رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طريق العودة».. صندوق مكافحة الإدمان طوق النجاة لتعافى الشباب

صندوق مكافحة الإدمان
صندوق مكافحة الإدمان

تعد مشكلة الإدمان وتعاطي المواد المخدرة واحدة من أبرز المشكلات التي تهدد أمن وسلامة المجتمعات، والتي تعمل الدولة على مواجهتها بشتى الطرق والوسائل الممكنة، في سبيل خفض نسبة الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، إذ تعمل وزارة التضامن الاجتماعي على الحد من تلك الظاهرة من خلال صندوق مكافحة الإدمان.

ومع بداية العام الدراسى الجديد، استقبل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بمقر جامعة القاهرة طلاب كليات الجامعة، وذلك من أجل نشر التوعية من خطر الإدمان، وذلك مع التأكيد على تقديم خدمات العلاج في خصوصية وسرية تامة.

وتستعرض "الدستور" في التقرير التالي جانبًا من دور صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي في تقديم العون والمساعدة على التعافي من مرض الإدمان والتوعية بخطورته.

محمد علي، اسم مستعار، يبلغ من العمر 18 عامًا، أوضح أن له تجربة سابقة مع صندوق مكافحة الإدمان، قائلًا: "ساعدوني وشجعوني على التعافي من الإدمان قبل أن أنجرف أكثر في رحلة مظلمة بدون عودة".

يضيف "علي": "موضوع الإدمان دايمًا بيبدأ بمجرد التجربة، ودا اللي حصل معايا، واحد من صحابي إداني سيجارة وقالي جرب، أنا قولت عادي زيها زي أي سيجارة لأني كدا كدا بدخن، ولكن الموضوع مش بالسهولة دي لأن بتبدأ تجرب حاجات تانية غير السجاير".

وذكر "علي" أنه عندما شعر أنه بدأ يعتاد على تناول المواد المخدرة بمختلف أنواعها، بدأ يبحث عن مخرج من هذا المأزق، وبالفعل بدأ يتواصل مع صندوق مكافحة الإدمان، ومن ثم بدأ بجلسات العلاج للتعافي من الإدمان، وقرر حينها عدم العودة إلى هذا الطريق نهائيًا".

لم يكن "علي" هو المتعافي الوحيد الذي انتشله صندوق مكافحة الإدمان من هذا الطريق، فهناك يوسف جميل، تجاوز الـ 20عامًا، أوضح أنه اعتاد على المواد المخدرة مثل الحشيش والبرشام وغيرهم، حتى أصبح لا يمر عليه يوم دون أخذ الجرعة اللازمة من المخدر التي تزداد يومًا بعد يوم.

كان أحد الأصدقاء هو السبب في إدمان "يوسف"، ومن ثم بدأت أسرته في إقناعه بالعلاج والتعافي، وبعد محاولات كثيرة من قبل أهل "يوسف" استجاب لهم وخاض رحلة طويلة في التعافي مع صندوق مكافحة الإدمان في منتهى السرية والخصوصية.

واتساقًا مع ذلك، أوضح عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن الصندوق يعمل على نشر التوعية بين الشباب والطلاب بشأن خطورة الإدمان والتعاطي، وذلك من خلال تدشين المبادرات التوعوية المختلفة والندوات، بهدف تثقيف الشباب بمخاطر الانجراف وراء تعاطي المواد المخدرة.

وذكر مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان أن مشكلة الإدمان والتعاطي واحدة من المشكلات التي تعمل الدولة على مواجهتها من خلال وزارة التضامن الاجتماعي، إذ أن معدلات الأطفال والشباب الذين يتعاطون المخدرات مرتفعة، مشيرًا إلى أن صندوق مكافحة الإدمان استقبل حوالي 1800 طفل يتقدمون للعلاج خلال العشر شهور الأولى من العام الجاري 2020.

ويستقبل صندوق مكافحة الإدمان أي استفسارات بشأن الحصول على الخدمات العلاجية مجانًا، مع الحفاظ على مبدأ الخصوصية والسرية، إذ يتم التواصل مع الشباب والطلاب في الجامعات من خلال متخصصين؛ لتوعيتهم بمخاطر تعاطى المواد المخدرة وبمرض الإدمان وطرق الوقاية والعلاج منه، وذلك عبر الخط الساخن "16023".

وخلصت إحدى الدراسات التي أعدها صندوق مكافحة الإدمان إلى أن على ما يقرب من حوالي 7% من طلاب الثانوية يتعاطون المواد المخدرة، فضلًا عن أن زيادة النسبة ترتفع في مدارس الثانوية الفنية إلى 8.5%.