رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد توجيهات الرئيس.. كيف تصبح دمياط قِبلة صناعة الأثاث في العالم؟

السيسي
السيسي

مدينة دمياط التي عُرفت على مدار التاريخ بأنها قبلة الراغبين في شراء الأثاث، كانت السبيل الأكثر جودة والأنسب سعرًا للغالبية العظمى من أبناء الشعب، حتى غزت المنتجات المستوردة من الخارج السوق، وفي مقدمتها الصين، وأصبح عدد كبير من المواطنين يعزف عن شراء منتجات الأخشاب من دمياط لصالح المنتجات المستوردة بسبب انخفاض السعر عن المنتج المحلي.

لم تكن الدولة لتترك هذه القلعة، وهذا الصرح الكبير للهدم خاصة بعد أن تركه عدد كبير من أبناءه، وقامت الحكومة بتوجيه اهتمام بالغ بهذه الصناعة لإعادة إحيائها مرة أخرى وإنشاء مدينة دمياط الجديدة التي هي في طريقها لغزو أسواق العالم.

عدد كبير من الإجراءات والمعايير لابد أن يضعه العاملين في مدينة دمياط الجديدة نصب أعينهم حتى يستطيعوا منافسة المنتجات الأخرى بأعلى جودة وأقل سعر، فكيف يكون لهم ذلك؟

قال الدكتور علي عبدالرؤوف، الخبير الاقتصادي، إنه لابد من دراسة السوق العالمية إذا ما أراد المصنع أن يكون صاحب منتج مميزًا يختلف عن جميع المعروض في الداخل والخارج، فلابد من تغير نمط التفكير التقليدي، والتعرف على أحدث الأذواق لتكون متاحة في جميع منتجات دمياط الجديدة.

وأكد الخبير الاقتصادي في تصريح خاص لـ"الدستور"، أنه لابد من الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التسويق للمنتجات ومواكبة التطور الكبير الذي يحدث الآن على الساحة الاقتصادية، خاصة وأن عدد كبير من المواطنين يقصد الأبواق الالكترونية لشراء المنتجات والتعرف على أحدث الأنواع منها.

وأشار إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا له فائدة مزدوجة منها تعريف عدد كبير من المواطنين بالمنتج المعروض، ومن ناحية أخرى يستفيد أصحاب الموقع من الخدمات الإعلانية التي من الممكن أن تقدم من خلال الموقع، بالإضافة إلى ضرورة ضبط أسعار السلع، وإقامة المعارض غير التقليدية عن طريق الإنترنت.

وقال خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، إن الفترة الزمنية التي صاحبت ثورة الخامس والعشرين من ينايرن وما حدث بعدها من فوضى، بالإضافة إلى توافر الخامات المستوردة من الصين وغيرها واتجاه المواطنين إلى شرائها بدلًا من المنتج المصري، دفع العاملين بمجال الصناعات الخشبية في دمياط بالتحديد إلى ترك العمالة والاتجاه إلى مهن أخرى من أجل كسب لقمة العيش.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن جائحة كورونا التي ضربت العالم بأكمله، دفعت مزيد من العاملين في مجال الأخشاب إلى ترك مهن أبائهم وأجدادهم مضطرين بعد أن أغلق العالم الاقتصادي أبوابه بسبب الوباء المنتشر، لكن سرعان ما فتح المجال زراعيه لأبنائه من العاملين مرة أخرى بعد وقف الاستيراد واتجاه المصرين إلى المنتج المحلي مرة أخرى.

وأكد رحومة، أن وجود كورونا ليست وحدها من أعادت للمنتج المصري مكانته، وإنما من قبل ذلك وبعد التعويم الذي كان في صالح المواطن، ارتفعت أسعار الواردات ولم يعد لدى المواطن سبيل إلا المنتج المصري مما يصب في مصلحة الاقتصاد المحلي والعاملين فيه.

وأوضح أنه بلا شك تساهم مدينة دمياط الجديدة للأثاث في دعم المنتج المصري، وتمهد ليكون مصدرًا مهم للتصدير في الخارج، خاصة بعد التجهيزات والعناية الضخمة التي تقدمها الدولة لكي تكون دمياط مركز إقليمي لصناعة الأثاث مما يحد من البطالة ويتغلب على عدد كبير من السلبيات التي عانت منها الدولة لفترات طويلة.

ونوه الخبير الاقتصادي، على أهمية تطوير التسويق ودعمه بأفكار خلاقة تساعد مصر على تسويق منتاجتها من الأخشاب خارج مصر، بالإضافة لدراسة السوق الخارجي ومعرفة احتياجاته على وجه التحديد ومحاولة توفيرها بأفضل الأسعار وأحسن النتائج، فهذين العاملين يمكنهم الوصول بمدينة دمياط إلى مصاف المدن المعروفة بتصديرها عالميًا.