رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تنجح مساعي الأطراف الدولية لوقف إطلاق النار في ليبيا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عقب إعلان البرلمان التركي مطلع العام الجاري إرسال قوات تركية إلى حكومة الوفاق الليبية، أدانت العديد من دول العالم الخطوة واعتبرتها تدخل سافر في الشأن الداخلي الليبي.

وبالتزامن مع هذا الأمر يخوض الجيش الليبي حربا واسعة لدحر الجماعات الإرهابية والقضاء على الجماعات المسلحة بتكليف من البرلمان الليبي، فيما تسعى العديد من الأطراف الدولية إلى حل الأزمة الليبية، ونرصد في هذا التقرير أبرز هذه المحاولات:

1- مصر تقود التحركات الدولية:
استضافت القاهرة الاجتماع التنسيقي منذ أيام وضم وزراء 4 دول، تحت رعاية القاهرة، حيث حضر الاجتماع وزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا وقبرص واليونان، حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع على ضرورة وقف القتال في ليبيا والبحث عن الحل السياسي.

كما اعتبر الاجتماع الخماسي أن الاتفاق الذي وقعه الرئيس التركي رجب أردوغان وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق يعد مخالفة صارخة لاتفاق الصخيرات وقرارات مجلس الأمن، فضلا عن التهديدات التركية للتدخل العسكري في ليبيا في محاولة توجيه ضربة للتوجه السياسي.

وأكد بيان، أن الأطراف الخمسة مجتمعون على استعادة عملية برلين لكامل فرص تطبيقها، من خلال إرادة لا تتزعزع عبر عملية ليبية وفق خطة المبعوث الأممي الذي نعمل على دعم جهوده مع كل الأطراف ودول الجوار.

2- فرنسا ترفض أي تدخل أجنبي وتدعم ليبيا:
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن التوقيع على اتفاق ترسيم حدود بين تركيا وليبيا يثير القلق، وهو ما عبر عنه الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيؤثر مباشرة على مصالح الدول الأعضاء، ونادى تركيا باحترام القانون الدولي واحترام سيادة الدول وحل المشكلات وفقًا للأساس الأممي.

وخلال لقاء لودريان جمعه بالرئيس التونسي قيس سعيد، في وقت سابق أكّد حرص تونس وفرنسا على ضرورة تحقيق الاستقرار في ليبيا كأولوية قصوى وفقا للقانون الدولي، مشيرا إلى أن الخروج من الأزمة يتطلب حوارا ليبيا ليبيا، إضافة إلى مسار سياسي تتم فيه مشاركة الدول المجاورة لليبيا ومن بينها تونس.

ومن جانبه؛ طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بتنفيذ وقف إطلاق نار "دائم وذي مصداقية" في ليبيا.

3- تونس ترفض التدخل التركي في ليبيا وتدعم الحل السلمي:
رحبت تونس بقرار وقف إطلاق النار في ليبيا الذي تم التوصل إليه استجابة لمبادرة روسية تركية، معتبرة إياه خطوة مهمة لحقن دماء الليبيين، فيما قالت وزارة الخارجية التونسية: "ترحب تونس بقرار وقف إطلاق النار في ليبيا، وتعتبره خطوة مهمة لحقن دماء الليبيين".

4- الجزائر تدعم الحل السلمي وترفض الدور التركي:
رحبت الجزائر بوقف إطلاق النار في ليبيا، داعيةّ جميع الأطراف إلى الالتزام به والعودة سريعًا إلى "مسار الحوار الوطني الشامل الذي يراعي المصلحة العليا لليبيا".

وضمن مساعي الجزائر لحل الأزمة سلميا استضافت في أوقات متفاوتة وفد من حكومة الوفاق برئاسة السراج ووفد ممثل للحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني والجيش الليبي من أجل التوصل لتفاهمات مشتركة.

5- واشنطن ترفض التدخلات وتدعو الجميع للالتزام:
أبدت الولايات المتحدة الأمريكية و4 دول أوروبية، استعدادها الكامل لدعم الفرقاء الليبيين من أجل وقف إطلاق نار طويل الأمد.

فيما أصدرت سفارات أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، مؤخرا بيانًا مشتركًا أعربوا فيه عن استعدادهم لتحقيق "وقف طويل الأمد للأعمال العدائية.

6- ألمانيا تبحث عن حل دولي للأزمة سريعا:
قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن ألمانيا ستستضيف مؤتمرًا للسلام فى ليبيا، وأكدت خلال مؤتمر صحفي جمعها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنها تأمل فى نجاح الجهود الروسية للسلام فى ليبيا.

كما تستضيف برلين خلال أيام مؤتمرا دوليا بشأن الأزمة الليبية يضم العديد من القوى الإقليمية والدولية للتوصل لاتفاق مشترك بشأن الأزمة.

7- الأمم المتحدة
شدد غسان سلامة، المبعوث الأممى إلى ليبيا، على ضرورة وقف تصدير الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدا أن مفتاح الحل للأزمة الليبية بيد الليبيين أنفسهم.
ومن المقرر أيضا أن تشرف الامم المتحدة على وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه منذ أيام من قبل الجيش الليبي.

8- روسيا تجمع الفرقاء في موسكو:
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أيام إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، ورحب الجيش الليبي بهذا الأمر إلا أنه أكد تمسكه بالقضاء على الإرهاب والميليشيات المسلحة.

واليوم تستضيف موسكو وفد من البرلمان والجيش الليبي ووفد آخر من حكومة الوفاق لتوقيع اتفاق بشأن تثبيت قرار وقف إطلاق النار وحل الأزمة سلميا.