رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بعد «كورونا».. كتب تقرأ المستقبل بعد الوباء الأكبر

كورونا
كورونا

عالم ما بعد كورونا مختلف تمامًا عما قبله، فالوباء مثّل محطة كاشفة لهشاشة المجتمعات الحديثة أمام تلك النوعيّة من التحديات التى شكّلت فى قوتها وانتشارها واتساع نطاقات تهديداتها لتعم العالم بأسره ضغطًا على شتى مناحى الحياة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا وغير ذلك، مُنذرًا بتغيّرات جذرية مفصلية، ربما تُعيد هيكلة وتشكيل العالم من جذوره، مرورًا بتغيّر الأولويات الوطنية والدولية والموقف من قضايا مُلحة رئيسية مختلفة، وصولًا أيضًا إلى تداعيات الجائحة على مختلف القطاعات والمجتمعات والأفراد أيضًا.
قضايا عدة تكشّفت بعد أن تفشى وباء كورونا فى العالم، تحدث عنها الفيلسوف الفرنسى «إدغار موران»، فى حوار حديث أُجرى معه، إذ يشير إلى أنه من جهة أولى كشف ذلك الوباء عن عجز البشرية عن تحقيق الإنسانية، كما أنه كأزمة وطنية بيّن أوجه الخلل فى سياسات تُفضل رأس المال على حساب العمل، فضلًا عن أنه كأزمة اجتماعية قد سلّط الضوء على الفروقات العميقة بين أثرياء العالم وفقرائه، وكأزمة حضارية دفعنا للوقوف على هيمنة مظاهر التسمم الاستهلاكى فى الحضارة الحديثة، وأخيرًا فقد مثّل أزمة وجودية تدفعنا للتساؤل حول أنماط العيش والاحتياجات الحقيقية والتطلعات التى أخفاها اغتراب الحياة اليومية.

مجتمع جديد


ولم يكن «موران» وحده من رصد أوجه التغيرات فى مناحى الحياة جراء انتشار الوباء العالمى، فالمفكر الفرنسى آلان تورين اعتبر، فى حوار له، أننا دخلنا فى نوع جديد من المجتمعات هو مجتمع الخدمات بين البشر، مشيرًا إلى أن تلك الأزمة سترفع من شأن فئة مقدمى الرعاية، فلا يمكن أن يستمر هؤلاء فى الحصول على رواتب هزيلة. كما أنه فى ظل هذه الأزمات، هناك احتمال أن تؤدى صدمة اقتصادية إلى ردود فعل قد تكون فاشية. فيما أشار وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر فى مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا سوف تستمر لأجيال عدة، وأن ذلك الاضطراب يحتاج إلى برنامج تعاون دولى لمواجهة الأزمة.
القناعة السائدة حول الأثر المرتقب لـ«كوفيد- ١٩» فى تغيير وجه العالم بعد انتهاء الجائحة، بوصف الفيروس زلزالًا قاسيًا يهز النظام العالمى بأسره، ويفتح الباب أمام متغيّرات غير مسبوقة، كانت محورًا لسجالات فكرية وحوارية لدى العديد من المفكرين الذين شرعوا فى تبين ملامح التغيرات الراهنة جراء الوباء، كما أنها كانت إشارة التقطها عديد من الكتاب والمفكرين حول العالم، لاستقراء عالم ما بعد كورونا، رغم عدم اكتمال الحدث وتطوراته ومع عدم الوصول لحالة اليقين بشأن السيناريوهات التى يحملها للعالم.
بدا العديد من تلك المؤلفات كحفر عميق أمام موجات مد مستعرة قد تعيق الوصول إلى الرؤية الشاملة الوافية بشأن العنوان الأكثر إلحاحًا وأهمية وهو «عالم ما بعد كورونا». وهو الأمر الذى فطنه بعض الكتاب نسبيًا من خلال تركيز نتاجهم على اللحظة الراهنة فى عمومياتها وخطوطها العريضة، سواء لجهة الشرح والتحليل وحتى «الخواطر واليوميات» أو لجهة «النصائح والوصايا»، وكذلك الإرشادات الصحيّة، لينجوا بالعموميات من فخ عدم اكتمال الرؤية. وعلى الرغم من أن الفيروس «المستجد» لم يمر على ظهوره فى مدينة ووهان الصينية وانتقاله إلى العالم إلا أشهر قليلة، فيما أعلنته منظمة الصحة العالمية كوباء عالمى فى مارس الماضى، فإنه خلال تلك الفترة الوجيزة صدرت مجموعة من الكتب، حول العالم، تناقش موضوعات لها علاقة بالوباء بشكل مباشر، فى سياقات مختلفة. يمكن اختزال تلك الأعمال فى أربعة أشكال رئيسية: «الأعمال الأدبية التى تناولت الجائحة، الدراسات والكتب المجتمعية التى تناقش تأثيرات مجتمعية للفيروس، الأعمال المتخصصة لجهة وصايا وإرشادات صحية ونفسية عامة للتعايش مع الفيروس، وصولًا إلى الأعمال الفكرية التى تجاوزت الأزمة وبدأت فى تحليل تداعياتها بالتطرق إلى لمحات متوقعة لعالم ما بعد كورونا، انطلاقًا من المقدمات الراهنة».




