رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيبة بعزل العجمي: «مستعدة للعمل بالعزل مرة أخرى لأداء واجبي»

طبيبة
طبيبة

45 يومًا قضتها الطبيبة الشابة هاجر حسن أخصائي الجراحة العامة، والتي تم تكليفها بالعمل بمستشفى العجمي النموذجي لتكون أول طبيبة بمستشفى العزل بالإسكندرية، وضمن أول فريق طبي يستقبل مصابي كورونا، ورغم طول المدة والجهد الذي بذلته إلا أنها لم تكن تريد ترك مهمتها حتى زوال الأزمة وانتهاء الوباء.

تقول الدكتورة هاجر حسن: منذ أن تم تكليفي بالعمل في مستشفى العزل، وكان هدفي هو أن أكون سببًا في التخفيف عن المرضى في ظل وجود وباء يعاني منه العالم كله، لذلك لم يكن عملى مقتصرا على تخصصى وهو الجراحة فقط بل كنت طبيبا معالجا بداخل مستشفى العزل.

وأضافت لـ«الدستور» عندما علمت بتكليفي لم أتردد لحظة عن واجبي ومهمتي، ولكن كان من الصعب إقناع عائلتي بذلك، فقد كانوا متخوفين بدرجة كبيرة، فأنا أعيش مع أسرتي والدي ووالدتي، وأشقائي جميعهم في الخارج، وكان الجميع يطلب مني الاعتذار عن التكليف لرعاية والديا، ولكنني تركت الأمر لله، وصليت استخارة وقررت أن أقوم بواجبي ولا أتراجع عنه.

وتابعت: أنها كانت ضمن أول فريق طبي بمستشفى العزل، بل أول طبيبة سيدة تقوم بمهام علاج مصابي كورونا بعزل العجمي، فمنذ بداية تحويل العجمى النموذجي للعزل كانت ضمن الفريق الذي استمر بالعمل لمدة 45 يومًا، قامت خلال تلك الفترة بالعمل كطبيب معالج بالدور الثالث، ومسئولة عن عدد من المرضى، بجانب عملها كطبيبة جراحة لجميع الحالات بالمستشفى، فضلًا عن مشاركتها بعملية جراحية تمت في وحدة العناية المركزة.

وأوضحت قائلة: مع بداية دخولى لمستشفى العزل طلبت أن أكون طبيبا معالجا لمصابي كورونا وليس طبيب جراحة فقط، وبدأت باستلام حالات كانت في البداية 10 حالات، ومع ازدياد المصابين أصبح كل طبيب مسئول عن 20، و25 حالة، وبدأنا نفتح جميع أقسام المستشفى وليست الغرف فقط، وتجهيزها للاستقبال المرضى حيث تضاعف عدد المصابين اكثر من قوة المستشفى.

وأشارت «هاجر»، إلى أن الفريق الطبي التي تعمل معه في الدور الثالث من الأطباء والتمريض كان يشكل لها حالة خاصة فطوال المدة التي قضتها بداخل العزل كانوا بمثابة أخوة، وذلك ينطبق على جميع العاملين بالمستشفى، فكان التفاؤل والامل هو ما يسيطر عليهم خاصة مع خروج حالات التعافي، حيث تكون الفرحة لا توصف بشفاء المرضى.

ولفتت: عندما وقع إصابات ضمن الفريق الطبي بداخل العزل شعرنا بالخوف الشديد عليهم، ولكنني لم أخشى على نفسي الإصابة فجميعنا معرضين لذلك في ظل أننا نعالج شيئا مجهولا ولا ندري كيف انتقلت العدوى إليهم رغم اتخاذنا جميع الإجراءات الوقائية، ولذلك كان لابد من الوقوف بجانب زملائنا وأصبحنا مكانهم، وفي تلك الأيام كنت مسئولة عن 32حالة بعد إصابة عدد من الأطباء والتمريض الذين تماثلوا جميعًا للشفاء بعد فترة العلاج الخاصة بهم.

وأكدت «هاجر» أن عملها في علاج مصابي كورونا هو واجب وطني، ليس بالجديد على الأطباء والتمريض أن يكونوا في الصفوف الأمامية في كثير من الأزمات، مشيرةً إلى أنها كانت لاتريد ترك معركة كورونا بعد 45 يومًا وكانت تريد استكمال العمل، ولكن كان القرار الوزاري بخضوعها لفترة الراحة ويستكمل العمل طاقم آخر هو من نهي تكليفها داخل العزل، مضيفة: «مستعدة للعمل بالعزل مرة أخري لأداء واجبي المهني والإنساني».