رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ساحة التوتر".. هل هناك اشتباك قريب بين إسرائيل وإيران في البحر الأحمر؟

غواصة إسرائيلية
غواصة إسرائيلية

خلال الأيام الأخيرة، ظهرت عدة مؤشرات عن وجود توتر في البحر الأحمر مع ترقب حذر من قبل إسرائيل تحسباً لأي تحرك إيراني ضدها خلال الأيام المقبلة.

قبل أسبوع، ذكرت القناة الإسرائيلية "كان 11" أن غواصة عسكرية تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي عبرت قناة السويس علناً من فوق الماء في طريقها إلى الخليج العربي.

وقبل يومين، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هيداي زيلبرمان، في حديث لموقع "إيلاف" السعودي، إن "إيران قد تهاجم إسرائيل من العراق أو من اليمن"، مضيفاً: "لدينا معلومات أن إيران تطور هناك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل".

وشدد زيلبرمان على أن إسرائيل تراقب عن كثب تحركات إيران في المنطقة، ولفت إلى أن قائد الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، عندما حذر إيران من الإقدام على أي هجوم، قصد العراق واليمن، وعندما تحدث عن دائرة الدول الثانية، كان يقصد أن الدائرة الأولى هي لبنان وسوريا.

وردا على سؤال حول عبور غواصة إسرائيلية متجهة للبحر الأحمر وربما إلى الخليج، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه لا يؤكد هذا الأمر، إلا أنه لا ينفي أن يكون سلاح البحرية الإسرائيلي يعمل في كل مكان، مشيراً إلى أن "الغواصات الإسرائيلية تبحر وبهدوء إلى أماكن مختلفة بعيدة وقريبة".

واليوم، أطلقت إيران تحذيرًا من أنها ستعتبر وصول أي غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج بمثابة عمل عدائي موجه ضدها وأنه سيكون من حقها الرد على ذلك.

حيث صرح أبو الفضل عمويي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية لدى البرلمان الإيراني، في مقابلة : "إن على الإسرائيليين توخي الحذر وأن أية غواصة إسرائيلية تصل إلى الخليج ستكون هدفاً مهماً لإيران".

وهدد "أبو الفضل عمويي" أيضا الدول المجاورة لبلاده مشيراً إلى أن على هذه الدول أن تستعد للوضع الجديد.

التحركات يبدو أنها ليست عشوائية، فإسرائيل تستعد من جانبها تحسباً من أي ردّ انتقامي إيراني ممكن على عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة قبل ثلاثة أسابيع في طهران، والتي نُسبت إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، وأيضاً اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني خلال عملية عسكرية أمريكية في العراق في يناير الماضي.

الخطوات الإسرائيلية في البحر الأحمر يمكن قراءتها ضمن التفاهم الإسرائيلي الخليجي ضد إيران، والذي ترعاه الولايات المتحدة، في الوقت الذي يحذر المراقبون فيه من أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب قد يقوم بأي تحرك ضد إيران خلال الأيام الأخيرة من ولايته، فإن معدل التوتر يرتفع بين إسرائيل والإيران في ساحة "البحر الأحمر" .

وكانت إيران قد هددت بالرد على اغتيال "زادة" وبعمليات انتقامية لرفضها اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وهو ما يزيد من معدل التوتر خلال الأيام القادمة خاصة أنه معروف أن إيران "تُنفذ تهديداتها".

من المتوقع أن ترتفع حدة التوتر حتى موعد دخول "جو بايدن" البيت الأبيض إذ من شأن هذا أن يجعل إيران لاتقدم على أعمال عنيفة حتى لاتضيع فرص التفاوض مع بايدن حول "الاتفاق النووي" ومايصاحبه من رفع العقوبات، ولكن حتى هذا اليوم فإن التوقعات باشتباكات مرتفعة للغاية.