رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي تونسي لـ«الدستور»: الغنوشي يتصرف كرئيس وبارك غزو تركيا لليبيا

الدكتور فريد العليبي
الدكتور فريد العليبي

عقد البرلمان التونسي الأسبوع الماضي جلسة لمسائلة رئيسه راشد الغنوشي قائد حركة النهضة، بسبب تحركاته الخارجية خاصة تجاه يجري في ليبيا وترحيبه بالتدخل التركي في دولة جوار لتونس الأمر الذي رفضه كثيرين من نواب البرلمان وقطاع واسع من الشعب التونسي.

وفي حوار خاص لـ«الدستور» أوضح الأستاذ الجامعي والمحلّل السياسي التونسي الدكتور «فريد العليبي»، أكد أن الإسلام السياسي بتونس وعلى رأسه حركة النهضة تعرض للانكشاف خاصة بعد موقفها من الغزو التركي لليبيا، وإلى نص الحوار:

لماذا لم يصل البرلمان التونسي لقرار محدد بشأن الأوضاع بليبيا في جلسة الأربعاء الماضي؟
البرلمان منقسم على نفسه بخصوص المسألة الليبية وبسبب دعم نواب الإسلام السياسي للغزو التركي لليبيا، وتم تعطيل اللائحة المنددة بذلك الغزو وبكل أشكال الحضور الاستعماري في هذا البلد العربي ورغم ذلك فإن تلك اللائحة حازت على ثقة 94 نائب بينما صوت ضدها 68 نائبا فقط فأغلب الكتل النيابية وافقت عليها باستثناء اليمين الديني وهذا يعد هزيمة رمزية للاسلام السياسي الذي يعاني من عزلة متزايدة.

- هل تتسبب توجهات رئيس البرلمان راشد الغنوشي الخارجية في التأثير على السياسة الخارجية لتونس؟
يحاول الغنوشي التصرف كما لو كان رئيس دولة وهو ما أزعج رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي أكد على وجود رئيس واحد لتونس بالداخل والخارج كما أزعج أيضا كتلا برلمانية عديدة فضلا عن قوى سياسية ونقابية كثيرة واستغل الغنوشي ضعف أداء وزارة الخارجية ومؤسسة رئاسة الجمهورية وصور نفسه لقوى خارجية خاصة في تركيا أنه ممسك بعنان السلطة في تونس ويمكنه تقديم الخدمات التي قد تطلب منه وهذا أثر على سياسة تونس الخارجية وأثار ردود فعل قوى سياسية وعسكرية بليبيا معادية للغزو التركي التي تذمرت من تلك السياسة.

- هل لدى الرئيس قيس سعيد والحكومة رؤية واضحة تجاه الاوضاع في ليبيا؟
الوضوح مفقود على هذا الصعيد والطاغي هو الارتباك وربما يفسر ذلك بضعف وسائل التأثير على مجرى الصراع في ليبيا فضلا عن وجود الإسلام السياسي في البرلمان والحكومة نفسها.

- كيف ترى تأثير التدخل التركي ومعه المرتزقة السوريين على الأوضاع في تونس؟
الأوضاع في تونس غير مستقرة والانقسام السياسي والاجتماعي يزداد حدة، والإسلام السياسي يحاول الاستفادة من التطورات المسجلة في ليبيا وخاصة الغزو التركي وفي حال وصل ذلك الانقسام الى الصدام المباشر فإن هؤلاء المرتزقة المتمرسين على الإرهاب سيكونون في الميدان ولن تكون ليبيا غير نقطة ارتكاز لهم للعبور لتونس والجزائر والمغرب العربي بمجمله وبدأ التهديد بذلك من خلال التلويح بالسيناريو التركي بتونس وتندرج تهنئة راشد الغنوشي لرئيس حكومة الوفاق فائز السراج بطرابلس باستعادة قاعدة الوطية ضمن هذا الذي أشير إليه.

- لماذا دعت بعض الاحزاب والنواب إلى إقالة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان وخضوعه للمساءلة؟
تمت الدعوة إلى المساءلة على خلفية برقية التهنئة المذكورة من الغنوشي للسراج وهي تتطور لكى تصبح دعوة للإقالة ليس فقط في صلة بتلك البرقية وإنما أساسا في علاقة بتجريد الإسلام السياسي من نفوذه داخل البرلمان فهو يمثل أقلية إذ لا يزيد عدد نوابه عن 68 نائبا من مجموع 217 نائبا، كما أنه يواجه رفضا متناميا بين أوساط الشعب بسبب الأوضاع الاجتماعية المتردية وزيف الوعود الانتخابية التي قطعها على نفسه فضلا عن ارتباطه بالمشروع التركي التوسعي ومن هنا فإن تلك الإقالة أن تمت ستكون ضربة قاصمة لظهره.

- هل تتوقع موافقة تونس على استضافة قوات أمريكية كما أعلنت قيادة أفريكيوم بسبب الوضع في ليبيا؟ وإن حدث ذلك كيف سيؤثر على تونس؟
القوات الأمريكية موجودة في تونس منذ وقت طويل وتحت عناوين مختلفة منها التدريب وهذا ما لا تنفيه الحكومة نفسها، وللأمريكيين تأثير كبير على السياسة التونسية منذ حكم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة وحتى الآن، وما كان للإسلام السياسي الصعود للحكم لولا الضوء الأخضر الأمريكي، وذلك الحضور العسكري يترافق مع حضور اقتصادي وسياسي وغيره وتأثيراته الراهنة تتمثل في التحكم في الاتجاه العام للسياسة التونسية بما يتناسب والمصالح الاستراتيجية الأمريكية.