رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوضع آمن.. جولة فى عدد من المشروعات بعد توجيه الرئيس بحماية العمال

توجيه الرئيس بحماية
توجيه الرئيس بحماية العمال

قبل ٦ أيام، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة اتخاذ الحكومة مجموعة كبيرة من الإجراءات الاحترازية لحماية العمال والمهندسين فى مواقع تنفيذ المشروعات من عدوى فيروس «كورونا المستجد».
وكعادته دومًا، لا يطلق الرئيس السيسى التصريحات إلا لتنفيذها والالتزام بها، لذا كان فى اليوم التالى مباشرة يتفقد بسيارته أحد مواقع المشروعات القومية فى منطقة مصر الجديدة، ويوبخ المسئولين عن الموقع، بعد أن وجد مجموعة من العمال لا يرتدون الكمامات، قائلًا: «الناس دى يوميتها كام؟.. لما يتعب ويقعد فى البيت يصرف منين؟.. هو أنا بقول الكلام مابيتنفذش؟».

وانعكست تصريحات الرئيس على مواقع الإنشاءات فى أكبر المشروعات القومية التى يتم تنفيذها حاليًا، بزيادة الشركات المنفذة الإجراءات الوقائية المتخذة لحماية أرواح العاملين والمهندسين، وهو ما تكشف «الدستور» عن تفاصيله خلال حديثها مع عدد من المهندسين والعمال والمسئولين، للوقوف على التغييرات التى شهدتها مواقع العمل.

المتحف الكبير: تقليل عدد العاملين وتقسيمهم على 3 ورديات.. أطباء للفحص يوميًا.. وتعقيم الأتوبيسات بشكل كامل
خلية نحل تعمل بكامل طاقتها داخل المتحف المصرى الكبير، للانتهاء من المشروع فى أقرب وقت ممكن، وعلى الرغم من التحديات الصعبة التى تواجه مصر والعالم بسبب «كورونا»، يتابع المسئولون عن المتحف سير العمل بدقة، متخذين كل الإجراءات الوقائية التى تحمى العمال والمتحف فى الوقت ذاته. وقال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف الكبير، إنه على الرغم من مغادرة العمال التابعين لـ٩ شركات أجنبية كانت تسهم فى إتمام الأعمال النهائية للمتحف، مع قرارات غلق المطارات فى مصر والعالم، فإن معظم الشركات المصرية تستمر فى عملها يوميًا.
وأضاف «مفتاح»: «الشركات المحلية مسئولة عن جزء كبير ومهم من المشروع، وتعمل يوميًا لـ٧ ساعات متواصلة لإتمام أعمالها فى التوقيتات المحددة مسبقًا، وتتضمن هذه الأعمال صب الخرسانة، وتركيب الرخام الداخلى والخارجى، بالإضافة إلى أعمال اللاند سكيب والزراعات، وتثبيت القطع كبيرة الحجم على الدرج العظيم، وبعض تجهيزات العرض المتحفى، وبعض أعمال أنظمة التحكم التى تتولاها هذه الشركات».
وشدد على أن خطة العمل فى المتحف قائمة على ضمان استمرار أعمال التشييد دون الإضرار بالعمال، وذلك عن طريق تغيير طريقة العمل وتقليل طاقته، بالتزامن مع تغير الأوضاع فى مصر والعالم. وأوضح أن المتحف اتخذ مجموعة من التدابير الوقائية لحماية العاملين فيه، بالتزامن مع قرارات الحكومة بمنع التجمعات للسيطرة على انتشار «كورونا»، من بينها تقليل أعداد العمال، ووضع إجراءات جديدة لدخولهم المتحف دون تجمعات. وقال اللواء «مفتاح»: «أثناء توقيع الكشف على العمال صباحًا، إذا وجدنا عاملًا واحدًا حرارته مرتفعة أو ظهرت عليه أى أعراض، نعيد عمال الأتوبيس كاملًا إلى منازلهم، حتى نطمئن على سلبية تحاليلهم، للحفاظ على زملائهم فى الموقع».
وأضاف: «دخول العمال للمتحف يتم على ٣ ورديات منفصلة، تبدأ من السادسة صباحًا، ويتم تعقيم جميع العمال ٣ مرات يوميًا، قبل بدء الوردية وفى منتصف اليوم وقبل مغادرتهم الموقع، لضمان عدم انتقال العدوى بينهم».
وأشار إلى نقل الأتوبيسات الخاصة بالعمال، وهى نحو ١٢٠ أتوبيسًا، لتبعد عن المتحف ٥٠٠ متر، وتخصيص أجهزة كاشف حرارة وأطباء للكشف عن العمال يوميًا قبل مغادرتهم الأتوبيس، مع تعقيم الأتوبيسات كاملة.
وعن توقيت الانتهاء من جميع الأعمال فى المتحف والتجهيز لافتتاحه، قال المشرف العام إن هناك بعض الأعمال المهمة التى تتولاها الشركات الأجنبية، وهى نحو ٦٥ شركة، بها رعايا من ٥٠ دولة مختلفة، غادرت منها ٩ شركات مسئولة عن أعمال أنظمة التحكم البيئى والأسوار الخارجية المؤمنة وتجهيزات العرض المتحفى والإضاءة المتحفية، من دول إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وإنجلترا وأمريكا وجنوب إفريقيا.
وأضاف: «لذلك فإن الأثريين لن يتمكنوا من إنهاء عرض القطع الأثرية داخل فتارين العرض حتى عودة هذه الشركات والانتهاء من تجهيزات العرض المتحفى، ما سينتج عنه بعض التأخير حتى تستقر الأوضاع فى العالم».


