رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نسيمك فى بيتك".. أطباء وخبراء تغذية يضعون روشتة «شم نسيم منزلى آمن»

شم نسيم
شم نسيم

فى هذا التوقيت من كل عام، يستعد المصريون لاحتفال ورثوه عن أجدادهم «الفراعنة» قبل آلاف السنين، هو شم النسيم، الذى اعتادوا خلاله الخروج إلى المتنزهات والحدائق لاستنشاق الهواء النقى، وأكل الأسماك المملحة من فسيخ ورنجة، إلى جانب البيض والبصل الأخضر. لكن هذه المناسبة العزيزة على قلوب المصريين، المقررة الإثنين المقبل، تأتى هذا العام فى ظل أزمة تعانى منها البشرية كلها، تتمثل فى انتشار فيروس «كورونا المستجد»، الذى ألزم الناس بالبقاء فى بيوتهم خوفًا من انتقال العدوى إليهم، ويحتاج الجسم لمقاومته إلى جهاز مناعى قوى، الأمر الذى يتعارض نهائيًا مع أكل الفسيخ والرنجة اللذين يتسببان فى أزمات صحية خلال حتى الأوقات العادية.
فى السطور التالية، نستمع إلى آراء عدد من الأطباء واستشاريى التغذية العلاجية، للحديث عن الطريقة المثلة لقضاء «شم نسيم منزلى» بعيدًا عن خطر «كورونا» وخالٍ من «الفسيخ» و«الرنجة».


مصباح عبدالهادى: الابتعاد عن «الفسيخ» لتجنب التسمم



نصح الدكتور عبدالهادى مصباح، استشارى جهاز المناعة والتحاليل الطبية، بضرورة تجنب إضعاف المناعة عن طريق تناول أطعمة مثل «الفسيخ» و«الرنجة»، خاصة فى ظل الظروف الحالية، محذرًا فى الوقت ذاته من الخروج إلى الحدائق العامة، لاحتمالية انتقال عدوى «كورونا» خلال التجمعات. وأوضح «مصباح» أن الأسماك المملحة التى يتناولها المواطنون خلال احتفالات شم النسيم، وعلى رأسها «الفسيخ» تسبب مضاعفات شديدة تصل إلى حد التسمم، بل والوفاة فى بعض الأحيان، وهو ما تزيد خطورته فى الوقت الحالى، نظرًا للضغط الكبير الذى تعانيه المنظومة الصحية فى مواجهة أزمة «كورونا». وخاطب استشارى المناعة المصريين قائلًا: «لا تتناولوا ما يضركم وتجنبوا الفسيخ، فمصل التسمم اللازم لعلاج مضاعفاته يصل سعره إلى ١٤ ألف جنيه، وهو مبلغ يمكن استخدامه فى توفير كميات من الكمامات والأدوات الوقائية لمواطنين وأطباء يواجهون فيروس كورونا». وشدد على وجود بعض الفئات التى يجب أن تحرص على صحتها بشدة خلال هذه الفترة، مثل مرضى القلب والضغط والدم، والكبد والكلى والحساسية، عبر الامتناع عن الأطعمة التى يمكن أن تضر بمناعتها، وعلى رأسها الأسماك المملحة.

