رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احموا أطفالكم.. أطباء يكشفون: كيف نحافظ على الصغار من «وحش كورونا»؟

جريدة الدستور

إعداد: إيهاب مصطفى- زينب صبحى - هاجر رضا- إسلام أبوالمجد - أريج الجيار- أحمد التمساح - عبير جمال - دعاء راجح

تشير الإحصائيات إلى أن نسبة إصابة الأطفال بفيروس كورونا المستجد ضئيلة للغاية، ومع ذلك تبقى احتمالية إصابتهم قائمة، وهم الفئة الأخطر فى نقل العدوى للكبار، خصوصًا مع عدم اتباع الإرشادات اللازمة. ووضع عدد من «أطباء الأطفال» مجموعة من النصائح يجب على الأسر اتباعها لحماية أطفالهم، سواء سلوكيًا، أو بالتركيز على أطعمة تقوى جهاز المناعة بما يسمح بمواجهة مهاجمة الفيروس للأجساد.


خالد كمال: إحساس الصغار بالهلع والرعب يؤثر على جهاز المناعة
شدد الدكتور خالد كمال على، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة زميل الكلية الملكية لطب الأطفال بإنجلترا، على أهمية الحديث مع الأطفال فيما يخص فيروس كورونا، على أن يكون الحديثُ صادقًا ومتوازنًا، ليس فيه قلق مبالغ فيه أو تقليل من الأمر، على أن تستعين الأم بالصور والكلمات.
وقال: «من المهم أيضًا ترسيخ ما يسمى العادة، أنت تريد تعليم الطفل استخدام الكحول وغسل الأيدى وغيرهما، ولن يأتى هذا إلا بالاعتياد، وأن تعلمه الأم، وأن يفعل إخوته ذلك أمامه، فمن هنا، نحن نصنع عادة لدى الطفل، يتذكرها باستمرار، والنقطة المهمة إنشاء عادة عدم لمس متعلقات الكبار فى هذه الأزمة، وحين يرجع الأب والأم يجب عليهما أن يعلماه كيف يبقى بعيدًا دون تلامس معهما، فترسيخ العادة فى الطفل هو الجزء الأساسى لتعليمه الحيطة والحذر فى هذه الفترة».
وأضاف: «تجهيز جهاز المناعة لدى الأطفال مهم جدًا، بتقليل حجم الضغوط النفسية على الطفل، فلا يصح أن نعيش فى هلع ورعب أمامه، فإفراز هرمونات القلق لدى الطفل يؤثر على جهاز المناعة، ولا بد من الاهتمام بالأطعمة والمشروبات، مثل البرتقال والليمون والعسل وهى من ضمن المأكولات التى تنبه بروتينات المناعة عن طريق الكبد، وزيت الزيتون مهم جدًا، فكل أم يجب أن تكون لديها (قطارة) تضع بها زيت الزيتون على طبق السلطة مثلًا»، وتابع: «يجب أن نعرف أن كورونا يقتل من هو ضعيف المناعة، فالكلمة السحرية هى جهاز المناعة».
واختتم: «يجب على الأم أن تعلم أن الطفل قنبلة موقوتة فى نقل كورونا.. الطفل أقل الشرائح إصابة بالفيروس لكنه أكثر من يمكن أن ينقله للآخرين، ولأننا نتعامل معه بغير حذر، وهو الوحيد من يلمس أكثر الأبواب والأسطح الكثيرة، وهو من يسلم على الغير، ويلمس سيارات الناس، هو قنبلة موقوتة لا ينفجر فى نفسه ولكن فى أسرته، ومن هنا مهم جدًا أن نحافظ عليه».

