رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف سيحجم تشريع ماكرون الجديد من أنشطة الجماعات الإرهابية؟

ماكرون
ماكرون

يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهوده وخططه لرسم الخطوط العريضة، تجاه الجماعات المتطرفة، بوضعه قانون جديد لتحجيم عمل المنظمات والجماعات التي تروج لأي فكر تطرفي.

وحظي خطاب ماكرون يوم أمس الجمعة، بمتابعة كبيرة وردود أفعال قوية، ويأتي الخطاب بعد أيام فقط من طعن شخصين أمام المقر السابق لصحيفة «شارلي إيبدو»، المتزامنة مع بدء محاكمة المتهمين بشأن الهجمات الإرهابية التي استهدفت المجلة الأسبوعية الفرنسية الساخرة وسوبر ماركت كوشير عام 2015.

وأوضح ماكرون أن التشريع الجديد يهدف إلى حماية فرنسا من الفكر التطرفي للجماعات الدينية، قائلًا: "العلمانية هي دعامة فرنسا الموحدة"، وفقًا لما أوردته دويتشه فيلله الألمانية.

ويهدف التشريع الجديد إلى وضع مزيد من الإجراءات الصارمة، لمراقبة التمويل الأجنبي للمساجد والمدارس الدينية الخاصة، ومنع الأئمة الأجانب، ويزيد من مراقبة الجمعيات المشتبه بها.

ويرى المحلل السياسي ألكسندر ديل فالي، أن التشريع الجديد يستهدف على وجه الخصوص تحجيم أنشطة الإخوان، وأوضح ذلك في كتابه عام 2019 بعنوان «سعي الإخوان المسلمين المزعوم للتسلل وغزو الغرب».

وفي السياق نفسه، يقول باشار من مجموعة مناهضة الإسلاموفوبيا: "العنف لا ينتمي إلى مجتمع معين، الإرهاب لا ينتمي إلى مجتمع واحد، إنها ظاهرة يجب محاربتها بكل الوسائل الممكنة، لكن ليس من الصواب وصم مجتمع بأكمله لأن أحد الأعضاء ارتكب هجمات إرهابية".

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه يوم أمس الجمعة، عن خطواته نحو قانون جديد لمحاربة الفكر التطرفي، بالإضافة إلى الدول التي تمول الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذا القانون يعد أكبر مشروع لإصلاح القانون المدني في البلاد.

ويرى المحللون أن هذا الإجراء هو بمثابة إصلاح شامل لقانون 1905 التاريخي بشأن فصل الدين عن الدولة، وفقًا لما ذكرته صحيفة الخليج توداي.

وأشاد ماكرون بسجل حكومته في معالجة التطرف، قائلًا: "نعلم أن هناك أشخاصًا يمكن أن يصبحوا متطرفين في غضون ساعات قليلة بسبب الطريقة التي يشعرون بها تجاه المجتمع، منذ عام 2017، واصلنا محاربة التطرف، وقد نجحت المنهجية التي اعتمدناها، وتمكنت المؤسسات من محاربة شكل من أشكال التطرف الديني".

وأضاف ماكرون: "أنا لا أقول إننا بحاجة لخلق نمط إسلامي فرنسي، لكن يمكن أن تكون هناك شراكة قوية مع الدولة الفرنسية، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تحريره من النفوذ الأجنبي".

على الجانب الآخر، كشف الصحفيان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شيسنو، عن ضخ قطر مئات الملايين في المنظمات التي تسيطر عليها جماعة "الإخوان" الإرهابية في جميع أنحاء فرنسا.