رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي يكشف لماذا استهدف الإرهابيون واشنطن؟

الإرهابيون
الإرهابيون

تناول تقرير لمجلة أتلانتيك الأمريكية عن كيفية تغلغل عبد الله عزام قيادي جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بالولايات المتحدة وكيف التقى بأسامة بن لادن في لحظة تاريخية للإرهاب وليست وليدة الصدفة، وعن سبب حب المتطرفين والجماعات المنبثقة من الإخوان أمريكا خاصة في فترة الثمانينات.

وقال التقرير إنه عام 1978 استضاف مركز التعليم الإسلامي دعاة بارزين من الشرق الأوسط، وكان من بينهم عبد الله عزام، نجم صاعد في جماعة الإخوان المسلمين الأردنيين يبلغ من العمر 36 عامًا.

التقى عزام بطالب سعودي شاب يدعى أسامة بن لادن في مدينة إنديانابوليس لقد كانت لحظة تاريخية، حيث كانت لحظة ظهور شبكة جهادية واسعة في الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن لقاء عزام وبن لادن في أمريكا ليس صدفة، فلقد جاءوا لأن الولايات المتحدة سمحت لهم بالوعظ وجمع الأموال وتجنيد أتباع لهم، على عكس البلدان الأخرى في الشرق الأوسط.

وتُظهر السيرة الذاتية الجديدة الخاصة بعزام أنه في الثمانينيات، استغلت الجماعات المتطرفة أراضي الولايات المتحدة إلى حد كبير، ولأكثر من عقد من الزمان كانت أمريكا من بين أكثر المناطق تجنيدًا في العالم.

ولفتت مجلة أتلانتيك إلى الحرب الأفغانية، فبعد سنوات قليلة من اجتماع عزام وبن لادن في إنديانا، شارك عزام وبن لادن في تأسيس مكتب الخدمات، وهي منظمة في بيشاور- باكستان، تسعى إلى جلب مقاتلين متطرفين إلى أفغانستان، قاد عزام جهدا عالميا لجمع التبرعات والتوظيف، وخاصة من دول الخليج والولايات المتحدة.

وعلى الرغم من وجوده في باكستان منذ عام 1981 فصاعدًا، فقد عبر عزام المحيط الأطلسي مرة واحدة على الأقل سنويًا، وبحلول نهاية العقد كان قد زار نيويورك وتكساس وكاليفورنيا وسياتل والعديد من الولايات الأخرى، وكانت رسالته هي نفسها دائمًا "يجب على المسلمين في أمريكا القتال في أفغانستان"، أو على الأقل التبرع بالمال للجهاد، وكان عزام يقول ذلك على الملأ بعلم من أمريكا، مثل الاجتماع السنوي لجمعية الشباب العربي المسلم، الذي يجمع عادة مئات الأشخاص.

أصبحت السلطات الأمريكية على علم بهذه الأنشطة في أواخر الثمانينيات، لكنها لم تعتبر عزام تهديدًا، وفي ديسمبر 1984، أطلق عزام مجلة الجهاد، وهي مجلة شهرية تصدر باللغة العربية تهدف إلى زيادة الوعي بالقضية الأفغانية، وفي غضون ثمانية أشهر كان لدى المجلة موزع أمريكي " المركز الإسلامي في توكسون "، وبحلول أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، كان لدى المجلة شبكة من الوكلاء على مستوى البلاد باعوا آلاف النسخ كل شهر وجعلوا أمريكا واحدة من أهم الأسواق في المجلة.

انضم مئات المسلمين من جميع أنحاء أمريكا إلى الجهاد
الأفغاني، وحتى أن بعضهم أصبحوا شخصيات بارزة في الحركة الجهادية الناشئة، أصبح وائل جليدان ممولًا رئيسيًا لجمع التبرعات لمكتب الخدمات في بيشاور، وأصبح محمد بايزيد أحد مؤسسي القاعدة، وانضم وديع الحاج إلى تنظيم القاعدة، وأدين فيما بعد لتورطه في تفجيرات سفارة شرق إفريقيا عام 1998.

وأضافت مجلة أتلانتا إلى أن الأمريكيين كانوا أقلية في المجتمع العربي الأفغاني، لكن مهاراتهم اللغوية ومستوى تعليمهم العالي أعطاهم أهمية كبيرة، وكان يُنظر إلى عزام وملازمه على أنهم نشطاء دينيون، الأمر الذي كان هناك تسامح كبير في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، لم تعتبرهم الحكومة الأمريكية تهديدًا أمنيًا.