كيف نواجه الموجة الثانية للفيروس و«برد الشتاء»؟

أحمد القاضى - هايدى حمدى- سوزان يونس - نادية عبدالبارى


يحل علينا فصل الشتاء هذا العام بالتزامن مع بدء الموجة الثانية من فيروس «كورونا المستجد» فى عدد كبير من الدول، وبينما ينشغل العلماء فى محاولة التوصل للقاح يقضى على الوباء، يرى الأطباء أن اتباع الإجراءات الاحترازية يجب تزامنه مع العمل على تقوية جهاز المناعة، للوقاية من الإصابة بالفيروس القاتل.
«الدستور» التقت مجموعة من الخبراء، قدموا نصائح للمواطنين حول كيفية الوقاية من الإصابة بفيروس «كورونا»، عبر اتباع نظام غذائى صحى، وممارسة الرياضة، والتعرض للشمس، والنوم فترات كافية، والبعد عن التوتر، وغيرها من الأمور التى نستعرضها فى السطور التالية.

أمجد الحداد: العودة للطبيعة.. والابتعاد عن الفيتامينات دون وصفة طبية

قال الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن العودة للطبيعة هى التى ستساعد الجميع على تخطى الموجة الثانية من فيروس «كورونا»، وذلك من خلال إمداد الجسم بعناصر أساسية لتدعيم جهاز المناعة، من خلال الطبيعة.
وأوضح «الحداد» أن الجسم يحتاج إلى فيتامينى «سى» و«دى» الموجودين فى الفواكه والخضروات، حيث يوجد «سى» فى: الجوافة والبرتقال والشمام والكيوى والمانجو والأناناس والفراولة، و«دى» فى: الشوفان والتمر والحليب.
وأوصى مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح بتناول الأطعمة التى تحتوى على عنصر «أوميجا ٣»، مثل: الأسماك والسبانخ وفول الصويا، لمساهمته فى تقوية مناعة الجسم، وذلك بالتوازى مع التعرض للشمس يوميًا.
وحذر من تناول أى أدوية أو فيتامينات دون إشراف طبى، قائلًا: «الشخص الذى لا تظهر عليه أى أعراض، ينبغى تجنب أخذ أى أدوية أو فيتامينات دون وصفة طبية، أما الذين يشتكون من نقص فى فيتامينى دى أو سى، فعليهم المتابعة مع طبيب متخصص، حتى لا يكونوا عرضة للإصابة بفيروس كورونا».

محمود السعداوى: تناول كوب من الزبادى بشرائح الليمون والعسل

أوصى الدكتور محمود السعداوى، رئيس قسم الصدر بجامعة الزقازيق، المواطنين بتناول العسل الأبيض لعلاج الأمراض المختلفة، وتجنب الإصابة بفيروس «كورونا».
وقال «السعداوى»: «يمكن تناول كوب من الزبادى مضافة إليه ملعقة من العسل، وشرائح الليمون دون تقشيرها»، معتبرًا أنه «فى هذه الوجبة ما يكفى لمقاومة العدوى»، خاصة أن الليمون يحتوى على «الزنك» وفيتامين «سى» اللازمين لتنشيط المناعة.
وطالب «السعداوى» المواطنين بالالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتشديد فى ذلك مرة أخرى، خاصة ما يتعلق بالحفاظ على التباعد الاجتماعى، وعدم الخروج من المنزل إلا فى حالات الضرورة القصوى.
وشدد على غسل الأيدى باستمرار وتعقيمها بالكحول، وغسل الطعام بشكل جيد قبل تناوله، والابتعاد عن أماكن الازدحام قدر الإمكان، لأنها من أكثر البؤر التى من الممكن أن تنقل العدوى، وارتداء الكمامة باستمرار.
وقال رئيس قسم الصدر بجامعة الزقازيق إنه «فى حالة الاشتباه بالإصابة بالفيروس، على الحالة العرض على الطبيب المتخصص، الذى يشخص المرض من خلال التحاليل والفحوصات اللازمة، وفى حال تأكيد الإصابة، على الطبيب المعالج توجيه المريض إلى التزام العزل المنزلى، وأخذ بروتوكول العلاج المعلن».
ونصح السيدات الحوامل اللاتى يخشين الإصابة، أو تناول الأدوية المؤثرة على الجنين، بالالتزام بتناول وجبة الليمون والزبادى والعسل، لأن فيها من المعادن الغذائية ما يحمى من العدوى، ويعين على الشفاء فى حالة الإصابة.

محمد علام: الإقلاع عن التدخين والكحوليات وتجنب الضغط

قال محمد علام، نائب مدير مستشفى «النجيلة» للعزل الصحى فى مطروح سابقًا، إن أولى النصائح لتقوية المناعة وتحسين الصحة العامة، من أجل مقاومة العديد من الأمراض الفيروسية المصاحبة لموسم الشتاء، وأبرزها «كوفيد- ١٩»، هى الإقلاع عن التدخين. وشدد على ضرورة التوقف عن شرب المشروبات الكحولية، لما لها من أضرار، والحفاظ على السلامة النفسية، باعتبارها عاملًا ضروريًا لتقوية المناعة بفاعلية فى هذه الأوقات، ما يلزم تخفيف وتجنب الضغط النفسى فى العمل وداخل الأسرة.

