من الأرشيف..عبد المعطي حجازي: المثقف مضطر دومًا للبحث عن لقمة العيش

يعد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وله إسهامات مختلفة في عدد من المؤتمرات الأدبية بالكثير من العواصم العربية.

ولعبد المعطي حجازي رحلة بحث عن الذات، قال عنها في حوار له بمجلة "إبداع" بعددها رقم 11 والصادر بتاريخ 1 نوفمبر 2002: "أنا شاعر قبل أي شيء قبل أن أكون كاتبا، فالشعر لغة الكشف والاختصار والتكثيف وأظن أن مشاعرنا الآن من الكثافة بحيث إنها تحتاج دوما إلى الشعر".

وتابع "قبل سفري إلى فرنسا لم أكن أكتب إلا قليلا وأقضي وقتي مع الشعر، كان راتبي يكفيني، أما بعد عودتي من الخارج أصبحت مضطرا للكتابة أسبوعيا بجريدة الأهرام للحصول على دخل ثابت، فإنني لا أملك سوى راتبي وليس عندي أية مدخرات".

واستطرد: أدى استغراقي في الكتابة إلى ابتعادي عن الشعر، هذه هي بعض المشاكل التي يعاني منها المثقف المصري، فهو مضطر دوما للبحث عن لقمة العيش على حساب اهتماماته الأساسية، وبصراحة أشعر أنني "أخون نفسي" عندما لا أكتب الشعر.

وأضاف: أما البحث عن الذات فهو رحلة الخروج من فكرة الانقسام التي نتجت عن تقسيم التاريخ إلى مراحل منفصلة تفتقر إلى التواصل، أدى ذلك إلى تمزيق الوجدان الوطني، وبدأ بعض المصريين ينظرون الوجدان الوطني، وبدأ بعض المصريين ينظرون إلى الحضارة الفرعونية باحتقار، وجانب آخر يعتقد أن التاريخ يبدأ من الفتح العربي لمصر، إذن رحلة البحث عن الذات هي تماثل رحلة "إيزيس" عندما راحت تفتش وتجمع أشلاء زوجها "أوزيريس"، التاريخ المصري واحد، الحضارة المصرية واحدة، الثقافة كالعادة في القانون الطبيعي لا تفني ولكن تتحول، وبالتالي يحمل المصري بداخله ثقافات عديدة متراكمة عبر العصور، ونحن لسنا في حاجة إلى التغني بوحدة بسيطة ساذجة بل يجب أن نتغنى بالتعددية.