رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفيرة مصرية فى الأجواء العالمية


اتصل بى أحد الأصدقاء العاملين بدولة الإمارات العربية الشقيقة منذ عدة أيام وأخبرنى بأنه كان فى مأمورية عمل بفرنسا، حيث استقل طائرة الخطوط الجوية الإماراتية من مطار دبى ومعه زوجته فى طريقهما إلى باريس، وكانت تلك الطائرة من أحدث وأكبر طرازات طائرات الركاب فى العالم، وهى من طراز إيرباص ٣٨٠، حيث كانت تقل ٦١٨ راكبًا معظمهم من دول أوروبية.

جلس الجميع فى مقاعدهم وكان البعض منشغلًا بالقراءة والآخر بالطعام وبمشاهدة أحد الأفلام حتى جاء صوت ناعم وأنيق وصارم «سيداتى سادتى.. صباح الخير.. اسمى نيفين درويش.. أنا من مصر.. وسوف أكون القائد لهذه الرحلة».

كررت هذا النداء بوضوح وبلغة إنجليزية واضحة وسليمة جعلت جميع الركاب فى حالة ترقب واندهاش، والبعض منهم انتابته حالة من القلق.. الأمر الذى جعلنى أستوقف إحدى المضيفات وأسألها هل قائد الرحلة سيدة فعلًا؟ فأجابت بابتسامة جميلة: «نعم سيدة مصرية» ومنذ تلك اللحظة وجميع ركاب الطائرة يطلبون رؤيتها ومصافحتها، خاصة أن الرحلة سوف تستغرق سبع ساعات، ولقد شعرت بالفخر والاعتزاز بأن من تقود تلك الطائرة مواطنة مصرية تعتز بمصريتها، وتعلن ذلك عدة مرات أثناء الرحلة.. وكأننى كنت أريد أن يعرف الجميع أننى وزوجتى أيضًا مصريا الجنسية.

وعندما شعر معظم طاقم الضيافة برغبة الركاب فى رؤية قائدة الرحلة وتم نقل تلك الرغبة إليها، فوجئنا بسيدة أنيقة ترتدى بدلة القيادة بشكل احترافى وتبتسم للجميع بتواضع وثقة وفخر، وهنا قام جميع الركاب بتحيتها والتصفيق المتواصل لها لعدة دقائق، وبالرغم من أننا كنا على ارتفاع أربعين ألف قدم، إلا أننى تخيلت أن هذا التصفيق والتحية قد وصل إلى الدولة التى كانت الطائرة فوقها فى هذا التوقيت.. كان الجميع ينظر إليها باندهاش وإعجاب، وقامت زوجتى بتحيتها ومعانقتها بكل فخر واعتزاز وتطلب أن تلتقط صورة معها.. وكان هذا أيضًا مطلب جميع ركاب الطائرة بمختلف جنسياتهم.

إنها كابتن نيفين درويش، التى تعمل بشركة طيران الإمارات العربية منذ ١٢ عامًا وقامت بأكثر من ١٥٠٠ رحلة جوية نقلت خلالها ما يزيد على نصف مليون راكب وتطير إلى جميع أرجاء العالم بتلك الطائرة العملاقة ما بين أوروبا وآسيا وأستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الشمالية والجنوبية وكندا وجنوب إفريقيا.

وصلت الطائرة إلى مطار باريس وكان هبوطًا رائعًا استحقت عليه تحية ركاب الرحلة مرة أخرى، والتقطوا معها العديد من الصور التذكارية، وهى لم تبد أى انزعاج أو ضيق.

ويضيف هذا الصديق أنه عند عودته إلى دبى وسؤاله عن الكابتن نيفين درويش علم أنها تحظى بشعبية جارفة بمطار دبى، بل وبين السفارات والجاليات الأجنبية والعربية الموجودة بدولة الإمارات، وأن هناك العديد من المقالات التى كتبت عنها بمختلف اللغات، بما فيها اللغات الصينية واليابانية والروسية، ومن بين تلك الإشادات مقال للدكتور أسامة الأزهرى يهنئها فيه بقيادة أكبر طائرة فى العالم.. بل لقد وصل الأمر إلى أنه تم تصميم جونلة للسيدات تعرض فى أكبر محلات دبى باسم «جونلة نيفين درويش».

إنها أحد النماذج المصرية المشرفة التى سمعت عنها وتواصلت معها لاستئذانها فى كتابة هذا المقال وأنا فخور بها، فهى بالفعل خير سفير لنا عبر الأجواء العالمية وأيضًا فى جميع الدول التى تسافر إليها.

أتمنى أن تكون الكابتن نيفين درويش ضيفة على أحد المؤتمرات التى تقام تحت رعاية الوزيرة الفاضلة السفيرة نبيلة مكرم لتتحدث أمام شبابنا وفتياتنا عن رحلة كفاحها التى أوصلتها لتقود أكبر طائرة ركاب فى العالم، وتعلن على كل رحلة من رحلاتها أنها «مصرية الجنسية وأفتخر بذلك.. وتحيا مصر....».