ما بعد الفيروس

العديد من الكتابات صدر فى الغرب مُتعرضًا لتأثير الوباء على العالم، من الكُتب الصادرة مؤخرًا، التى قفزت على الجائحة لتتناول تبعاتها، كتاب «ماذا بعد كورونا؟ الوصايا العشر لعقد إنسانى جديد» الصادر فى فرنسا، عن دار نشر «روبير لافون» تأليف وزير التجارة السابق، فريدريك لفيبفر، والخبير الاقتصادى القانونى بيرنارد شوسجرو، وهو الكتاب الذى ركز على استقراء شكل المجتمع الفرنسى بعد الأزمة، وتحدث عن كيفية استفادة بلاده من تبعات الجائحة لإحداث تغيير جذرى فى اقتصادها بشكل خاص، لجهة إنهاء التبعية الاقتصادية. وينطلق الكتاب من مبدأ أن من رحم كل أزمة تولد الفرص، ويُحلل كيفية استفادة المجتمع الفرنسى- اقتصاديًا على وجه التحديد- من دروس تلك الأزمة.

قضايا الجائحة


ولم تكن الكتب والدراسات العربية بعيدة عن ذلك الاتجاه، ففى الأردن صدر كتاب «الأردن.. ما بعد كورونا» عن مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، الشهر الماضى، وناقش الفرص والتحديات التى تنتظر عمان بعد الجائحة، فى أربعة فصول، تناول فيها أبرز السيناريوهات فيما يتعلق بـ«السياسة الخارجية، والأوضاع السياسية الداخلية، والأوضاع الاقتصادية بعد كورونا، والسياسات الصحية والإعلامية والتحولات المجتمعية».
فيما عمد كُتاب وباحثون إلى نشر إصدارات عن تحليل الواقع فى ظل كورونا، وكذا يوميات وخواطر حول الفيروس، ركز بعضها على العموميات مثل كتاب «كورونا والخطاب.. مقدمات ويوميات» للباحث المغربى، أحمد شراك، الصادر عن مؤسسة مقاربات فى فاس بالمغرب، تناول فيه ما يُشبه اليوميات «المتعجلة» المرتبطة بعددٍ من الموضوعات المختلفة «الثقافة والتعليم والصحة وأوضاع المثقفين.. إلخ من الموضوعات المرتبطة بفيروس كورونا».
فيما انطلق الكاتب التونسى، ماهر حنين، فى كتابه «سوسيولوجيا الهامش فى زمن الكورونا الخوف- الهشاشة- الانتظارات»، من أن العالم قد دخل مرحلة حاسمة وجديدة لشن حملة نقدية عميقة للخيار الليبرالى والرأسمالى الذى يحكم العالم.


الأدب «السريع»

وفى شرك التعبير الآنى عن الأحداث التاريخية الفاصلة، تبارى كُتاب أغوتهم شهوة الكتابة أمام ما أفرزته الجائحة من قصص وحكايات مُلهمة غير مسبوقة لنشر كتاباتهم، من بينهم الكاتبة لورين بيوكيس، من جنوب إفريقيا، وروايتها «هذه الأيام»، وهى رواية خيالية حول وباء يقضى على غالبية الرجال فى الأرض. وتستحضر الرواية بعض الأجواء الراهنة التى أفرزتها جائحة كورونا، على الرغم من كون تفاصيلها خيالية. فيما أعلن الكاتب الأردنى، محمد جميل خضر، عن عزمه كتابة رواية «الحب فى زمن كورونا»، والتى تتناول الحياة فى غزة فى زمن كورونا، ووسط الحصار، وهو العنوان الذى ربما سيكون مستهلكًا بشكل أو بآخر فى أعمال ما «بعد كورونا»، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة. «ليالى الكورونا.. الحب فى زمن الكورونا»، هو عنوان رواية للكاتبة المصرية أمانى التونسى، والتى تقول عنها إنها «رواية رومانسية درامية.. رواية عن الحياة فى زمن اعتدنا فيه الموت». فيما أعلن الكاتب والسيناريست عمر فريد عن انتهائه من تأليف رواية خيالية تحمل عنوان «كورونا فى زمن الفراعنة»، عن دار ملاذ للنشر.