ليندا جاد الحق: تناول رنجة مشوية وبصل وليمون فى البيت

حذرت الدكتورة ليندا جاد الحق، استشارى التغذية العلاجية والسمنة، من تناول «الفسيخ» فى ظل الظروف الحالية، واصفة إياه بأنه «خطر جدًا»، نظرًا لأن طريقة تصنيعه تعتمد على نمو نوع خطير من البكتيريا على الأسماك المملحة، الأمر الذى يؤدى إلى إفراز سموم قاتلة، فضلًا عن تسببه فى ضعف الجهاز المناعى للجسم، الذى يعتبر خط الدفاع الأول ضد «كورونا».
وقالت: «الفسيخ يحتوى على بكتيريا ضارة تسهم فى الإصابة بالتسمم، وإحداث شلل لعضلات الصدر، ما ينتهى إلى صعوبة فى عملية التنفس، والتسبب فى الوفاة لبعض الحالات، خاصة فى ظل الظروف الحالية»، معتبرة أن البلد «مش ناقصة»، و«مفيش حاجة اسمها معدة المصريين بتهضم الزلط».
ونصحت المواطنين بالاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم عبر تناول أسماك الرنجة مشوية، خاصة أن درجة الحرارة العالية تقتل البكتيريا الضارة، مع إمكانية تناول الأسماك العادية، والتونة، والبصل والليمون، حتى نشعر بنفس الأجواء التى كنا نعيشها فى مثل هذه الفترة كل عام، فضلًا عن القيمة الغذائية الكبيرة لهذه الأطعمة، بشرط أن يكون ذلك داخل المنزل.
وطالبت المسئولين باتخاذ إجراءات صارمة تجاه من يروج لمعلومات طبية وغذائية خاطئة عن أن «الفسيخ» و«الرنجة» يساعدان فى تقوية المناعة ضد «كورونا»، متابعة: «نحن كأطباء نمنع الأكلتين بالنسبة للحوامل والأطفال فى الظروف الطارئة، ونحن الآن فى أزمة طارئة تتطلب من الجميع الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية التى وضعتها الدولة، والاحتفال بشم النسيم فى المنزل».


سمير عنتر: منع الزيارات العائلية.. والإكثار من الخضروات

كشف سمير عنتر، استشارى الحميات والكبد، عن أن تناول «الفسيخ» و«الرنجة» وغيرهما من الأسماك المملحة المجهزة بطريقة خاطئة يؤدى إلى كوارث صحية خطيرة، منها النزلات المعوية والتسمم ومن ثم الوفاة، كما أنه يؤذى أصحاب الضغط المرتفع والتهابات المعدة والقولون ومرضى القلب، وهى أمراض يعانى منها ٩٠٪ من المصريين. ورأى «عنتر» أن الصناعة المنزلية لـ«الفسيخ» و«الرنجة» بالطريقة الصحيحة قد تحد من المخاطر، ولا تؤثر سلبًا على المناعة، كما أن تناول الخضروات مثل البصل والليمون مع هذه الأكلات قد يكون مفيدًا جدًا للجهاز المناعى.
وحذر كذلك من العادات الاجتماعية الخاطئة التى يحرص عليها البعض فى يوم شم النسيم، وعلى رأسها التجمعات الأسرية الكبيرة، سواء فى الحدائق العامة أو فى المنازل، داعيًا المصريين إلى تغيير عاداتهم هذه فى الاحتفال بذلك اليوم، لأن التجمعات لن تضر الشخص وحده بل ستؤذى المجتمع كله، فى ظل مخاوف تفشى «كورونا».
وطالب استشارى الحميات والكبد الحكومة بفرض حظر تجوال كامل يوم شم النسيم، لأن «الاحتفال بهذا اليوم بالمفهوم المتعارف عليه قد يتحول إلى كارثة، ويؤدى إلى تسجيل آلاف الإصابات بالفيروس المستجد، وهو ما لا يتحمله النظام الصحى لدينا، لذا من الأفضل أن تحتفل كل أسرة داخل المنزل فقط، والابتعاد عن التجمعات العائلية».
واختتم: «الانتقال من منزل إلى منزل خلال هذا اليوم يمكن أن يتسبب فى انتقال العدوى، خاصة أن أعراض المرض فى بدايتها غير ظاهرة، لذا قد يكون أحد الأفراد مصابًا ولا تظهر عليه هذه الأعراض إلا بعد مرور وقت، وبالتالى ينقل المرض إلى غيره».

هانى الناظر: أطالب بحظر تجوال 24 ساعة

قال الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية، إن التجمع فى المتنزهات أو الشوارع احتفالًا بشم النسيم يشكل خطرًا كبيرًا على المواطنين، فى ظل احتمالية تسبب ذلك فى نقل العدوى بـ«كورونا» بين المحتفلين بهذه المناسبة. وطالب «الناظر» الحكومة ومؤسسات الدولة المعنية بإصدار قرار بحظر التجوال لمدة ٢٤ ساعة، فقط فى يوم شم النسيم، لمنع تحوله إلى «يوم لانتشار الكورونا»، وحرصًا على المجتمع من تفشى الفيروس والدخول فى مرحلة خطرة.
ونصح كل المواطنين بالاحتفال بشم النسيم فى المنزل، وتناول الأسماك العادية أو «الرنجة»، لكونها مدخنة لا تصيب من يتناولها بأضرار، على عكس «الفسيخ» الذى يكثر تناوله فى هذه المناسبة.
وأوضح أن «تناول الفسيخ كوجبة احتفال فيه خطر كبير على صحة الإنسان، بسبب الأمراض التى يُحدثها وقد يؤدى فى أحيان كثيرة إلى دخول العناية المركزة، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا لأنه يسبب احتقانا فى الأغشية المخاطية المسئولة عن مهاجمة الفيروس ما يضعف الإنسان فى مواجهته». وحذر من أن البعض يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعى أن «الفسيخ» يسهم فى تقوية المناعة، وهذا غير علمى أو منطقى، ومن يردده لا يدرك عواقب ما يقول.

