رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: أردوغان أقحم تركيا في عداء ضد الجميع

أردوغان
أردوغان

أكد تقرير أمريكي أن المغامرات الخارجية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ساعدته في إلهاء الداخل وتعزيز قبضته على الدولة، لكن ليس من الواضح إلى أي مدى ستستمر في المستقبل هذه التدخلات في ظل التصدي الدولي لتحركات وسياسات أردوغان.

وأوضح الكاتب "جوشوا كيتنج" (JOSHUA KEATING) في تقرير له إلى أن تركيا باتت تقاتل الجميع فجأة، بعد أن كانت تتبع سياسة "صفر مشكلات"، ما أدى إلى تراجع علاقتها إلى مستوى متدن للغاية حتى مع أقرب حلفائها في حلف الناتو، وذلك وفق موقع " slate" الأمريكي.

وأشار الكاتب إلى أن مساعي أردوغان لجعل تركيا عظيمة مجددا كما يقول خلق الأعداء لتركيا.

وأوضح التقرير أن تركيا تتدخل الآن في شمال سوريا، بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما تدخلت في ليبيا، فأرسلت معدات عسكرية وتمويلًا ومرتزقة سوريين لدعم حكومة الوفاق، بجانب إرسال مرتزقة سوريين لدعم أذربيجان في صراعها مع أرمينيا حول منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، والأقوى من ذلك الصدام مع منافس تاريخي آخر وهي اليونان بشأن موارد الغاز المحتملة في البحر الأبيض المتوسط.

وأكد الكاتب أن هناك صراعا آخر على وشك الحدوث، وهو الصراع مع السعودية والإمارات فمنذ عام 2011، توترت العلاقات بين الجانبين وتفاقمت منذ عام 2018، ومؤخرا تعهدت المزيد من الشركات السعودية بمقاطعة المنتجات التركية كما هددت تركيا بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات بسبب قرار الأخيرة الاعتراف بإسرائيل، وهو أمر غريب لأن الحكومة التركية تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية منذ عقود.

كما تراجعت العلاقات مع حلفاء تركيا في الناتو في الغرب إلى مستوى متدنٍ جديد، على الرغم من أن ترامب يدعم أردوغان إلا أن البنتاغون غاضب عليه وهدد الأسبوع الماضي بفرض عقوبات ردًا على شراء واختبار تركيا لنظام دفاع جوي روسي الصنع، كما برزت فرنسا لتركيا على عدة جبهات واقترب البلدان من مواجهة بحرية في البحر المتوسط في يونيو الماضي.

وأكد التقرير الأمريكي أن تركيا انتقلت من سياسة عدم القتال مع أي أحد إلى سياسة القتال ضد الجميع، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية لتركيا قبل عقد من الزمان لم تكن هكذا، فقد دافع أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي السابق ورئيس الوزراء السابق، عن فكرة "صفر مشاكل تجاه الجيران"، وهي سياسة تحقيق النفوذ من خلال المشاركة الدبلوماسية القصوى.

وأشار الكاتب إلى أن تحول تركيا إلى نهجها الأكثر عدوانية بدأ منذ ثورات الربيع العربي حينما استثمرت قدرًا كبيرًا من رأسمال سياستها الخارجية لدعم الأحزاب الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة، لكن دون أن تحقق شيئا من هذا الأمر بجانب تدخلاتها العسكرية.