رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جهاد السويطي: لم أخش العدوى من أمي لأنها بركة وماتت مبتسمة

جهاد السويطي
جهاد السويطي

"رحلت أمي.. ماتت بين يدي ولم أستطيع أن أفعل شيء"؛ هكذا تحدث الشاب جهاد سويطي من بلدة بيت عوا في الخليل، والذي كان مرافقا لوالدته رسمية السويطي التي أصيبت بفيروس كورونا المستجد منذ 10 أيام؛ بعد أن مكثت تتلقى العلاج المنزلي نحو 5 أيام وبعد تدهور حالتها الصحية تم نقلها للمستشفى وكان جهاد الأبن الأقرب لوالدته فرفض تركها بمفردها وظل مرافقًا لها حتى توفت أمس بين ذراعيه، حيث ظل يتابع وضع الدته المصابة بفيروس كورونا المستجد من خلف الزجاج بعد تسلقه لنافذة المستشفى.

"الام كالعمر مرة واحدة لا تتكرر" هكذا قال جهاد السويطي البالغ من العمر32 والذي يعمل عاملا في بلدته عوا بالخليل ؛ وتابع كنت مرافق لأمي منذ أصابتها بفيروس كورونا المستجد من المنزل وحتى المستشفى ولم أتركها الإ مرة واحدة لقضاء بعض الطلبات، وطبقًا للتعليمات التي تمنع مغادرة المرافقين وعودتهم للمستشفى فتم إغلاق الابواب بوجهي ولم أستطع أن أرى أمي مرة ثانية؛ مضيفًا ظللت طوال الليل أحاول الدخول ولكن دون جدوى فكان الحل الصعود من الشباك.

ويكمل السويطي حديثه لـ "لدستور " بالفعل أستطعت الدخول من النافذة ولكن بعد ساعات قليلة توفت بين ذراعي ولم أستطع فعل شيء؛ فقد ماتت من كانت تكرمني صغيرًا وكبيرًا وحتى أولادي؛ يقول جهاد ؛ لم أخشى أبدًا الإصابة من وجودي معها ومرافقتها في المنزل والمستشفى " العدوى من أمي بركة" كان عندي امل ترجع معي للبيت ولكن الموت أخذها مني بعد ساعات من رجوعي لها وأخذ قلبي معها.

وأوضح "جهاد" أنه يعمل عامل في بلدتة ومتزوج ولدية 3 أبناء يقول الحكاية بدأت بحرارة شديدة وإسهال مع فقدان للشهية؛ وبناءًا عليه تم إجراء التحاليل اللازمة للتأكد من الإصابة الفيروس أم لا وبالفعل كانت الحالة إيجابية وظلت 5 أيام بالمنزل معي ولم أفارقها لحظة، حتى تم نقلها للمستشفى وبعد 4 أيام من دخولها ماتت بين ذراعي؛ مضيفًا أن والدته رسمية السويطي كانت تعاني سرطان الدم والذي كان يجعلها تتألم بشدة ونسبة شفائها من كورونا كانت قليلة للغاية.

وعن فكرة تسلق الشباك لرؤية والدته يقول "جهاد"؛ بعد خروجي من المستشفى لمدة ساعة واحدة فقط وعند عودتي رفض الامن دخولي مرة أخرى؛ وهو ما أثار جنوني فأنا لا أستطيع العيش بدون أمي فلجأت لتسلق الشباك والدخول لغرفتها وكان الوداع الأخير معها وماتت وهي تبتسم لي.