محطات المياه: حظر الاجتماعات وجهاز لقياس درجة الحرارة
حرص المسئولون عن مشروع محطة «نويبع» لتحلية مياه البحر على الالتزام بإجراءات الوقاية التى أعلنتها وزارة الصحة والسكان للحد من انتشار «كورونا»، حفاظًا على صحة العاملين والمهندسين فى المشروع، على رأسها تقليل ساعات العمل والورديات، وتوفير أدوات الوقاية، وإتاحة جهاز لقياس درجة حرارة العمال، فضلًا عن التعقيم الدورى للموقع.
وقال أحمد سرور، مدير مشروعات بإحدى الشركات المنفذة للمحطة، إن جميع الشركات المسئولة عن التنفيذ اتخذت كل التدابير الصحية للحفاظ على أرواح العاملين فى المحطة، بتوفير أدوات التعقيم فى موقع العمل، وتطهير الموقع بشكل كامل يوميًا، إلى جانب إتاحة جهاز لقياس درجة حرارة الجسم عن بُعد، للاطمئنان بشكل دورى على جميع العمال وحتى يشعر الجميع بالاطمئنان».
وأضاف «سرور»: «منعنا الاجتماعات نهائيًا سواء للمهندسين أو العمال، وأصبحت جميع اللقاءات إلكترونية، وقللنا عدد ساعات العمل والورديات، وأصبحنا نعمل حتى السادسة مساءً فقط، حتى يستطيع العمال العودة إلى المساكن المخصصة لهم بالقرب من الموقع، كما قللنا الإجازات، لأن السفر يشكل خطرًا على العمال، وذلك حتى انتهاء أزمة كورونا».
وكشف عن إنهاء ٣٠٪ من أعمال تنفيذ المحطة، شملت أعمال خرسانة وتركيب نظم التحلية، متوقعًا تشغيل المحطة بشكل رسمى نهاية العام الجارى، أى قبل الموعد المحدد فى التعاقد، وهو أبريل ٢٠٢١.


