رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو أبو القسام الأردني الذي اغتالته أمريكا في سوريا؟

سوريا
سوريا

تمكنت الاستخابارات الأمريكية خلال السنوات الماضية من قتل العديد أبرز القياديين المحسوبين على تنظيم القاعدة الإرهابي، وأخرهم أبو القسام الأردني القيادي في حراس الدين فرع القاعدة في سوريا، وبجانبه قيادي آخر يُدعى بلال الصنعاني، اللذان اغتالتهما الولايات المتحدة من خلال طائرة درون فى إدلب السورية مؤخرًا.

ونشأ خالد العاروري الملقب بـ"أبو القسام الأردني"، في الزرقاء بشمال الأردن، وهو من أصول فلسطينية، حسبما كتب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية تور هامينج في دراسة عنه نشرها عام 2017.

ولم توضح تلك الدراسة كيف نشأت العلاقة بينه وبين أبو مصعب الزرقاوي وهو أيضا من الزرقاء إلا إن الأكيد أن علاقتهما توطدت جدًا في نهاية تسعينات القرن الماضي في أفغانستان، بعدما قضى كل منهما وقتًا في سجون الأردن في قضية جماعة بيعة الإمام التي طالت متشددين متهمين بالإرهاب بين عامي 1994 و1999، وفقًا لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.

وفى عام 1999 حاول تنظيم القاعدة استقطاب الزرقاوي عندما انتقل الأخير إلى أفغانستان، وساعده في إنشاء معسكر خاص به في ولاية هيرات الأفغانية ضم خصوصا أردنيين وفلسطينيين وسوريين.

في هيرات، تزوج أبو القسام من أخت الزرقاوي وبات بمثابة نائبًا له وقائدًا للمعسكر نفسه، لكن التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 أرغم الزرقاوي وقادة معسكره على الرحيل من هيرات إلى إيران، ولكن في حين تمكن الزرقاوي من الانتقال من إيران إلى كردستان العراق عام 2002، وضع الحرس الثوري الإيراني أبو القسام مع عدد أخر من قادة القاعدة في إقامة جبرية.

وفى عام 2015 أفرجت إيران عن أبو القسام مع قادة أخرين من القاعدة بموجب صفقة تضمنت الإفراج عن دبلوماسي إيراني.

وانتقل عدد من القادة المفرج عنهم من إيران إلى سوريا حيث قادوا جهود تعزيز وضع جبهة النصرة بوصفها فرع القاعدة السوري في مواجهة تنظيم داعش.

وبسبب تحول جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام ومن ثم هيئة تحرير الشام، وهو تحول فرضته ضغوط أمريكية وضرورات استقطاب تنظيمات أخرى متشددة ناشطة في سوريا، عارض أبو القسام وقياديين اخرين بينهم سامي العريدي هذا التحول بعدما وصل إلى حد إعلان الجولاني فك ارتباطه بالظواهري.

وأدى ذلك، إلى إنشاء العريدي وأبو القسام وقادة أخرين تنظيم جديد متفرع عن النصرة تحت اسم حراس الدين والذي بات بمثابة فرع القاعدة في سوريا.

وحول الإرهابي الثاني الذي لقى مصرعه بلال الصنعاني، فكان القائد العسكري السابق لجيش البادية في جبهة النصرة وانشق عنها عقب انفصالها عن تنظيم القاعدة، ليشغل بعدها منصب القائد العسكري لجيش البادية ولكن في تنظيم حراس الدين.