحرصت على متابعة الأخبار كل يوم، وعرفت بالمبادرة وقرأت التعليمات وسجلت بياناتي وتلقيت رسالة من وزارة القوى العاملة لكى أصرف مبلغ الـ٥٠٠ جنيه». وأضاف أنه رغم بساطة المبلغ، إلا أنه سيساعده في سد مديونياته من أقرانه.

• نائبة: نطالب باستمرار المنحة حتى تزول غمة الكورونا المستجد
ذكرت النائبة إيمان العجوز، عضو لجنة القوى العاملة بالبرلمان، أن مجلس النواب يطالب الحكومة باستمرار منحة العمالة غير المنتظمة جراء جائحة كورونا البالغة 500 جنيه مع استمرار الأزمة، وأوضحت المطلب يأتي مع توجيهات رئيس الجمهورية بضرورة ضمان حياة كريمة لهذه الفئة المتضررة خاصة مع تضررها مع علاقات كورونا السابقة في مصر أو في الدول المجاورة حتى انتهاء الجائحة واستقرار العالم اقتصاديًا.

وتابعت عضو لجنة القوى العاملة بالبرلمان، لـ"الدستور" أن هذا الدعم من الضروري أن يستمر حتى تظهر بوادر استقرار أوضاع الاقتصاد محليًا وإقليميًا كون الدول المجاورة تأثرت لديها فرص العمل بسبب الجائحة.

وأكملت العجوز، ثاني الأمور المنوطة بمجلس النواب هي الإشراف على متابعة التحول الرقمي في وزارة القوى العاملة وكافة الجهات المتعاملة مع قطاع الأعمال حيث إن التحول الرقمي يساعد العامل غير المنتظمة من تسجيل بياناته فور تركه للعمل، وأنه بات منضمًا لقطاع العمالة غير الرسمية وهذا يساعدنا على دعم هذه الفئة عبر تحديد المصانع والشركات التي تبحث عن عمالة مدربة حيث نعمل عبر التحول الرقمي كحلقة وصل بين هذه الشركات والعمالة لتسهيل إيجاد وظائف لها.