رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرتزقة تركيا تجند 150 طفلًا للقتال في ليبيا

 تجنيد أطفال
تجنيد أطفال

واصل المرصد السوري لحقوق الإنسان مواكبة ورصد ومتابعة عملية نقل المرتزقة التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية، فمع استمرار العملية على قدم وساق وتصاعد قضية "تجنيد الأطفال" من قبل الفصائل الموالية لأنقرة وإرسالهم للقتال في ليبيا، سلط المرصد الضوء على الشق هذا من خلال معلومات حصل عليها من مصادر موثوقة.

وقال المرصد السوري إن الكثير من الأطفال ممن هم دون سن الـ18، يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين، بحجة العمل هناك في بداية الأمر ومنهم من ذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بعفرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا، وإرسالهم للقتال إلى جانب "حكومة الوفاق" في معاركها ضد الجيش الليبى بقيادة المشير حفتر على الأراضي الليبية، لافتًا إلى أن من ضمن المجموع العام للمجندين، يوجد نحو 150 طفلًا تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ18 غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.

ورصد "المرصد" تفاصيل حادثة جرت مع طفل لم يتجاوز الـ15 من عمره، حيث أقدم الطفل على ترك مخيم النازحين الذي يقطن فيه برفقة عائلته، والذهاب إلى عفرين للعمل في مجال الزراعة، وبقي على اتصال مع ذويه لنحو 20 يومًا، بعد ذلك انقطع الاتصال به وتفاجأ ذوو الطفل بظهوره بأحد الأشرطة المصورة وهو يقاتل إلى جانب الفصائل السورية في ليبيا، وعقب استفسار الأهل تبين أن الطفل جرى تجنيده في صفوف "السلطان مراد"، إلا أن الفصيل أنكر ذلك في بداية الأمر أثناء توجه العائلة لمقره بمدينة عفرين، ولم ترد معلومات عن مصير الطفل حتى اللحظة.

وعقب عدة محاولات وتردد للعائلة إلى المقر، قال عناصر الفصيل للعائلة بأن طفلهم قد قتل بمعارك ليبيا في محاولة منهم للتخلص من إلحاح العائلة بالسؤال عن طفلها، حيث حتى هذه اللحظة لم يعرف مصير الطفل، وعند سؤال العائلة عن جثة ابنها، جاء الجواب سريعًا بأن "الجثة لدى الجيش الليبى".

وفي حادثة أخرى لكن هذه المرة تتعلق بشاب من ريف إدلب الشرقي، أخبر ذويه بأنه ذاهب للعمل في عفرين، لتتفاجأ عائلته بوجوده في ليبيا عقب ظهوره في شريط مصور، لتعمد العائلة إلى الذهاب لعفرين والاستفسار عن الأمر، حيث تبين أن الشاب تم تجنيده من قبل فرقة "السلطان مراد"، وقد قتل بمعارك ليبيا، ولم تتمكن العائلة من الحصول على جثة ابنها، لأنها بقيت لدى "الجيش الليبى" وفق زعم عناصر السلطان مراد، عقب ذلك بأيام، عادت العائلة إلى مقر الفصيل وطالبتهم بتعويض عن مقتل ابنهم، إلا أن الفصيل امتنع عن ذلك.

ومع وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية، بلغ بذلك تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، نحو 8700 "مرتزق" بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3550 مجندًا.