رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من تكساس إلى سوريا.. أمريكي داعشي يكشف دور تركيا في دعم «داعش»

داعش
داعش

كشف تقرير جديد عن الدور الذي تلعبه تركيا في دعم تنظيم داعش، حيث سلّط تقرير الضوء على المواطن الأمريكي التركي عمر كوزو، الذي اعتقلته قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في أبريل 2019، وأعلنت وزارة العدل بالولايات المتحدة الأمريكية، أن "كوزو" اعترف بتهمة التآمر وتقديم الدعم المادي لتنظيم «داعش» الإرهابي، وأكدت أنه يواجه عقوبات بالسجن قد تصل مدتها إلى 20 عامًا.

واعترف "كوزو" وفقا لتقرير لموقع نورديك مونيتور السويدي، بأنه وشقيقه يوسف، غادرا ولاية تكساس الأمريكية إلى إسطنبول بتاريخ 16 أكتوبر عام 2014، ثم توجها إلى شانلي أورفا بالجنوب الشرقي لتركيا، حيث التقطتهما سيارة أجرة تابعة لتنظيم داعش وتم تهريبهما عبر الحدود إلى سوريا، حتى انتهى بهم الأمر في الموصل بالعراق للانضمام إلى صفوف التنظيم.

وأوضحت الوثائق أنه خلال تلك الفترة الزمنية، تم شحن الملابس المموهة للجيش البريطاني، التي اشتراها كوزو وشقيقه من شركة أمازون إلى مدينة إزميت التركية، حيث تقيم أسرتهما.

- تركيا المسار الأساسي لداعش

وأبرز الموقع السويدي تأكيدات الوكيل الخاص من مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف.بي.آي» تود أ.براين، أن تركيا خلال تلك الفترة كانت المسار الأساسي الذي يستخدمه المقاتلون الأجانب الذين يسافرون للانضمام إلى داعش القوات في سوريا ووصف محافظة شانلي أورفا بأنها نقطة عبور حدودية متكررة للجهاديين.

وكان المجتمع الدولي قد اتهم تركيا بتسهيل تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى داعش بشكل غير مباشر من خلال اتباع سياسة فتح الحدود ودعم الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.

وذكر "نورديك مونيتور" أنه نظرًا لموقع تركيا الجغرافي، فقد كانت إسطنبول نقطة عبور لداعش لإرسال مقاتلين من أجزاء مختلفة من العالم إلى سوريا أو من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ومع ذلك فشلت الأجهزة الأمنية التركية في اتخاذ أي إجراء ضد تدفق الإرهابيين الجهاديين، وأنشطتهم التي تركزت بشكل أساسي في إسطنبول والمحافظات الحدودية بما في ذلك شانلي أورفا وغازي عنتاب، على الرغم من ضغوط المجتمع الدولي.

- تركيا بوابة رئيسية للإرهاب إلى سوريا

وأضاف الموقع السويدي أن أنقرة اتبعت سياسة عدم التدخل التي سمحت للمقاتلين الأجانب بعبور أراضيها للانضمام إلى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى في سوريا، وأدت هذه السياسة إلى مرور عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب عبر تركيا وسمحت للعديد من الجماعات المتطرفة بتنفيذ عملياتها اللوجستية وعملياتها داخل حدود تركيا، وبهذا يكون الدعم التركي لداعش قد لعب دورًا مهمًا في عمليات التنظيم.

وذكر الموقع أنه تم القبض على "كوزو" مع حوالي 1500 من مقاتلي داعش المشتبه بهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بالقرب من قرية الدشيشة بسوريا في مارس 2019، وذلك بعد فرارهم مع الجهاديين مع انهيار الخلافة التي أعلنها التنظيم في سوريا، ثم تم تسليمه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وعاد إلى الأراضي الأمريكية بعد 5 سنوات ووجهت إليه تهمة التآمر لتقديم الدعم المادي لداعش.

- تفاصيل رحلة الشقيقين

وتناول الموقع تفاصيل رحلة الشقيقين، فبعد وصولهما إلى تركيا في أكتوبر 2014، سافر كوزو وشقيقه من إسطنبول إلى غازي عنتاب بالحافلة ثم إلى شانلي أورفا في المدينة الحدودية، حيث اتصل الأخوان برقم هاتف من أحد الفنادق وجاء «تاكسي داعش» لإحضارهما، ثم تم تهريبهما عبر الحدود إلى سوريا.

وبحسب بيان وزارة العدل، فقد خضع الشقيقان، إلى جانب 40 مقاتلًا أجنبيًا آخرين، لـ 5 أيام من التدريبات البدنية والأسلحة بقيادة مدربين من داعش في الموصل، ثم تم إرسالهم إلى الرقة، العاصمة الفعلية لخلافة داعش في سوريا.

من جانبه، أوضح "كوزو" أنه بعد ذلك بوقت قصير، تعهد بالبيعة لزعيم داعش المتوفى أبو بكر البغدادي وتنظيمه الإرهابي.

كما يقول عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي أنه أثناء وجوده في سوريا، عمل مع مديرية اتصالات داعش في يناير 2015، وحصل على راتب شهري قدره 125 دولارًا لإصلاح معدات الاتصالات، وأن دوره في المجموعة تضمن تقديم دعم الاتصالات في مدينتي كوباني وحماة السوريتين، بالإضافة إلى عمله في مركز تكنولوجيا الخلافة، وأخبر كوزو عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه حصل على بندقية كلاشينكوف صينية الصنع وتزوج من عروس من الجزائر تبلغ من العمر 16 عامًا.

ومنذ انهيار الخلافة الفعلية لداعش في سوريا، تحتجز قوات سوريا الديمقراطية ما يقدر بنحو ألفين مقاتل أجنبي من أكثر من 50 دولة في سجون مؤقتة، ومع ذلك، تحجم العديد من الدول عن إعادة مقاتليها إلى أوطانهم بسبب صعوبة مقاضاة أعضاء داعش المشتبه بهم بناءً على الأدلة التي تم جمعها من ساحة المعركة.