رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المسيح في خان الخليلي».. فنان يتخيل العائلة المقدسة في مصر (صور)

جريدة الدستور

ماذا لو ولد المسيح في مصر وسار في شوارع القاهرة في وقتنا الحالي؟ هذا السؤال راود خيال الفنان الشاب فادي عبد المسيح، الذي يعشق التاريخ القبطي، ويرى فيه فصولًا منسية من ذاكرة المصريين ويحاول إعادتها بما يتقنه وهو فن الجرافيك، حيث يقدم مشروعات من وقت لآخر تقرّب الفن القبطي لرجل الشارع المصري البسيط من خلال الجرافيك، لكن في مشروعه الأخير "رحلة عائلة يهوه شوع مصر" حاول تخيل شكل المسيح والعائلة المقدسة في شوارع مصر، رابطًا فكرته بميلاد السيد المسيح الذي تحتفل به الكنائس الشرقية والأرثوذكسية حول العالم يوم 7 يناير الجاري.

وأوضح فادي في حديثه لـ«الدستور» معنى اسم المشروع، إنه في اللغة العبرية كلمة يهوه شوع و(شع) هو فعل عبري بمعنى يخلص فـ «يهوه شوع» تعني «الله المخلص»، وهو لقب معروف عن السيد المسيح لدى المسيحيين.
أما الصور فجاءت للعائلة المقدسة المكونة من السيدة مريم العذراء، وخطيبها يوسف النجار، والطفل يسوع، وجميعهم يتواجدون في عدة أماكن معروفة وأثرية بمصر القديمة، مثل سيرهم في خان الخليلي، الذي بمجرد رؤيته تعرف سريعًا أنك تتحدث عن مصر، والشوارع القديمة الأثرية بالقاهرة، وهذا بالفعل ما أراد فادي توصيله.
وتخيل فادي صورة أخرى للعائلة المقدسة داخل هيكل أحد الكنائس الأرثوذكسية، مشيرًا إلى أن السيد المسيح في قصته الحقيقية زار هيكل بمدينة أورشليم، لذا تخيل أنه حين يكون في مصر سوف يأتي بالتأكيد لكنائسها، ويدخل لهيكلها المقدس، وأيضًا وهم يسيرون في أحد الممرات الأثرية المؤدية لكنيسة أبو سرجة بمنطقة مصر القديمة.
ويفسر: صورة ثالثة للعائلة المقدسة تسير في الشوارع وتعبر إشارات المرور، وتعيش بشكل طبيعي وسط الناس، وهذه الرسالة التي جاء لأجلها المسيح في الأساس بألا يكون غريبًا عن الناس وأزماتهم ويعيش في برجًا عاجيًا كما تخيله السابق، بل جاء عاديًا مختارًا للفقر المادي بإرادته الحرة، كما يشير فادي.

المشروع ليس الأول لفادي، فقد سبق وانتج مشروعًا يحمل عنوان: "فن الماضي.. جمال مفقود"، تخيل فيه جدران بديلة لجدران الشوارع المصرية، مرسوم عليها صور يعود تاريخها للفن القبطي والبيزنطي، ويهدف إلى القضاء على عشوائية الإعلانات، ودعاية الدروس الخصوصية، التي تشوه الجدران جنبًا إلى جنب مع العبارات المسيئة التي تبعث على نشر حالة من الضيق وعدم الراحة أثناء السير، فتخيل مجموعة صور تزين واجهات العمائر، وتعود للفنون في حقب قديمة لا يعرفها السواد الأعظم من المصريين، وفي مشروع سابق أيضًا، تخيل السيد المسيح في أحد السعف، وأسبوع الآلام وهو يسير في شوارع مصر، ويصنع المعجزات بها.
ويستعد فادي لعدة مشروعات جديدة منها مزج الفن القبطي القائم على البورتريهات مع الإسلامي المعتمد على الزخارف والكتابات العربية التي يمكن دمجها مع الرسومات لإنتاج فنون تجمع بين الثقافة والصورة الجيدة.