عزة أمين: استشارة أقرب طبيب عند ظهور أى ارتفاع فى درجة حرارة الجسم
أكدت الدكتورة عزة أمين، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، أنه يجب على كل أم أن تعلم نبذة عن حياة الفيروس حتى تتمكن من توفير الحماية التامة لأسرتها، موضحة أن «كورونا من الفيروسات كبيرة الحجم التى لا تتواجد فى الهواء، بل تبقى على الأسطح وعلى جلد الإنسان، والعدوى به تأتى عن طريق مخالطة حالة مصابة بالفيروس».
وشددت على أنه «من الأفضل أن تقوم الأم بشرح مبسط عن هذا الفيروس للأطفال القادرين على الاستيعاب، وعن وسائل العدوى وكيفية الوقاية وطرق استخدام المناديل عند العطس أو الكحة واستخدام الكحول لتطهير الأيدى بعيدًا عن العينين».
وقالت: «بالطبع أول نصيحة مهمة للأم أن تهتم أولًا بنظافتها الشخصية وتحرص على غسل يديها لفترة لا تقل عن ٢٠ ثانية أكثر من مرة أثناء اليوم بالماء والصابون، وتستخدم الكلور لتنظيف الأرضيات، ومن الممكن استخدام المنظفات العادية لتنظيف الأسطح الأخرى».
وأضافت: «يجب عليها أن تقوم بتعليم أطفالها أن يغسلوا أيديهم أكثر من مرة يوميًا، خاصة قبل الأكل وبعده، وبعد قضاء حاجتهم، وبعد فترة اللعب بألعابهم، بالطريقة المعلن عنها لتكون كافية لقتل الفيروس، وهذا ممكن جدًا بالصابون العادى».
ونوهت بأنه بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا فتقوم الأم بغسل أيديهم بنفسها لنفس المدة، خاصة الأطفال فى مرحلة الحبو، ومن الأفضل التخلص من الألعاب التى تحتوى على فراء أو ملابس، وغسل الألعاب البلاستيكية يوميًا، أما بالنسبة لغرف نوم الأطفال فإذا أمكن تعريض فرش الطفل إلى الشمس بصفة يومية مع تغييره دوريًا، وإبقاء الأحذية المستعملة خارج المنزل.
وقالت: «هناك دور آخر من أدوار الأم تجاه أطفالها هو تقديم الأطعمة التى تحتوى على مكونات عالية القيمة الغذائية من خضروات متنوعة وسلطة وألبان وبيض وأيضًا عسل أبيض، ويلزم تناول عصير الليمون الطازج بصفة يومية، والفاكهة، خاصة البرتقال والكيوى، وغيرها من الأطعمة التى ترفع مناعة الجسم».
وأشارت إلى ضرورة حرص الأمهات على عدم إعطاء أولادهن أدوية موجودة بالمنزل دون استشارة الطبيب أو الكشف، خاصة المضادات الحيوية التى تتسبب فى إضعاف المناعة الطبيعية للجسم، إذا تم أخذها دون دواعٍ طبية.
وتابعت: «يجب تحديد الساعات اليومية للجلوس أمام الإنترنت حتى لا يؤثر طول مدة هذه الساعات على صحة أولادنا العقلية»، مختتمة: «أخيرًا بقاء أطفالك فى المنزل هذه الأيام هو ضرورة ملحة لا تقبل أى تهاون، وعند ظهور أى ارتفاع فى درجة حرارة أى طفل أو ظهور أعراض على الجهاز التنفسى يجب استشارة أقرب طبيب».


ناصر عبده: تناول أطعمة صحية.. ورعاية فائقة لمن يعالجون بـ«الكورتيزون»
قال الدكتور ناصر عبده أبوشحاتة، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة كلية طب قصر العينى، إنه على كل أم ألا تنزعج، لأن حالات الإصابة للأطفال قليلة جدًا مقارنة بمن هم فى شرائح عمرية أخرى، مشيرًا إلى أن الحالة الوحيدة التى أصيبت حتى الآن وظهرت نتائجها إيجابية كانت لطفل يبلغ من العمر ٩ سنوات، وكانت هناك بعض البيانات التى تؤكد إصابة طفل آخر لكن ظهرت النتائج سلبية، فلم يكن حاملًا للفيروس.
وأضاف أن «الأطفال لديهم حماية طبيعية، وربما كان تعرضهم لأمصال ولقاحات مختلفة، مثل مصل الحصبة وغيره، له تأثير على عدم انتشار المرض بينهم، لكن هذه معلومة فى طور الدراسة وليس هناك تأكيد حقيقى لها».
وأشار إلى أنه «يجب على الأم أن تحرص على بقاء أطفالها فى المنزل، بعيدًا عن الشارع أو النزول لشراء الحلوى وغيره، كما يجب عليها ألا تصطحبه إلى تلك الأماكن أيضًا، أو للتسوق بكل أشكاله، كما يجب أن تحرص على غسل الأيدى لأكثر من ٢٠ ثانية، بالماء والصابون، وبالنسبة لاستخدام الكحول فمن الممكن استخدامه بنسبة ٧٠٪ وليس أكثر من هذا».
وواصل: «إذا أصيب أحد الأطفال بأنفلونزا أو غيره فيجب الحرص على بقائه فى البيت دون زيارات للأهل»، لافتًا إلى أن قرار تعليق الدراسة كان أمرًا صائبًا لعدم الاختلاط مع ذويهم، وبالتالى الحد من انتشار الفيروس.
وشدد على ضرورة متابعة الأم أبناءها، وأن تشرح لهم، وتظل معهم لتشعرهم بالطمأنينة، كما أن عليها الكثير من الواجبات الأخرى، وهى اختيار الأطعمة التى تقوى مناعة الأطفال، وأن يكون كل الطعام صحيًا وليس الطعام السريع أو الـ«فاست فود».
وذكر أن هناك نظامًا وضعته وزارة الصحة لتقييم المشتبهين فى حملهم الفيروس، وهذا التقييم يصل إلى ٦ نقاط، ويجيب الشخص عن الأسئلة التى تُطرح عليه، فإن كانت أجوبته تتوافق مع الحاملين لهذا الفيروس، فمن هنا يجب التوجه إلى أقرب مستشفى أو حجر صحى، وإن كان ما يقوله أقل من ٦، فإنه يعزل نفسه بالبيت ولا يسمح بالاختلاط مع الآخرين.
وقال: «هذا التقييم يجريه الشخص لنفسه، وفى حالة جاء التقييم كاملًا أو جزئيًا فلا بد من العزل ومنع لقائه بآخرين، خاصة كبار السن، ويجب المحافظة على الأطفال الذين يعانون من أمراض ومن يضطرون لأخذ الكورتيزون، ومن يعالجون من زراعة كلى، فهؤلاء جميعهم هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب المناعة الضعيفة».
ونوه «عبده» بأنه يجب على الأم أن تنظف الأسطح بالكلور، لأن الفيروس من الممكن أن يظل حيًّا عليها لمدة تتجاوز الأربعة أيام، وكذلك من المهم تهوية المنزل تهوية جيدة، وبالنسبة للطفل لا بد أن يعطس فى منديل، وأن يتعلم طريقة العطس الصحيحة، خاصة أن الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ، وأن يعرف أن المسافة الآمنة تكون مترًا، وبالنسبة للكمامة يرتديها الشخص المصاب، ولكن لبس الكمامات الروتينى غير مرغوب فيه بالنسبة للأطفال.

