رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهزوم.. دلالات انسحاب قوات «أردوغان» من أكبر نقطة عسكرية تركية بسوريا

قوات اردوغان
قوات اردوغان

تتوالى اللكمات على وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإجبار القوات التركية المحتلة عدة مناطق من الشمال السوري، من الانسحاب من نقطة مورك- أكبر نقطة عسكرية تابعة لأنقرة- الخاضعة لسيطرة الجيش السوري بريف حماة الشمالي.

كانت النقطة التركية التاسعة في مورك، مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار، إلا أنها لم تفعل سوى مراقبة تقدم قوات الجيش السوري والقوات الروسية وسيطرتها على كامل ريف حماة الشمالي خلال الأشهر الماضية.

خروج متوقع
من ناحيته، قال اللواء المتقاعد في الجيش السوري علي مقصود، إن خروج تركيا من مورك، أمر متوقع، بسبب فقدانها لجميع مفاعيلها في هذه النقطة، قائلًا: "تراجعت جميع قوى "جبهة النصرة" والميليشيات التابعة لتركيا هناك، وبالتالي لم يعد لها أي فائدة تذكر".

وأكد مقصود في تصريح لـ"الدستور" أن الأمل التركي في تعزيز المنطقة فقد تماما، ولاسيما بعد التعزيزات للجيش السوري في المنطقة، وتثبيت جميع قواعده في المنطقة المحيطة بمورك، مشيرًا إلى أن النقطة بالكامل أصبحت تحت السيطرة السورية.

الانسحاب التركي.. خطوة متأخرة
من ناحيته اعتبر سليمان شبيب، رئيس حزب سوريا أولا، أن هذه الخطوة جاءت متأخرة كثيرًا، قائلا إنه بموجب التفاهمات الروسية التركية هناك التزامات تركية متعددة منها الانسحاب من هذه المناطق التي تدعي أنقرة أنها نقاط مراقبة بعد أن انتفت أسباب، أو مبررات وجودها.

وأضاف شبيب في تصريح لـ"الدستور": "نقطة مورك تقع ضمن سيطرة الجيش السوري، وهي تتموضع في خطوطه الخلفية ولا قيمة عسكرية لها، وهي مجرد عامل استفزاز وتوتير وقد تم بحث موضوعها عدة مرات، وفي كل مرة كان نظام أردوغان، يتعهد بالانسحاب منها ثم يعود الى مراوغته ومماطلته المعهودة بذرائع مختلفة".

وفسر مماطلة "إردوغان" للانسحاب بأنها محاولة لكسب مزيد من الوقت ليقيم الترتيبات التي تسمح له بتنفيذ تعهداته، والتزامات وخاصة فتح الطريق الدولية بين حلب واللاذقية، وضمان أمن الدوريات المشتركة الروسية التركية، وتفكيك التنظيمات المصنفة جماعات إرهابية، وخاصة هيئة تحرير الشام.

تابع السياسي السوري: "أعتقد أننا سنكون أمام تطورات متسارعة وربما حاسمة في ملف إدلب خلال الشهرين القادمين ربما يشكل الانسحاب التركي من مورك بدايتها".

حصار جنود إردوغان خلف الانسحاب
فيما أكد الصحفي السوري يعرب خير بك، أن نقطة المراقبة في مورك كانت هي الأولى التي وضعتها تركيا، كما أنها باتت أول نقطة مراقبة ستقوم بالانسحاب منها بشكل كامل.

وقال خير بك في تصريح لـ"الدستور" إن تواجد العسكريين الأتراك بها، كان شبه احتجاز، مضيفا: "فهم لم يكونوا قادرين على إخراج رؤوسهم منها، فالعساكر كانوا يختبئون ونزعوا الأعلام التركية من خوفهم".

وتابع: "هذا الخروج يأتي نتيجة الحصار الطويل وعدم قدرة الأتراك على إيجاد أي اتفاق جديد مع الروس"، مؤكدا أن الانسحاب يرتبط بتراجع تركيا داخل سوريا وانفضاض كثير من القوى عنها، بعد الخذلان التي قامت به المجموعات المرتبطة بها.

كما أوضح أن هذا التراجع سوف يتبعه تراجع أكبر في إدلب، ولاسيما في ظل تحذيرات وتحضيرات الجيش السوري لمعركة كبيرة، وصفها الأتراك بأنها أكثر من مهمة.