رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أسوار القرية».. رواية تكشف رحلة انضمام الشباب للجماعة الإرهابية

جريدة الدستور

قال الكاتب سامح فايز، مؤلف رواية «أسوار القرية»، التي صدرت مؤخرًا عن دار الهالة للنشر والتوزيع، إن الرواية هي إعادة صياغة لكتاب «جنة الإخوان»، الذي أصدره من قبل، وانتهى عقده مع ناشره.

وأضاف «فايز»، في الندوة التي استضافته فيها «الدستور»، لتوقيع الرواية، أن الهدف منها كيفية وعي المجتمع بما يفعله الإخوان في الشباب منذ الصغر، لدرجة إقناعه بتفجير نفسه بسهولة اقتناعًا منه بالشهادة والجنة.

ولفت مؤلف «أسوار القرية»، إلى أن الرواية تم إعادة كتابتها بشكل فني جديد، بعدما كنت قد أصدرتها في كتاب بعنوان «جنة الإخوان»، موضحًا أن كتابة الرواية جاءت من واقع حياته، وحياة بعض الشباب، وأنها تدور حول الجماعات المتطرفة، وكيفية انضمام الشباب إليها.

وأكد على أن الرواية ليست سيرة ذاتية، لكنها خط من خطوط حياته مع خطوط حياة شباب آخرين انتمت إلى جماعات مختلفة، مؤكدًا أن الجماعة تكرة مصطلح «الوطن».

ولفت إلى أنه يريد الوصول بالرواية بأن أي فرد يربى على الأفكار المشوهة للجماعة من الصعب الخروج منها، مؤكدًا أن هؤلاء الأفراد يكونون خطرًا على المجتمع حتى إذا خرجوا من الجماعة؛ لأنه لابد له أن يعيد تهيئة نفسه من البداية، والتهيئة هنا مثلما حدث مع بطل الرواية الكفر والعودة مرة أخرى، ولكن الشخص يكفر بدين الجماعة، وليس دين الإسلام؛ لأن الجماعة بالنسبة له هي الدين.

وتابع أن البطل في لحظة من اللحظات يدخل في صدمات، وفي النهاية يكتشف أنه لم يكن مؤمن ولم يكن كافر، وأن الجماعة لا تمثل الدين.

وأوضح سامح فايز، أنه اختار شكل الرواية في الكتابة؛ لأنها تعطي له المساحة في الكتابة بشكل كبير، مؤضحًا أنه أراد الكتابة عن نفسه وعن شخصيات أخرى، والرواية تضم التجربة التي حدثت معه، بعد تركه الجماعة، فتعامل معه الإسلاميين على أساس أنه خائن، والأخر تعامل معه على أنه خائن أيضًا للجماعة، وأنه سيكون خائن لأي أحد، ولكن هو كان يراها أنه واجب وطني.

وأشار إلى أن أخذ وقت عامين في كتابة تلك الرواية، وحذف منها جزء كبير، وواجه العديد من الصعوبات في نشر الرواية، وقام بحذف فصل من فصولها له علاقة بواقع بطل الرواية في وصوله إلى الشك الذي جعله يفكر في تنظيم القاعدة، هل فكرة جيدة أم سيئة؟.

وأكد «فايز» أن انضمامه للجماعة ترك فيه تشوهات نفسية كبيرة، يتعالج منها الآن، فضلًا عن أنه أخذ طريق الكتابة كوسيلة للعلاج أيضًا، مؤكدًا على أنه من الصعب معالجة 20 سنة مع الجماعة في كتاب واحد.

واستطرد: «الالتحاق بالجماعة كان اختياري وليس إجباري، بدليل أن المنزل الذي نشأ فيه البطل كان لدية أخوة لا ينتمون إلى أي فصيل سياسي أو ديني، ولكن البطل كان لديه طموح وتساؤلات، وأن أسرته كانت ديموقراطية، ولكن والده كانت يقف ضده في انضمامه للجماعة، رغم أنه غير متعلم، ووالدته علمته حب الفن والرسم.

وأكد سامح فايز على أن الفقر ليس من عوامل الإرهاب، فأغلب القيادات المنتمية لتيارات الإسلام السياسي أساتذة جامعة وأطباء ومهندسين وشخصيات كبيرة في مجالات متعددة، وهذا دليل على أن الفقر ليس سبب في انتشار الإرهاب، إنما يمكن أن يكون عامل مساعدة له.

ولفت إلى أنه فكر في نشر الرواية في أحد قطاع وزارة الثقافة المعنية بالنشر لكنه تراجع عن ذلك لأسباب شخصية، ونشرها في دار نشر خاصة.

وقال إنه على مدار فترة انضمامه للجماعة، لم يشارك في أي أعمال عنف أو إرهابية؛ لأنه كان بالنسبة لهم فرد مشاغب وكثير التساؤلات، وكانت تكتب تقارير سيئة عنه للقيادات، لذا لم يستعينوا به في أي أعمال قيادية.