اسلام نوار: عدم تبادل الأغراض الشخصية مثل المناشف والأكواب

ذكر الدكتور إسلام نوار، طبيب الأطفال وحديثى الولادة، أنه مع هذه الزيادة الكبيرة لعدد المصابين بفيروس «كوفيد ١٩» على مستوى العالم يتصاعد قلق الآباء والأمهات لحماية أطفالهم من الإصابة، حيث ينتقل «كورونا» بين الأطفال وبعضهم، وبين الأطفال والبالغين.
وقال: «أغلب ما نعرفه اليوم عن تأثير الفيروس على الأطفال معتمد على البيانات الواردة من الصين منشأ الوباء، حيث تقول الإحصائيات إن حوالى ٢٥٪ فقط من إجمالى المصابين كانوا من الأطفال تحت عمر ١٨ سنة، وأن نسبة ضئيلة للغاية من الأطفال المصابين هم من ظهرت عليهم أعراض خطيرة، مع نسبة وفيات تكاد تقترب من صفر فى المئة من إجمالى الأطفال المصابين».
وأضاف: «لذا تبقى الخطورة الأكبر هى قابلية الأطفال، الذين فى الأغلب لا تظهر عليهم أعراض، لنقل العدوى إلى الفئات الأكبر سنًا خصوصًا الأكثر عرضة لتكوين مضاعفات، مثل مرضى الضغط والسكر والقلب والسرطانات والأمراض التنفسية المزمنة».
وعن كيفية التعامل مع الطفل خلال الأزمة الحالية، قال «نوار»: «تكلم مع طفلك عن المرض بأسلوب مبسط، مثلًا: الأطفال الأصغر قل لهم: إنت سمعت عن المرض اللى موجود دلوقتى؟.. ثم اجعله يشعر بطمأنينة مع صدق فى شرح الأعراض وطريقة الإصابة، وأن معظم من سيصاب سيشعر فقط بأعراض تشبه البرد، وأن الأعراض التى تصيب الأطفال أخف من أعراض الكبار».
وأضاف: «تحدث مع طفلك عن أسباب غلق المدارس، واجعله يعبر عن مخاوفه وتعامل معها، ولا تحاول استباق الأحداث، وحاول إبعاد طفلك عن سماع الأخبار التى من الممكن أن تصيبه بالهلع، وركز على أساليب الوقاية والتعامل مع المرض».
واختتم: «يجب غسل اليدين بالماء والصابون لمدة دقيقة، أو فركهما بمطهر كحولى مرات كثيرة يومية، كما أنه يجب على كل أم أن تقوم بتوعية الطفل بأهمية تغطية الأنف والفم عند العطس بالجزء العلوى من الأكمام أو بمنديل وحيد الاستخدام ثم إلقائه مباشرة فى سلة القمامة، وأيضًا عدم تبادل الأغراض الشخصية مثل المناشف والأكواب، وتجنب لمس الأنف والوجه والعينين بيد غير نظيفة، وعدم المصافحة وتبادل الأحضان والقبلات عند التحية، وعدم البصق على الأرض، وأخيرًا لا ينصح بارتداء الأطفال للكمامات».