رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جاليري ضي يحتفي بذكرى ميلاد نجيب محفوظ (صور)

جريدة الدستور

احتفل أتيليه العرب للفنون والثقافة "جاليري ضي" بالذكرى 108 لميلاد نجيب محفوظ، مساء أمس، حيث نظم الأتيليه حفل توقيع كتاب القاص الدكتور زكي سالم، بعنوان "خواطر وتأملات في أحلام نجيب محفوظ الأخيرة"، والصادر مؤخرًا عن دار "صفصافة" للنشر.

أدار الندوة الشاعر محمد حربي، قدم الدكتور زكي سالم مبرراته لكتابة كتابه عن أحلام نجيب محفوظ الأخيرة، والتي حسم انتسابها للروائي الكبير، وهي الأحلام التي نشرتها الشروق بعد رحيل محفوظ، وثار جدل كبير حول حقيقة نسبها لمحفوظ، وقال أنها تعبير عبقري عن آليات وتقنيات محفوظ السردية التي تجمع بين البساطة المتناهية والعمق الكبير في آن.

وقال القاص - الذي رافق محفوظ 30 عامًا- أن الأحلام هي تتمة أحلام فترة النقاهة، التي بدأ محفوظ كتابتها بعد تعافيه من آثار الحادث الإرهابي الذي تعرض له في منتصف التسعينات من القرن الماضي، عندما أقدم أحد المتطرفين الدينيين على طعن محفوظ في رقبته، وهذا ما أثر على قدرة الكاتب على الكتابة.

وتابع قائلا: "إن محفوظ عندما استعاد قدرته على الكتابة، قدم سرده القصير على مدى عشر سنوات، وهي مدة أطول من التي كتب فيها رائعته "الثلاثية"، التي كتبها من نص واحد في خمس سنوات، وتعطل نشرها؛ لأن ناشرها عبد الحميد جوده السحار رأى صعوبة نشرها في كتاب واحد"، لافتًا: "إلا أنه عاد للاهتمام بها بعد أن نشر محفوظ أجزاءً منها في الصحف، فقرر السحار نشرها على أن تكون في أجزاء وهو ما وافق عليه محفوظ، وقسمها إلى ثلاثة روايات هي: قصر الشوق والسكرية وبين القصرين، ولم يختصر منها حرفًا واحدًا ولم يضف إليها حرفًا".

وقال سالم أن الجهد الكبير في "الثلاثية"، والتي قرأت سيرة مصر خلال ثورة 1919، وما بعدها أقل بكثير من الجهد الذي بذله محفوظ في سرد التاريخ الشخصي له، والعام لمصر في أحلام فترة النقاهة والأحلام الأخيرة.

وأكد صديق محفوظ أن نص الأحلام، يربط بين الواقع والحلم، وأنه يقدم صورة دقيقة على قدرة محفوظ على التجريب الفني واللغوي وابتكار شكل سردي، يحمل روح القصة القصيرة وقصيدة النثر معا، ويكشف نص الأحلام قدرة محفوظ على تكثيف السرد القصصي، بحيث يقدم في حلم من سطرين قصة مكتملة الأركان، مشيرًا إلى أن محفوظ لم يقدم أحلامًا عبثية بل قدم صورة الواقع على شكل الأحلام الكاشفة لما نعيشه، وما يتوقعه محفوظ أو يتنبأ به، وقد نجح في تقديم سيرة مصر منذ محمد علي حتى الوقت الراهن.

وقال سالم أنه لجأ في كتابه إلى تقنية شرح النصوص، كما يحدث في نصوص كبار المتصوفة لاحساسه بأن الشباب الذين لم يعيشوا أيام محفوظ، والتواريخ التي يرويها بحاجة إلى شروح توضح النص مؤكدًا أنه لا يقدم تفسيرًا نهائيًا لما كتبه محفوظ.

فيما أشار الدكتور سالم إلى أن نجيب محفوظ جمع في سرده على مدى السنوات الطويلة، وفي سرده العبقري في الأحلام صورة مصر وشخصيتها الحقيقية، بحيث يصعب على أي دارس يريد أن يعرف الصوت الحقيقي لشخصية مصر، أن يبتعد عن النص المحفوظي.

وتابع قائلا: "إن من ملامح شخصية محفوظ أنه تأثر بسلامة موسى الذي بشر بالكتابة الاشتراكية في مصر، لكنه تأثر أيضا بأستاذه الشيخ مصطفى عبد الرازق، الذي كان يدرس له الفلسفة في الجامعة٬ ولذلك لم يتنكر محفوظ للقيم الروحية المصرية في الوقت الذي كان يبشر فيه بالعلم والحرية".