العاصمة الإدارية: توزيع الإجازات.. تقليص ساعات العمل.. وإلغاء «الأوفر تايم»
كامل طاقتهم، يسعى العاملون فى مشروعات «الحى الحكومى» والأحياء السكنية الأخرى فى العاصمة الإدارية الجديدة لإنهاء أعمال التشطيبات النهائية، لتسليم مواقع العمل فى أوقاتها المحددة، وذلك رغم تقليل ساعات العمل، تماشيًا مع قرارات حظر التجوال والإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار الفيروس.
وعن التغييرات التى حدثت فى نظام العمل تماشيًا مع القرارات الجديدة، قال محمد جمال، أحد المهندسين المشاركين فى تنفيذ مشروع «الحى الحكومى» ومبنى البرلمان فى العاصمة الإدارية: «العمل يجرى كما هو بتغييرات طفيفة فى المواعيد، لتتماشى مع الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لمنع تفشى وباء كورونا، ويسير بوتيرة ثابتة دون تأثر بحالة الركود التى يعانى منها العالم بعد تفشى الوباء». وأضاف «جمال»: «الشركات العقارية المنفذة تتكاتف للانتهاء من المشروع فى أسرع وقت، وجميع العمال والمهندسين كانوا يعملون وقتًا إضافيًا (أوفر تايم) بعد ساعات العمل الرسمية للانتهاء من الأعمال فى أسرع وقت، لكن مع بداية مارس الماضى تم إلغاء ساعات العمل الإضافية، ومع قرار الحظر تم تقليل ساعات العمل الرسمية بمعدل ساعتين يوميًا، حتى يتمكن العمال من العودة إلى منازلهم قبل بدء الحظر، مع تقليل الإجازات لضمان الانتهاء من الأعمال فى مواعيدها المحددة». ورأى أنه وفقًا لمعدل العمل الحالى، فإن تسليم «الحى الحكومى» ومبنى البرلمان سيكون فى الموعد الذى حددته الحكومة مسبقًا دون أى تغيير، بعدما تم الانتهاء من ٩٨٪ من أعمال الخرسانة، و٨٥٪ من التشطيبات النهائية، و٩٠٪ من الأنظمة الميكانيكية، مضيفًا: «نسعى حاليًا لإنهاء التشطيبات الخارجية وأعمال الديكور لتسليم المنطقتين منتصف العام الجارى لتجهيزهما لاستقبال الموظفين».
وقال أحمد عبدالله، عامل لحام فى الحى السكنى بالعاصمة، إن العمل فى الموقع مستمر دون أن يتأثر بأزمة «كورونا»، خاصة أنه منذ انطلاق أعمال التشييد وفرت الشركات المنفذة سكنًا للعمال فى مدينة بدر ليكونوا قريبين من مقر العمل، دون الحاجة للسفر إلى محافظاتهم إلا فى الإجازات التى يحصلون عليها على فترات متباعدة. وأضاف «عبدالله»: «مع بدء الحظر، تم تقليل ساعات العمل، وأصبحت وردية العمل من الثامنة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، مع توزيع الإجازات بين العمال حتى لا يتأثر سير العمل». وكشف عن أن العمل جار حاليًا فى مراحل التشطيبات للوحدات السكنية، وما يتطلبه من أعمال المحارة والدهانات وتركيبات الرخام والكهرباء والسباكة وغيرها، مبينًا أن «بعض الأبراج السكنية تم الانتهاء من العمل فيها بالفعل وتسليمها، وخلال أشهر قليلة سيجرى الانتهاء من باقى الوحدات». وطالب إدارات الشركات الالتزام بتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتوفير أدوات الوقاية للعاملين فى المواقع الإنشائية، مع توزيع الكمامات على العمال كما يحدث مع المهندسين. وأعرب خميس عوض، عامل محارة فى الحى السكنى، عن سعادته بحديث الرئيس السيسى خلال زيارته المفاجئة لأحد مواقع الإنشاءات فى مصر الجديدة، وتوجيهاته بالاهتمام بالعمال فى المواقع كما يحدث مع المهندسين.