ولاء عبداللطيف: التعرض للشمس ٣٠ دقيقة يوميًا

حذرت الدكتورة ولاء عبداللطيف، رئيس قسم «الميكروبيولوجيا» والمناعة بكلية طب الإسكندرية، من أن الإفراط فى أخذ الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية من أجل تقوية المناعة أمر فى غاية الخطورة. وقالت د. «ولاء» إن الوسيلة الأفضل هى تناول أطعمة صحية تحتوى على العناصر اللازمة لتقوية المناعة، مثل منتجات الألبان والفاكهة والخضروات، مع التعرض للشمس يوميًا نصف ساعة، للحصول على فيتامين «د» الأساسى فى تكوين المناعة، خاصة أن إحصائيات الموجة الأولى لفيروس «كورونا» بينت أن النسبة الأكبر من المصابين لربات البيوت ومَن لا يتعرض للشمس وقليلى النشاط الحركى. وأضافت: «ينبغى أيضًا تناول الكبدة والسبانخ والعناصر المشتملة على فيتامين أ، مثل الفلفل الأحمر والزبادى والشاى الأخضر والزنجبيل.

فايد عطية: النوم 8 ساعات وممارسة الرياضة والبعد عن التوتر

شدد الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد متخصص فى الفيروسات بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية وكلية الطب بجامعة «شانتو» الصينية، على أن مواجهة الموجة الثانية من فيروس «كورونا» تستلزم تطبيق الإجراءات الاحترازية، مثل التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات، بالتوازى مع تقوية جهاز المناعة. وقال «عطية» إن التغذية الصحية هى التى تقوى جهاز المناعة، عبر إمداد الجسم بالكربوهيدرات والبروتين والفيتامينات، وبنسبة قليلة من الدهون، داعيًا إلى التركيز على تناول الخضروات والفاكهة، لأنها تحتوى على الفيتامينات والأملاح المعدنية والعناصر التى تساعد على رفع كفاءة الجهاز المناعى، محذرًا فى الوقت ذاته من الإسراف فى تناول الدهون والسكريات، لأن ذلك يُضعف من الجهاز المناعى. وأضاف: «شرب الينسون والنعناع والزنجبيل والقرفة وحبة البركة والعسل الأبيض مفيد للجسم بشكل عام، خاصة لفئات معينة تعانى من ضعف فى الجهاز المناعى، مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل، وهو ما تزيد أهميته فى فصل الشتاء، الذى ترتفع فيه فرص الإصابة بأمراض الفيروسات التنفسية».
ونصح أيضًا بالنوم الكافى مدة لا تقل عن ٨ ساعات يوميًا للشخص البالغ، و١٠ ساعات للأطفال الأقل من ١٠ سنوات، وبممارسة أى نوع من الرياضة، مثل المشى أو الجرى، إلى جانب البعد قدر الإمكان عن أى توتر أو إجهاد عصبى، لأنه يُضعف الجهاز المناعى بنسبة ٧٠٪، مختتمًا: «هذه خطوات بسيطة يمكن للشخص العادى اتباعها دون اللجوء إلى أى أدوية كيميائية من الصيدليات، إذ علينا الحذر من تناول أى أدوية دون إشراف طبى».

أحمد شاهين: الإكثار من السوائل الدافئة

رأى الدكتور أحمد شاهين، أستاذ علم الفيروسات، أن الوقاية من الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» ليست بالصعبة، إذا ما التزم المواطنون بمجموعة من الخطوات، على رأسها الاهتمام بالنظافة الشخصية، والإجراءات الاحترازية المعتادة، مثل: ارتداء الكمامة واستخدام الكحول والمطهرات اليدوية. وأضاف: «ينبغى أيضًا الامتناع أو محاولة التقليل من التدخين، خاصة فى الأماكن المغلقة، مع الإكثار من السوائل الدافئة بانتظام، مثل: الينسون والنعناع، ما يساعد على بقاء الحلق فى حالة رطبة، وبالتالى لا يتمكن الفيروس من الالتصاق به».

هبة ممدوح: المداومة على شرب المياه والليمون

طالبت الدكتورة هبة ممدوح، إخصائية نساء وتوليد فى مستشفى الشروق العام، أحد أعضاء الفريق الطبى بمستشفى «النجيلة» للعزل فى مطروح، جميع المواطنين بالعودة للالتزام بارتداء الكمامات مرة أخرى، لوقايتهم من العدوى والحفاظ على سلامتهم، خاصة فى الأماكن المغلقة والمواصلات العامة.
وشددت على ضرورة تناول الخضروات التى تحتوى على عناصر مفيدة لتقوية المناعة، إلى جانب المشروبات الساخنة الهامة جدًا، خاصة الليمون، لما فيه من فوائد كثيرة، مع الحرص على الالتزام بالبقاء فى المنزل قدر الإمكان.
ودعت إلى التطهير المستمر باستخدام الكحول، وتجنب دخول دورات المياه خارج المنازل.

طه عبدالحميد: 3 أقراص زنك وفيتامين سى كل 24 ساعة

ذكر الدكتور طه عبدالحميد، أستاذ الصدر والحساسية بجامعة الأزهر، أن الفيروسات، من بينها «كورونا»، تعيش خارج الجسم فى درجات حرارة تميل إلى البرودة، وهو ما يفسر انخفاض حركة الفيروس خلال فصل الصيف، وعودتها للحياة مرة أخرى فى فصلى الخريف، والشتاء، الذى تزداد الأمور فيه سوءًا وتعقيدًا.ونصح «عبدالحميد» المواطنين بالابتعاد عن التجمعات قدر الإمكان، وارتداء الكمامة بشكل مستمر خارج المنزل، ما يجنبهم الإصابة ويبعدهم عن منطقة الخطر. وشدد أستاذ الصدر والحساسية على ضرورة تناول الطعام الصحى الذى من شأنه أن يرفع مناعة الجسم، ما يساعد الإنسان على تجنب الإصابة أو التغلب عليها حالة ما أصيب بها بالفعل، موضحًا أنه يجب على الجميع تناول قرص من «الزنك» واثنين من «فيتامين سى» يوميًا، وعلى مدار فصل الشتاء، من أجل تجنب الإصابة.