رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون عراقيون يضعون خريطة لوقف العدوان التركى على شمال البلاد

 العدوان التركي
العدوان التركي

شنت تركيا عدوانها العسكري على الشمال العراقي، من خلال ضربها لأهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني ذى الأغلبية الكردية الأحد الماضي، حسب ما أكدته وزارة الدفاع التركية، الأمر الذي أثار غضب ورفض حكومة بغداد، حيث استدعى وزير الخارجية العراقى، محمد الحكيم، السفير التركى في بلاده، وتسليمه مذكرة احتجاج بعد الاعتداء العسكرى.

وأدانت وزارة الخارجية العراقية، بأشد العبارات الممكنة الاعتداء التركى الذى أسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات.

من جانبه، قال الدكتور مصلح السعدون، المحلل السياسي العراقي، إنه منذ احتلال العراق في أبريل 2003، تقصف القوات التركية الأراضي العراقية تارة والتوغل فيها تارة أخرى بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه بالإرهابي، لافتًا إلى أنها بذلك مستغلةً ضعف حكومة المركز ورغبة حكومة الإقليم بالتقرب من تركيا والتخلص من عناصر حزب العمال على أرض الإقليم والضغط على حكومة المركز لمكاسب سياسية ومالية.

وأضاف السعدون في تصريحات لـ"الدستور"، أنه نتج عن هذه الاعتداءات مقتل العديد من العراقيين، وإصابة العشرات وتهجير العديد من القرى، دون أن تتخذ الحكومات المتعاقبة منذ ذلك الحين وإلى الآن أي إجراء رادع لتلك الخروقات، مضيفًا: "فقط اكتفت بالاحتجاج او مفاتحة الأمم المتحدة بورقة احتجاج لذر الرماد بالعيون لامتصاص نقمة الشعب العراقي الرافض لهذه الخروقات، وكان آخرها الاعتداء الأخير الذي طال عشر قرى في إقليم كردستان ومقتل ستة أشخاص مدنيين عراقيين وتهجير سكان القرى المستهدفة".

معاهدة لوزان أعطت أردوغان حق العبث في سوريا والعراق

فيما لفت المحلل البارز العراقي إلى أن تلك الهجمات جاءت بعد ظهور صور للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يضع يده على خارطة لتركيا تضم مدنا بشمال العراق، قائلًا: "وهذا يذكرنا برغبة تركيا التي تتهيأ لموعد انتهاء معاهدة لوزان والتي تم توقيعها في 24 يوليو 1923 في لوزان سويسرا".

وأوضح السعدون، أن معاهدة لوزان هي التي أعطت الحق لتركيا بالتدخل في العراق وسوريا في المناطق الحدودية إذا اقتضى أمنها القومي الحاجة لذلك، مستدركا: "وكذلك يحق لتركيا بعد مائة عام أي في يوليو 2023 استعادة مدن من غرب الفرات في سوريا والعراق، وهذا ما تحاول التحضير له وبوجود حكومة عراقية ضعيفة، وتقارب إيراني تركي أمريكي روسي، يجعل كل الاحتمالات واردة بضمنها احتلال الموصل وبعض مناطق كركوك وإلحاقها بتركيا".

بناء جبهة عراقية داخلية

من ناحية أخرى قال المحلل السياسي والأكاديمي عبدالكريم الوزان، إن العراق لن يتمكن من مواجهة الاعتداء التركي إذا ما رصت الجبهة الداخلية، وإذا ما وفق أوضاعه الاقتصادية، وإذا ما حافظ على وضعه الدبلوماسي مع الدول وإذا ما أنهى دفاعه عن تنظيم داعش هنا وهناك.

وأكد الوزان في تصريحات لـ"الدستور"، ضرورة أن ينأى العراق بنفسه عن الصراع الأمريكي الإيراني لأنه يجعله لقمة سائغة لأي أطماع خارجية، لافتا إلى تقديم العراق شكوى إلى مجلس الأمن والجامعة العربية، ولكن لن تحقق مطلبه.

أوضح: "لأن تركيا عضو حلف الناتو الذي ترأسه أمريكا وهذا يعني أن هناك مشاورات دولية وإقليمية على أي انتهاك "، مشددا على أن وحدة الشعب العراقي هى الحل الوحيد لمجابهة هذه المواجهات".