رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«21 يومًا بالمستشفى وفقدان والدها».. سلمى تروي قصتها مع كورونا

جريدة الدستور

لم تكن رحلة الـ21 يومًا التى قضتها سلمى وشقيقتها قبل أن تخرج من الحجر الصحي بأبي قير شرق الإسكندرية، بعد تماثلها للشفاء هي وحدها المؤلمة، نظرًا لإصابة العائلة بأكملها بفيروس كورونا المستجد.

إلا أن صدمتهم الكبرى كانت بعد عودتهم للمنزل فاقدات لوالدهن، الذى توفى أثناء علاجه من الفيروس اللعين، ولم تسمح لهن الظروف توديعه، أوحتى حضور مراسم عزائه.

«الدنيا دار بلاء وشقاء وتعب وملناش غير ربنا ادعولنا كتير»، بتلك العبارة بدأت سلمى المصري، الفتاه العشرينية، تروي قصة إصابتها، بعد أن انتقلت العدوى لوالدها ووالدتها وشقيقها، ونجا منها شقيقها، ليكون هو الناجى الوحيد من العائلة.

تقول سلمى، لـ«الدستور»، إن والدهما المتوفى لم يكن لديه أى مشاكل صحية، وكان يعيش حياة صحية جدا، ولم يعانِ من أى أمراض، إلا أنه بشكل مفاجئ تمكن منه المرض، وجمعيهم لم يكونوا على دراية كيف انتقلت له العدوى.

وأوضحت أن الفيروس فى غاية الصعوبة وخبيث، وخلال أيام أصابنا جميعًا، وذلك بعد أن تم تشخيص إصابة والدي بالتهاب رئوي ثم تم اكتشاف إنها كورونا بعد إجراء المسحة، ولم نكن نعلم شيئًا، لافتة أنها بعد إصابة والدها، توجهوا جميعا لإجراء المسحات، ولم يكن لديهم أي أعراض، وطُلِب منا العزل المنزلي، ولكن من كرم الله علينا أننا تيقنا وأجرينا المسحات وظهرت نتيجة التحاليل إيجابية، وانتقلنا إلى مستشفى العزل، لتخرج أمي بعد عدة أيام ولكننا كنا قد فقدنا والدي، ولم يحضر أحدًا منا جنازته، فقد اقتصرت مراسم الدفن على حضور شقيقي وبعض الأقارب.

وأضافت، كان من الممكن تنتقل العدوى لأشخاص آخرين يختلطون بهم، لولا أنهم أجروا التحاليل وتجاوزنا تلك المحنة انا وشقيقتي ووالدتي، فالتشخيص المبكر يساهم بشكل كبير فى انقاذ أرواح وأسر كاملة، مشيرة إلى أنهم لم يستيطيعوا إنقاذ والدها بسبب التشخيص المتأخر، ولذلك تدهورت حالته الصحية، واحتاج إلى التنفس الصناعي ليفارق الحياة بعد عدة أيام.

وأوضحت أنها تلقت العلاج هي وأسرتها في مستشفى العجمي للعزل، وبعد عدة أيام تماثلت والدتي للشفاء، واستكملت أنا وشقيقتي العلاج، ثم تم تحويلنا لمعسكر أبي قير لقضاء فترة النقاهة بعد أو نتيجة سلبية للتحاليل حتى تماثلنا للشفاء وتم خروجنا بعد قضاء 21 يومًا من العلاج، كانوا من أصعب الفترات، فالموقف كبير وضخم وأصعب من أن تصفه الكلمات، ففي لحظات كانت عائلتي بأكملها مصابة بوباء شديد أودى بحياة والدي.

وتابعت سلمى حديثها قائلة: "المرض ملهوش كبير ومحدش فاهم تطوره، كل يوم في اكتشافات جديدة، حياتنا تستاهل أننا ناخد بالنا من نفسنا، بلاش زيارات عائلية خاف على نفسك وعلى اللي بتحبهم، كل حاجة حواليك ممكن تتبدل وتختفي في لحظة روتينك الممل الي زهقان منه نعمة وكرم من عند ربنا بلاش تبقى من الساخطين".