رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاطف الطيب: عمي رائد مدرسة الواقع وكاملة أبو ذكري أقرب التلاميذ

عاطف الطيب وابن شقيقه
عاطف الطيب وابن شقيقه

72 عامًا مرت على ميلاد المخرج الكبير، عاطف الطيب، فقد شهد شهر ديسمبر من عام 1947 ميلاد واحد من أهم حكائي الدراما الواقعية، من خلال تقديم الشخصية المصرية بشكل أكثر صدقًا جعلها تعبر إلى قلب المشاهد بسرعة فائقة، ليصبح وبرغم مشواره السينمائي القصير "مخرج البسطاء".

قال عنه الكاتب الكبير بشير الديك، في حوار لـ"الدستور"، إنه لمح في الطيب بذرة مخرج كبير بعد أن شاهد فيلمه الأول بالرغم من عدم تحقيقه نجاح يذكر، وإصابة الطيب بحالة من الإحباط، استطاع الديك أن ينتشله منها ويحققا معًا نجاحا غير مسبوق بدأ من "سواق الأتوبيس"، وانتهى مع آخر لحظة في عمره، قبل أربعة وعشرين سنة في عام 1995، لم يغب فيها عن وجدان المشاهد بأعماله الفنية الخالدة.

"الدستور" التقت ابن شقيق المخرج الكبير، عاطف الطيب، الذي جاء إلى الدنيا بعد وفاة عمه، لكنه يعرف عنه الكثير منذ لحظة ميلاده، أول مرة بمنحه اسمه، وأخيرًا رغبته أن يصبح مخرجًا يشبه عمه في صدقه وواقعيته.

فيما تشبه عمك، وما هي المنحة التي أعطاها لك القدر بعد أن حصلت على اسمه؟

إذا كنت حصلت على اسم عمي في منحة من القدر لا دخل لي فيها، فأنا الآن وبعد أن كبرت ودرست الإخراج في معهد السينما، الذي درس فيه الطيب قبل أكثر من أربعين عاما، أستطيع القول بأنني أشبهه في اتجاهه الواقعي، وأعتقد أن هذا هو الطريق الذي سأسكله في الفترة القادمة.

- سعيد شيمي، بشير الديك، خان، ماذا تعرف عن طبيعة علاقة عمك بالثلاثة، وهل التقيت أحدهم من قبل؟

كانوا أصحابه بدرجة أكثر من عادية، وكتاب سعيد شيمي الذي ألفه محبة في صديق عمره، ويحمل اسم يعبر عن مدى قوة هذه العلاقة، وأذكر لقائي مع شيمي الذي قال إنني أشبهه، وجميعهم تحدثوا معي عن عاطف الطيب المخرج الذي يحب مصر ويقدم موضوعات تعبر عنها.

- محمد ياسين، كاملة أبو ذكري، وغيرهم ممن يمكن أن نقول عنهم تلاميذ الأستاذ، من يشبهه؟

أعتقد أن كاملة أبو ذكري الأقرب إلى شخصية الطيب، خاصة بعد أن قدمت نموذجا حقيقًا للسيدة في المجتمع المصري بمختلف ثقافتها، وعبرت عن مشكلاتها من خلال مسلسلها "سجن النسا".

- صف شعورك عندما وُضعت صورة عاطف الطيب على سور معهد السينما كونه أحد عظماء هذه القلعة الفنية؟

كنت سعيد جدًا، لدرجة أنني ذهبت إلى المعهد في اليوم التالي، والتقطت عدة صور إلى جوار السور الذي يخلد ذكراه، وشعرت بشيء من العظمة ليس لأنه عمي فقط، إنما كونه أحد أكثر المؤثرين في تاريخ السينما المصرية.

- هل نال الطيب التقدير الذي يستحقه؟

لا، وأعتقد أنه جاء دوري في محاولة منحه ما يستحق من تقدير، عندما أصبح مخرجًا أمتلك قدرا أكبر من الأعمال والخبرة.

- كيف يُذكر الطيب داخل المعهد؟

يقولون عنه إنه رائد الواقعية الذي لا ينازعه أحد، حتى أن بعض الأساتذة يفضلونه على المخرج الكبير صلاح أبو سيف، وهو من قرّب واقع الشخصية المصرية على شاشة السينما.

-هل رفض الطيب فكرة إنجاب أطفال أم أن القدر لم يمنحه الفرصة؟

الحقيقة أن القدر لم يمنح زوجته القدرة على الإنجاب، وبدوره رفض الزواج من أخرى نظرًا لحبه الشديد لها، واكتفى بها.

- كيف كانت علاقته بزوجته، وهل صحيح أنها رحلت حزنًا عليه؟

هو رفض الزواج واكتفى بها، وهي اكتفت به وكانت تبادله حبًا مثله، لدرجة أنها لم تكن تتحمل غيابه لأيام بسبب التصوير وتأتي لزيارته في "اللوكيشن"، وبحسب ما رواه والدي أنها رحلت حزنًا عليه، ولم تبقى طويلا بعد أن فارق الحياة.