رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفاو: مناطق فى اليمن ونيجيريا وجنوب السودان قد تنزلق للمجاعة قريبًا

الفاو
الفاو

حذر برنامج الأغذية العالمى ومنظمة الأمم المتحدة للزراعة "فاو" من أن مناطق فى كل من اليمن وبوركينافاسو وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان يمكن أن تنزلق قريبًا إلى المجاعة، وذلك إذا تعرضت لمزيد من التدهور خلال الأشهر المقبلة.

وعزا برنامج الأغذية العالمي ومنظمة "فاو"، في تقرير مشترك، صدر اليوم، الوضع فى تلك البلدان إلى عدد من العوامل التى وصفها بالمزيج السام، وتشمل الصراع والتدهور الاقتصادى والظواهر الاقتصادية المتطرفة، إضافة إلى جائحة كورونا التى تدفع السكان إلى مرحلة الطوارئ لانعدام الأمن الغذائى.

وقال التقرير إن أجزاء من السكان فى هذه النقاط الأربع الساخنة تعانى بالفعل من حالة جوع حرجة.

محذرا من أن تصعيد النزاع والمزيد من الانخفاض فى وصول المساعدات الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى خطر المجاعة.

وأكد أن البلدان الأربع ليست هى العلم الأحمر الوحيد على خريطة العالم التى تظهر أن مستويات انعدام الأمن الغذائى الحاد تصل إلى مستويات عالية جديدة على مستوى العالم مدفوعة بمجموعة من العوامل.

مشيرا إلى أن هناك 16 دولة أخرى معرضة بشكل كبير لخطر ارتفاع مستويات الجوع الحاد.

وأضاف أن الهدف من التحذير هو الإبلاغ عن الإجراءات العاجلة التي يمكن اتخاذها لتجنب حالة طوارئ كبرى أو سلسلة من حالات الطوارئ، وذلك فى غضون ثلاثة إلى ستة أشهر من اليوم.

لافتا إلى أن ذلك سيعتمد على كيفية تطور الوضع فى البلدان الأكثر عرضة للخطر، وذلك فيما يتعلق بديناميات الصراع وأسعار الغذاء والآثار العديدة لوباء كورونا على أنظمتها الغذائية ونتائج هطول الأمطار والحصاد، إضافة إلى وصول المساعدات الإنسانية واستعداد الجهات المانحة لمواصلة تمويل عمليات المساعدات الإنسانية.

وقال دومينيك بيرجن، مدير الطوارئ بمنظمة فاو، إن التقرير هو دعوة واضحة لاتخاذ إجراءات عاجلة.

معربا عن القلق البالغ للمنظمة إزاء التأثير المشترك للعديد من الأزمات التى تقوض قدرة الأشخاص على إنتاج الغذاء والحصول عليه، مما يجعلهم أكثر وأكثر عرضة لخطر الجوع الشديد.

وشدد على الحاجة للوصول إلى هؤلاء السكان لضمان حصولهم على الغذاء والوسائل اللازمة لإنتاج الغذاء وتحسين سبل عيشهم لمنع أسوأ سيناريو.

بدورها، قالت مديرة الطوارئ ببرنامج الأغذية العالمى مارجوت فان دير فيلدين إن تلك المناطق فى البلدان الأربعة فى منعطف كارثى مرة أخرى. مضيفة أنه عندما تعلن المجاعة، فهذا يعنى أن العديد من الأرواح قد فقدت بالفعل، وذلك كما حدث فى الصومال فى عام ،2011 حيث أعلنت المجاعة التى أودت بحياة ما يقرب من 260 ألف شخص فى يوليو، وكان الكثيرون قد ماتوا بالفعل فى شهر مايو.

ويشير التقرير المشترك إلى أن ما مجموعه 20 دولة معرضة لمزيد من خطر تدهور حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذلك بدوافع رئيسية، بما فيها انتشار العنف وتكثيفه والأزمات الاقتصادية التى تفاقمت بسبب تأثير وباء كورونا والظروف المناخية المتطرفة والتهديدات مثل الجراد الصحراوى ونقص وصول المساعدات الإنسانية.

وذكر التقرير أن التقديرات تشير إلى أن هناك 22 مليون شخص فى جمهورية الكونغو الديمقراطية يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد «وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق فى بلد واحد»، وأن بوركينا فاسو سجلت أكبر زيادة، حيث تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد ثلاث مرات تقريبا مقارنة بعام 2019 مدفوعا بتزايد الصراع والنزوح والآثار المرتبطة بفيروس كورونا على التوظيف والحصول على الغذاء.

وأضاف أن الوضع في اليمن مريع هناك، حيث يمكن أن يؤدي انعدام الأمن الغذائى القائم مع الصراع والأزمة الاقتصادية المتفاقمة إلى مزيد من التدهور فى حالة الأمن الغذائي الحرجة بالفعل.

محذرا من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، الآن، فقد يشهد العالم أول اندلاع للمجاعة منذ إعلانها آخر مرة فى عام 2017 فى أجزاء من جنوب السودان.