عبداللطيف المر: تقليل أضرار الأملاح بالفاكهة

اتفق الدكتور عبداللطيف المر، أستاذ الطب الوقائى، مع سابقيه فى أن خروج المصريين للاحتفال بأعياد الربيع يعد أمرًا خطيرًا، وقد يشكل نقطة فارقة فى الحرب ضد انتشار «كورونا»، لأن عدم الالتزام بالحظر، والخروج إلى المتنزهات والحدائق، سيؤديان لتفاقم الأزمة وزيادة أعداد المصابين والوفيات، فى الوقت الذى بدأ فيه منحنى انتشار الفيروس فى التراجع.
وطالب «المر» بفرض حظر شامل يوم شم النسيم، مع تشديد الرقابة قبله وبعده، وعدم التهاون مع المخالفين، مشيرًا إلى أنه يراهن على وعى المصريين والتزامهم بتعليمات الحكومة، خاصة بعد حالة الحزن التى سادت المجتمع فى ظل الوفيات من جراء الفيروس.
وقال: «استجابة الناس لتعليمات الدولة وعدم الخروج إلى مناطق التجمعات هو مشاركة ضمنية فى مكافحة الفيروس»، مناشدًا جميع المصريين بالالتزام بمبادئ السلامة يوم شم النسيم، فى ظل الطقوس المعتادة، وعدم شراء الأسماك المملحة إلا من أماكن موثوقة، مع الحرص على تناول الفاكهة والخضروات لتقليل أضرار الأملاح العالية فى هذه الأسماك.

مغازى: مقاطعة «أطعمة الحساسية»

رأى الدكتور عصام المغازى، استشارى أمراض الجهاز التنفسى، أن النظام الغذائى للمصريين به الكثير من العادات السيئة، ولا يتحمل أضرارًا إضافية مثل «الفسيخ» و«الرنجة».
ونصح «المغازى» مرضى الصدر بالبقاء فى المنزل بشكل تام، والابتعاد عن أى أطعمة قد تسبب لهم حساسية، مع العمل على تهوية المنازل بشكل دائم.
وطالب المصريين بعدم الخروج إلى الحدائق والمتنزهات العامة خلال شم النسيم، لتزايد فرص العدوى فى التجمعات والتزاحم، مضيفًا: «أتمنى لو الدولة طبقت حظر تجوال تام فى ذلك اليوم لمنع الزحام».

هيام الدمنهورى: لا تجهضوا خطة الدولة لحصار «كورونا»

وصفت الدكتورة هيام الدمنهورى، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية طب عين شمس، احتفال المصريين بشم النسيم هذا العام فى ظل انتشار «كورونا» بـ«الكارثة»، مشددة على أن التجمعات تجهض كل محاولات الدولة لمحاصرة الفيروس، لأن وجود آلاف الأشخاص فى مكان واحد يوفر بيئة مناسبة لتفشى العدوى.
وقالت: «كل يوم يمر دون التزام المصريين سيعرضنا لكوارث نعالج آثارها السلبية لسنوات مقبلة، لذا أنصح الجميع بالبقاء فى منازلهم والاحتفال مع أسرهم فقط».
ودعت إلى تكثيف حملات التوعية خلال الفترة المقبلة، حتى لا يصبح الاحتفال بشم النسيم نقطة تحول كارثية على مستوى معدل الإصابة بـ«كورونا المستجد»، محذرة فى الوقت ذاته من تناول «الفسيخ» أو «الرنجة» بسبب سميتيهما وأضرارهما الكبيرة خاصة على مرضى الضغط.