الطرق والكبارى: منع الغداء الجماعى.. توزيع كمامات.. وتطهير للمواقع والآلات
لم ترتكز خطط الحكومة على تشييد المبانى والكيانات الجديدة فقط، لكنها تعمل على تهيئة البنية التحتية لخدمة سكان هذه المبانى والمشروعات فى المستقبل، وتسهيل حركة المرور، لذلك وضعت استراتيجية خاصة بالطرق والكبارى ضمن رؤية «مصر ٢٠٣٠»، وبدأت فى تنفيذها. ويأتى على رأس المشروعات فى هذا الإطار، الطريق الدائرى الأوسط، الذى يمتد بطول ٢٦ كيلومترًا من نهر النيل غربًا إلى طريق القاهرة- الفيوم شرقًا مرورًا بمدينة البدرشين، والذى ينفذه عدد من شركات المقاولات المحلية، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى اتخذت جميع الإجراءات الوقائية لمنع انتشار العدوى بين العمال.
وقال حمدى الغريب، رئيس إحدى شركات المقاولات المنفذة للمشروع، إن إدارة الشركة اتخذت الإجراءات الوقائية لحماية العاملين فى الموقع، من بينها التوجيه بتغيير ورديات العمل تماشيًا مع قرارات حظر التجوال، وتقليل ساعات العمل، بحيث يبدأ يوم العمل فى السابعة صباحًا وينتهى فى السادسة مساءً، بعد أن كان يمتد ٢٤ ساعة على أكثر من وردية. وأضاف: «قللت الشركة كذلك عدد العمال من ٢٤٠ إلى ٨٠ عاملًا، لمنع التجمعات التى تعد السبب الأول لنشر العدوى بالفيروس، ومنع التكدس فى منطقة العمل، بهدف الحفاظ على صحة العمال، كما تحرص على تطهير وتعقيم موقع العمل والأدوات بالكلور يوميًا، مع توزيع كمامات على جميع العمال والمهندسين».
وكشف عن أن العمل فى المشروع مستمر منذ يناير قبل الماضى، ولم يتوقف رغم الكساد الذى يعانى منه الكثير من دول العالم بسبب «كورونا»، وذلك مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية العاملين.
وذكر أن شركته مسئولة عن تنفيذ الأساسات الأرضية للكوبرى الذى يتضمنه المشروع، وخلال أيام ستسلم المرحلة الأولى من المشروع، بعد الانتهاء من أعمال الردم لمسافة كيلومتر، وهى مساحة الجزء الأرضى من المشروع فى المرحلة الأولى، التى جرى الانتهاء من ردمها بالكامل.
وأضاف: «خلال أيام قليلة، وقبل تسليم المرحلة الأولى من الطريق، سيبدأ العمل فى أعمال الردم فى المرحلة الثانية للمشروع التى تمتد لمسافة ٤ كيلومترات».
وقال جمال عفيفى، عامل لحام على ماكينة الحفر فى منطقة تنفيذ كوبرى «مدينة المستقبل»: «أوقفنا الغداء الجماعى، وأصبح كل عامل يتناول غداءه إما مع زميل واحد وإما بمفرده لنحافظ على أرواحنا، كما أن الشركة المسئولة عن تنفيذ الكوبرى ترش يوميًا الآلات وأماكن الإقامة وموقع العمل لتعقيمه، وتشدد على ارتدائنا الكمامات، ورغم أن ارتداءها طوال فترة العمل يشعرنا بالضيق، فإننا ملتزمون بالتعليمات». وتابع: «أنا حاليًا اللحام الوحيد بالمشروع ولكن بعد رمى الخرسانة سيزيد عددنا لأكثر من ٥ أضعاف، لأن أعمال بناء هيكل الكوبرى العلوى تحتاج إلى الكثير من اللحامين، بالإضافة إلى عمال الميكانيكا والكهرباء والصب».