رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قناة إسطنبول.. أردوغان يخطط لـ«كارثة بيئية واقتصادية»

أردوغان
أردوغان

جدل كبير أثاره مشروع الديكتاتور التركي رجب طيب أرودغان، فبحثه عن طريق بديل للممر المائي في مضيق البوسفور متمثلا في «قناة إسطنبول» أثار جدلًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، نظرًا للمخاوف البيئية والميزانية الضخمة التي تحتاجها القناة لإنشائها.

ومنذ أيام؛ تجمع آلاف الأشخاص في مدينة إسطنبول لعدة ساعاتٍ؛ للتوقيع على عريضة احتجاجًا على خطة أردوغان لإنشاء القناة، إذ قالت سونا أوستون، أحد المعارضين لإنشاء القناة إنها انتظرت لمدة 4 ساعات كي تسجل اعتراضها على هذا المشروع الذي يهدف إلى تدمير تاريخ المدينة.

وأضافت «أوستون» أن القناة ستؤدي إلى القضاء على جميع موارد المياه الطبيعية في المدينة والسدود الموجودة، كما أن المبلغ الضخم المخصص لهذا الغرض يمكن إنفاقه بشكل أفضل على الاقتصاد والعاطلين عن العمل والتعليم، لكن أردوغان الذي وُصف مشروعه «بالجنون»، يعود بمقاطع فيديو ترويجية جذابة كانت تثير غضب وسائل الإعلام للترويج للمشروع الذي تبلغ تكلفته 12 مليار دولار.

تبرز مقاطع الفيديو خططًا لمدينة وبلدات جديدة على ضفاف القناة الضخمة التي تقع على مستوى سطح البحر والتي من شأنها توفير طريق بديل للسفن، ففي وقتٍ سابق، قال أردوغان في اجتماع بإسطنبول: «إن مضيق البسفور يواجه تهديدًا سياسيًا بسبب اتفاقية مونترو»، موجهًا تهديدًا للمعارضين: «سواء أردتم أو لا.. سنبني قناة إسطنبول».

اتفاقية مونترو، التي وقعت في عام 1936، تعطي تركيا الحق في السيطرة على مضائق البسفور والدردنيل وتنظم انتقال السفن الحربية فيهما، حيث منح المؤتمر تركيا الإدارة الكاملة للمضائق وضمانات المرور المجاني للسفن المدنية في وقت السلم، وقيد مرور السفن البحرية التي لا تنتمي لدول البحر الأسود.

ويحذر علماء البيئة من أن بناء قناة إسطنبول يمكن أن يدمر إمدادات المياه المحلية والنظام الإيكولوجي الإقليمي عندما تربط القناة بحار مرمرة والبحر الأسود، اللذين لهما مستويات ملوحة مختلفة.

إكريم إمامجلو، عمدة إسطنبول المنتخب حديثًا، الذي تم ترشيحه بالفعل كمنافس محتمل لرئاسة أردوغان، يتولى قيادة الحملة ضد قناة إسطنبول، إذ ينتقد مشروع أردوغان ويصفه بالكارثة البيئية والمالية، قائلًا إن التكلفة الحقيقية ستكون أكثر من 75 مليار دولار.

ويحذر الخبراء أيضًا من أن خطط قناة أردوغان ستواجه على الأرجح معارضة دولية بسبب المخاوف من أن المشروع قد يقوض معاهدة مونترو.

ويلمح أردوغان في كثير من الأحيان إلى مزايا أمنية واستراتيجية للقناة إلا أنه لم يذكر منها شيئًا، إذ يرى الخبراء أنها فرصة لأنقرة للسيطرة على وصول السفن الحربية إلى البحر الأسود، فالمدافع البحرية القديمة خارج متحف إسطنبول البحري في مضيق البوسفور تعد بمثابة تذكير بقرون من المعارك للسيطرة على هذا الممر المائي الحرج، مؤكدين احتمالية دخول أنقرة في صراع بسبب هذه القناة.