سجال علمى

ومع حالة عدم اليقين المرتبطة بالفيروس وطبيعته، والشكوك الدائرة بشأن ما توصل إليه العلماء من بعض القناعات المرتبطة بأمور خاصة بـ«كوفيد- ١٩»، حاول بعض الأطباء وكذا الكتاب المتخصصين تقديم بعض التصورات عن الفيروس، وحتى بعض النصائح والإرشادات فى سياق تخصصاتهم، للمساهمة بتلك الأعمال فى المضمار والسجال العلمى والفكرى حول كورونا. اتخذ معظمها شكلًا توعويًا مُبسّطًا حول الفيروس وسبل الوقاية منه، من أطباء مختصين. فى مصر على سبيل المثال، صدر عن سلسلة كتاب اليوم، كتابٌ لاستشارى الكبد والسكر والجهاز الهضمى والسمنة د. حسين الشورى، يحمل عنوانًا «أسرار كورونا» ويشرح فيه ماهية الفيروس وطرق انتقاله والشائعات المتداولة حوله. كما يقدم أيضًا روشتة طبية للوقاية منه. وفى مصر أيضًا، وضمن إصدارات سلسلة اقرأ كتاب «كيف تواجه كورونا» للدكتور محمد فتحى فرج، عن ثقافة مواجهة الفيروس، وقد أفرد فيه الكاتب فصلًا كاملًا عن تنشيط جهاز المناعة. بينما كتاب «كورونا.. الخوف فى زمن الوباء» من تأليف الدكتور لطفى الشربينى، تقديم أ. د. محمد المهدى، والصادر عن دار العلم والإيمان، فيتناول فى فصوله الأربعة الوباء من المنظور النفسى والآثار الطبية المتعلقة بحياة الناس والصحة النفسية لهم وهمومهم، ويحمل رسالة تتضمن دليلًا نفسانيًا للفهم والوقاية والعلاج.

«كورونا والخطاب».. يوميات مُتعجلة لباحث سوسيولوجى رصين

تصير الرغبة فى مواكبة الحدث فى كثير من الأحيان أزمة حينما يقرر الكاتب أن يُحوّل تأملاته البدائية إلى كتاب منشور يُنتظر منه أن يُقدِّم إفادة مُعمقة فى الحقل الذى يختص به. «كورونا والخطاب.. مقدمات ويوميات» للباحث المغربى البارز أحمد شراك، هو أحد الكُتب المنشورة حديثًا «مايو ٢٠٢٠» عن مؤسسة «مقاربات للصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل»، كان مُمثلًا لتلك الأزمة بعد أن جاء خاويًا من أى تحليل سوسيولوجى رصين أو رؤية فكرية راهنة أو مُحتملة. عبر عدد من المقالات، سجّل الكاتب بعض الانطباعات التى راودته بخصوص بعض التغيرات التى أحدثها انتشار وباء «كوفيد- ١٩» على كل مناحى الحياة، مثل اللجوء إلى التعليم عن بُعد، والاهتمام بقطاع الصحة والثقافة والمجتمع والاحتجاج، والعزلة وأثرها على المثقف، والحجر الثقافى وغيرها من الموضوعات المُرتبطة بواقع تأثير الوباء على الحياة الراهنة. ورغم أن بعض الالتقاطات كانت تستحق وقفة أكثر تأملًا مثل تأثير انتشار الفيروس على الحس الوطنى، الثقافة، القراءة، الإبداع، فإن الباحث لم يتجاوز حدود الإخبار بما يشبه العناوين الصحافية السريعة عن أبرز ما حدث فى هذا المجال أو ذاك، فضلًا عن أنه بدا متأثرًا بأسلوب التعليقات المتناثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى. والسؤال المطروح بعد هذه الإشارات والاطلاع على محتوى الكتاب، ما الجدوى من إصدار كتابات على هذا القدر من الخِفة والتسرع، كتابات لا تُقدم للقارئ سوى إعادة تدوير لما يُذاع فى النشرات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى؟ وكيف يُمكن أن يُراكم باحث رصين مثل أحمد شراك، الحائز على جائزة المغرب للكتاب عن كتابه «سوسيولوجيا الربيع العربى»، هذا الكتاب ضمن مؤلفاته المهمة والمؤثرة فى الحقل السوسيولوجى؟

