رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتفاق اليونان وإيطاليا.. ضربة جديدة لأطماع أردوغان بـ«المتوسط»

ليلة سقوط الآغا
ليلة سقوط الآغا

وقعت اليونان وإيطاليا، الثلاثاء، اتفاقية بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بهدف إقامة منطقة اقتصادية حصرية، ولقطع الطريق على أطماع رجب أردوغان الرئيس التركي في البحر المتوسط سعيا وراء النفط والغاز.


بنود الاتفاق

وأوضحت صحيفة "ekathimerini" اليونانية أن الاتفاق الموقع اليوم هو تمديد لاتفاق أُبرم عام 1977 بين البلدين بجانب بنود جديدة لم يعلن عنها بالكامل، إلا أنه حدد حقوق البلدين في المنطقة الاقتصادية.

وإلى جانب ذلك حدد الاتفاق الثنائي مناطق الصيد البحري بين البلدين، وحفظ حقوق الطرفين فيما يتعلق بالثروات البحرية.

وسيسمح الاتفاق لليونان وإيطاليا لاستكشاف الموارد البحرية واستغلالها، خاصة النفط والغاز، في البحر المتوسط، كما سيسمح لليونان للتوصل إلى صفقة مماثلة مع ألبانيا المجاورة.

وقال وزير الخارجية اليوناني، تعليقا على هذا الاتفاق، إن ترسيم مناطق الحدود البحرية لا يتحدد إلا باتفاقات شرعية، وليس باتفاقات باطلة مثل التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج في ليبيا.

ومن المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في حصر تركيا بحدودها وقطع أي محاولات أو مبررات منها للتنقيب عن النفط بالمتوسط عبر حدودها مع اليونان، فقد نجحت الأخيرة في توقيع اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية مع مصر وقبرص وإسرائيل واليوم إيطاليا ولم يبق سوى ألبانيا وبهذا يتم حصر وتقييد تركيا.
ليبيا ترحب بالاتفاق لإجهاض مؤامرة السراج وأردوغان

لم تمر ساعات على إعلان الاتفاق اليوناني الإيطالي حتى خرج مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح، ليعلن دعمه للاتفاقية طالبا الانضمام إليها.

وأكدت لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي أنه المجلس سبق وأن رفض الاتفاق الموقع بين أردوغان والسراج باعتباره يخالف أحكام القانون الدولي لأعالي البحار والاتفاقيات الدولية.

وأشار المجلس إلى أن الاتفاق اليوناني الإيطالي يعد إطارًا عادلًا لترسيم الحدود بما يحقق الأمن والسلم والاستقرار في حوض البحر الأبيض المتوسط.

وسبق أن رفض البرلمان الليبي الاتفاق غير الشرعي الذي وقعه فائز السراج مع أردوغان، نوفمبر الماضي، لترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا؛ لأنه منح أردوغان حقوقا غير شرعية لتركيا ويسهل له سرقة ثروات ليبيا، وكذلك مثل الاتفاق عدوانا على دول الجوار الليبي.
قبرص تدخل على الخط لإحباط مؤامرات أردوغان

وسريعا أعلنت قبرص دعمها الاتفاق اليوناني الإيطالي، فقد قال وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، جيورجوس لاكوتريبس، إن الاتفاق جاء في لحظة تاريخية، مشيرا إلى أنه يدحض مزاعم تركيا في البحر المتوسط.

وأضاف "لاكوتريبس"، في مقابلة مع محطة التلفزيون اليونانية "Open TV"، أن الاتفاق اليوناني الإيطالي يعترف بحق قبرص في امتلاك مناطق بحرية على النحو المحدد في قانون البحار الدولي، كما أنه يتناقض مع الخطاب التركي الذي لا أساس له.

ويأتي الدعم القبرصي للاتفاق الجديد لأن قبرص تتعرض لانتهاكات متواصلة من قبل تركيا التي ترسل من وقت لآخر سفنا للتنقيب قبالة السواحل القبرصية، وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أنقرة ومسئولين أتراك بسبب عمليات التنقيب والعدوان.
مؤامرة السراج وأردوغان لسرقة ليبيا وجيرانها

ووقع أردوغان وفائز السراج، في نوفمبر 2019، اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بجانب اتفاقيات أمنية وعسكرية تسهل سرقته لثروات ليبيا في منطقة شرق المتوسط، بعد إجهاض التحالف الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان لأطماع أردوغان في ثروات شرق المتوسط.

وعقب توقيع هذا الاتفاق رفضته دول الجوار الليبي واليونان والاتحاد الأوروبي، لأنه يمثل عدوانا على هذه الدول ويسعى لسرقة ثرواتها دون وجه حق.

وفي محاولة من أردوغان لتنفيذ مخططاته في ليبيا، تقدمت شركات النفط التركية ومنها "تباو" بطلب شكلي إلى حكومة السراج للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط، حيث تدعم أنقرة الأخير وميلشياته وتريد قبض الثمن وهو نفط وثروات ليبيا، إلا أن الاتفاق رفضه الليبيون جميعا وكذلك المجتمع الدولي ما يقطع الطريق على مطامع أردوغان.