رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون تونسيون لـ«الدستور»: ما يحدث في تطاوين فضح وعود النهضة الزائفة

تطاوين
تطاوين

تواصلت الاحتجاجات أمس بجنوب تونس في منطقة قريبة من حقل لاستخراج البترول والغاز، وذلك حيث يطالب المحتجون «الحكومة» بالالتزام باتفاق تم توقيعه قبل ثلاث سنوات بتوظيف عدد من العاطلين عن العمل في شركات نفطية في منطقة الكامور التابعة للولاية.

ونصب محتجون منذ أسابيع، خيما في مناطق من ولاية تطاوين التونسية، كما أغلقوا الطريق أمام الشاحنات التابعة للشركات التي تستثمر في استخراج النفط والغاز في منطقة الكامور.

وقضى الاتفاق الحكومي عام 2017، بتوظيف 1500 شخص في "شركة البيئة والغراسات" (حكومية)، وألف آخرون بدءا من يناير 2018، و500 مطلع العام 2019، كما تم تخصيص مبلغ 80 مليون دينار (حوالى 29 مليون يورو) لصندوق التنمية والاستثمار في تطاوين سنويا بموجب الاتفاق.

وتجددت الاشتباكات يوم الإثنين بين قوات الأمن التونسية والمتظاهرين في شوارع الولاية، حيث عبروا عن رفضهم للتهميش المتواصل في المنطقة، بينما أطلقت قوات الأمن بكثافة الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من المحتجين.

وفي هذا السياق قال المحلل التونسي نزار جليدي، إن الحكومة التونسية تسوف الأزمة طوال الوقت حول شباب يطالبون بحقوقهم في أكبر منطقة غنية بالبترول والغاز وتمول البلاد من العملة الصعبة وهي ولاية تطاوين، حيث يطالب المحتجون بالعمل الشريف والشغل والكرامة، بينما كثرت الوعود الحكومية، ولم يفعل اتفاق 2017 حتى الآن، ولكن في المقابل اختارت الحكومة العصا الغليظة وكتبت نهايتها من ذهب.

وتابع جليدي، لـ"الدستور": لقد ذهبت الحكومة للحل الأسرع، العصا والغاز، ولكن الشباب المحتجين في تطاوين لهم قدرة على التحمل لأنهم أمام مطلب حقيقي، ولكن النهضة تنعم بخزان تطاوين وجنوب تونس، معتبرا أن ائتلافها مع ائتلاف الكرامة الجناح الخفي للنهضة، أعطى وعود ولم ينفذ منها شيئا، حيث وعدت الكتلة بتضمين وعرض عقود الملح والبترول أمام البرلمان التونسي ولكن هذا لم يحدث.

وقالت الناشطة السياسية التونسية ريم بالخذيري، لـ"الدستور"، إن ما يحدث في تطاوين يعد جريمة منظمة من طرف حكومة الفخفاخ التي تريد التنصل من التزامات الحكومة السابقة لها، خاصة فيما يخص اتفاق الكامو، مؤكدة أن بوليس الفخفاخ اختار أسلوب الديكتاتورية الذي لم نره حتى في عهد بن علي.

وأضافت بالخذيري: الوضع في تطاوين سيفتح الاضطربات في جهات أخرى تعاني من التهميش، وكذلك سيفضح أجندات أعضاء البرلمان الذي قدموا وعودا زائفة لشباب الجهة من حركة النهضة.