«سوسيولوجيا الهامش».. عمل يرصد تأثير الأزمة على المجتمعات

من المُسلّم به أن الكتابات السوسيولوجية فى خضم الأزمة وفى ظل استمراريتها تكون عُرضة باستمرار للخلخلة والنقض، ورغم ذلك فإنها تحمل بعضًا من المؤشرات القابلة للتفكّر بها والانطلاق منها نحو تصور مُحتمل للمجتمع بعد انتهائها، من هنا يمكن النظر إلى كتاب «سوسيولوجيا الهامش فى زمن الكورونا.. (الخوف، الهشاشة، الانتظارات)» للباحث التونسى ماهر حنين، والصادر عن المنتدى التونسى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فى أبريل ٢٠٢٠.
يتعرض الكتاب إلى مجتمع الهامش فى زمن الوباء، مُركزًا استطلاعه على المجتمع التونسى، فى محاولة للتعرف من خلال شهادات المواطنين إلى كيفية تَمَثُّل هذا المجتمع للأزمة وكيف أثّرت عليه، لكنه فى ضوء تلك الشهادات يُقدّم بعض التحليلات لتأثيرات سوسيولوجية أحدثها ذلك الوباء، مُتجاوزة بذلك إلى حد كبير مجتمع الهامش التونسى إلى مجتمعات الهامش العربية. إلا أن تلك التحليلات لا سيما ما يتعلق بالبُعد العالمى تظل أقرب إلى الانطباعات الرائجة فى الوقت الحالى دون وجود بُعد تحليلى خاص بالباحث.
يسعى الباحث فى كتابه إلى رصد ومتابعة تطور آثار هذا الوباء عبر ضربين من التعليقات والتحليلات، الأول يتناول الأزمة فى كليتها كأزمة إنسانية مشتركة وجامعة تطرح على الأرض مسألة كل مشروع العولمة الرأسمالية، وتضىء أكثر مناطق مخفية ومظلمة ومنسية، تأسيسًا على ما أدت إليه تلك الأزمة من تدشين مرحلة حاسمة وشن حملة نقدية عميقة للخيار الليبرالى والرأسمالى الذى يحكم العالم، وهو ما انصب عليه اهتمام الفلاسفة الغربيين فى الآونة الأخيرة، ومن جهة أخرى فإنه يوضح تأثير تلك الأزمة على قاعدة الهرم الاجتماعية العريضة التى تشكو ضيق ذات اليد، ليخرج منها بما يُشبه الانطباعات عن التأثير المُضاعف الذى أحدثته تلك الأزمة على الفئات المهمشة على المستوى الاقتصادى وعلى ما تشير إليه سلوكياتهم أثناء الأزمة من لمحات سوسيولوجية.
يخلص الباحث من خلال حواراته غير المباشرة مع فئات اجتماعية تنتمى للهامش، إلى أن ثمة تغيرات فى أنماط سلوك الأفراد والجماعات زمن الكوارث والأوبئة، فما كان يعرف بالعقلانية التى تحكم السلوك والتصرفات فى مسار الحياة اليومية حتى وإن كانت هشة، ينهار فجأة، كما أن إيقاع الحياة اليومية ورتابتها وروتينيتها المعتادين يرتبكان، وتنتج الحياة اليومية للأفراد والمجتمع أنماطًا معروفة من التفاعلات والعلاقات والتوقعات والحلول الجاهزة، ليشكل الوباء خروجًا حادًا وصارمًا عن هذا الروتين. جراء ذلك، يتعايش داخل مجتمع الهامش متناقضات، الخوف والقلق، تزامنًا مع اللا مبالاة والتسليم بالقدر، هذا التداخل هو فى حد ذاته تجلى للعناصر المكونة لسوسيولوجيا الهامش، فالتدين والعدمية وضعف درجة الوعى بالمخاطر تتعايش مع الفقر والشعور بالعزلة والخوف المحبط. ورغم ذلك، فإن الوباء العالمى قد أتاح لمثل تلك الفئات المهمشة أن تسجل حضورًا فاعلًا فى أزمة كورونا بعد أن أدخلها الفضاء العمومى بيولوجيًا كجسد من المحتمل أن يُصاب بالوباء ويتأثر به.
وفى حديثه عن الشق الآخر من كتابه المتعلق بالتغيرات العالمية الناجمة عن ذلك الوباء، يشير الباحث إلى أن فيروس كورونا قد أحدث تغيرات جوهرية فى سردية العولمة، بعد أن حوّل القرية العالمية إلى قرية مذعورة تتشارك الخوف والهلع من المرض والموت، ولا يفرّق بين أى من تلك القرى أمام الوباء حدود أرضية أو أجسام محصنة أو جيوش عاتية.
ومن ثم فقد عززت الجائحة من الفهم بأن الانتماء للإنسانية هو الانتماء للمشترك، وجموح الخلاص الفردى لا يقود إلا إلى الجحيم.