رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ملائكة الشوارع».. رحمة: «نفسي أروح المدرسة وكورونا يمشي من مصر»

ملائكة الشوارع
ملائكة الشوارع


«ماما سابتني ومشيت وأنا مش بحبها وعايزة تيته».. سهام صائبة خرجت من رحمة التي لم تتجاوز عامها الثامن، لتصف بشاعة ما تعرضت له من إيذاء نفسي بعد ترك الأم لها وأخوها بسبب ضيق الحال، لتبحث عن حياة أكثر رفاهية ضاربة عرض الحائط بمشاعر وغريزة الأمومة التي لا تعرف عنها شيء.

بفطر ساندوتش شامي
«أنا مش بحب ماما ومش وحشاني».. كلمات قالتها الطفلة رحمة كمال ببراءة وهي جالسة بجوار جدتها لوالدها لبيع المناديل بشارع طلعت حرب بمنطقة وسط البلد، وبنظرات حزن استكملت كلامها قائلة: «بفطر طعمية في ساندوتش عيش شامي وساعات بأكل بسكوت وشيبسي وعصير عشان بحبهم قوي؛ وبقعد مع تيته كل يوم الصبح هنا في الشارع ببيع مناديل ومش بتحرك عشان تيته بتخاف عليا».

واستكملت رحمة كلامها بابتسامة: «حسن أخويا أصغر مني موجود مع جدو في البيت عشان تعبان ويراعيه؛ بنروح البيت كل يوم الساعة ٣ العصر نعمل الغداء وبساعد تيته في شغل البيت؛ وبعمل ملوخية وطماطم ومحشي بتنجان لأني بحبه؛ كان نفسي أروح المدرسة عشان أعرف اقرأ وأكتب وأطلع دكتورة وأعالج تيته وبابا».
كورونا وحش.. أنا خايفة منه

وعن كورونا قالت «عارفة أن كورونا مرض بيموت الناس وأنه وحش؛ يارب تمشي من مصر؛ وعشان كدا بغسل إيدي كل يوم بالميه والصابون وبسرح شعري ومعايا كمامة بتاعتي، وعايزه كورونا تمشي من مصر لأني خايفة منه؛ لكن أنا خايفة على تيته أكتر من كورونا لأنها بتيجي للناس الكبار في السن».

وعن والدها تتحدث رحمة: «بابا بيشتغل كل يوم عشاني أنا وأخويا وهو أحلى أب في الدنيا ومش عايزة كورونا تيجي لبابا ولا حد من عيلتي».
أم هاشم.. نفسي في مشروع أعيش منه
أم هاشم حسن امرأة خمسينية وهي جدة رحمة لوالدها تقول: «أنا كنت بشتغل حارسة عقار مع زوجي قبل أن يمرض ولا يستطيع العمل؛ لكن دوام الحال من المحال فمنذ مرضه تحملت عبء العمارة ولكبر سني لم استطع الاستمرار بعد مرضي بالسكر؛ وكان أبني وزوجته وأولاده يسكنون معنا في نفس الشقة؛ لكن بعد ترك مهنة بواب العمارة انتقلنا للعيش في شقة بعين شمس ومعنا ابني وزوجته التي تركت أبنائها بعد ضيق العيش منذ ٨ شهور لترفع قضية خلع للخلاص من ابني».

وتستكمل أم هاشم حديثها: «بدأت أبيع مناديل في شارع طلعت حرب حتى استطيع دفع إيجار البيت ومساعدة ابني في المصاريف فهو يعمل ماسح أحذية في الشوارع؛ فأنا بعمل من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا لأعود للمنزل لعمل وجبة الغداء والاطمئنان على زوجي المريض؛ وعن أمنية أم هاشم تقول أنا نفسي في معاش شهري يساعدني في تربية أحفادي أو مشروع صغير وأعيش حياة كريمة من غير مرمطة».