رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملعون أبو حكمتهم وتنظيرهم


آهٍ منك أيتها الشرطة التى ألقيتِ آلاف المنشورات الإرهابية على السلميين البرءاء من قاطعى طريق رابعة، وكم كان جبروتك عندما طلبتِ منهم مغادرة مكان قطع الطريق بأمان، ما هذا العنف المفرط؟ ألا يوجد من أهاليكم أيتها الشرطة قاطع طريق سلمى؟

فلتصبر معى عزيزى القارئ ولتلتمس لى العذر، فإن عباراتى فى هذه المقالة ستكون حادة نوعاً ما، فأنا فى الحقيقة لا أحب أنصاف الحلول، ولا أحب من يمسك العصا من المنتصف، الذى يمسك العصا من المنتصف هو من يحب الرقص، كما أننى لا أحب تلك الكائنات اللزجة التى تخرج علينا بين الحين والحين لتتحدث حديثاً ناعماً يبدو فى ظاهره أنه حديث العقل والتنظير وكأنهم حكماء عصرهم، وهو فى حقيقته حديث الحية الرقطاء الناعمة، أحدهم يظهر على الشاشة وهو يتحدث عن حقوق إنسان، وعن فض اعتصام رابعة بالعنف، وكأنه كان يعيش على كوكب آخر حين قام أولئك البربر باحتلال إشارة رابعة وقطعوا الطريق وأتلفوا الممتلكات العامة وخطفوا مواطنين وعذبوهم، وقتلوا من قتلوا، وخطفوا ضابط شرطة وعذبوه، وحملوا أسلحة، وصعدوا على منصتهم ليكفروا المجتمع كله، ويكون حديثهم حديث التكفير والتهديد والترويع، فإذا بنا نلمح أحدهم وقد عبس وبسر وأرغى وأزبد وهو يقول وكأنه الفهامة الألمعى: لقد كان من قطعوا الطريق وأتلفوا الممتلكات العامة سلميين، وآية ذلك أنه لم يعثر على أسلحة لديهم إلا القليل!!.

لم يعثر على أسلحة لديهم إلا القليل، هذا والله شىء حسن، إذاً مفهوم السلمية هو الأسلحة القليلة الخفيفة، وبالتالى لا يجوز للشرطة فضهم بالقوة، فإذا أطلقوا على الشرطة الرصاص وقتلوا منهم وأصابوا منهم فيجب على الشرطة أن تراعى حقوق الإنسان الإرهابى وتوجه اللوم الشديد للضباط المقتولين والجنود الغلابة الذين لم يكن لهم أى خيار آخر لأنهم تجاسروا وتجرأوا ووقفوا أمام رصاص الإرهابيين السلميين، ثم كان من المفترض أن «يختشى» القتيل على دمه فيحبس دمه حتى لا يسيل فيؤذى مشاعر الإرهابيين السلميين الذين يحملون أسلحة قليلة لا توجب الفض بالقوة، أليست فى قلوبكم رحمة يا رجال الشرطة؟!.

وكان من المؤذى لمشاعر الإرهابيين السلميين أن منعتهم الشرطة من احتلال مطلع كوبرى أكتوبر من ناحية مدينة نصر، وكيف تمنعهم من احتلال مطالع الكبارى وهم أهل السلمية ودعاتها، ألم يسكبوا على مطلع كوبرى المطار من ناحية مدينة نصر الزيت مما سبب خطراً كبيراً للسيارات غير السلمية، فكيف تقوم الشرطة بواجبها، فإذا قامت بواجبها كان ولابد للسلميين أن يقتلوا النقيب شريف برصاصة من قناص إخوانى فى رأسه، ذلك أنه أراد أن يمنع حقوق الكائن الإخوانى السلمى فى التخريب وإطلاق الرصاص.

لا والله! ونعم السلمية! أكرم بها وأنعم يا أصحابى، هيا بنا نحفر الطريق، هذه سلمية بلا شك، هيا بنا نحتل مدرسة ونحولها إلى مرتع للماشية، تلك سلمية بالأكيد! هيا بنا نفتش الرائح والغادى من المارة ومن السكان ونجعل من أنفسنا سلطة عامة ونجعل المنطقة كلها خاضعة لقانون طوارئ خاص، ونبيت فى مداخل العمارات ونقضى حاجتنا فى الطريق العام ونستحضر الأطفال الصغار الذين يستقبلون الحياة ونكتب على ملابسهم مشروع شهيد ونعطيهم الأكفان، أليست كل هذه المظاهر سلمية بنت سلمية، دعك طبعاً مما تعرفه ويعرفه الجميع أن التعذيب والقتل كان دائراً داخل هذه التجمعات لكل من يشكَّون فى أمره، ولكنه القتل السلمى، ألم تسمعهم حضرتك وهم يقولون «شجرة الإسلام لا يرويها إلا الدم» إذن من الطبيعى أن تسيل الدماء بشكل سلمى! ألم يقل أحدهم: «سنقاتل حضارتكم الفاجرة» طبعاً القتال سيكون سلمياً! وبسلمية تامة قال أحدهم وهو يمضغ الكلام كما يمضغون القات: «الإرهاب سيتوقف فى سيناء فى اللحظة التى سيعدل فيها السيسى عن الانقلاب» هو طبعاً يقصد الإرهاب السلمى الذى كان دائراً ولا يزال فى سيناء، وهو يقصد أيضاً ذلك الانقلاب الذى خرجت له الملايين المملينة فى الشارع لتطالب بسقوط الإخوان، ولأنه على غير هوى الإخوان فهو انقلاب غير سلمى!!.

آهٍ منك أيتها الشرطة التى ألقيتِ آلاف المنشورات الإرهابية على السلميين البرءاء من قاطعى طريق رابعة، وكم كان جبروتك عندما طلبتِ منهم مغادرة مكان قطع الطريق بأمان، ما هذا العنف المفرط؟ ألا يوجد من أهاليكم أيتها الشرطة قاطع طريق سلمى؟ أليس لكم «إخوات إرهابيين»؟ ثم كانت الطامة الكبرى يوم فض الاعتصام، لقد وصلت القسوة منكم إلى حدها الأعلى لدرجة أنكم يا رجال الشرطة طلبتم عبر مكبرات الصوت فض الاعتصام وليذهب كل واحد من المعتصمين إلى حال سبيله إلا من صدرت ضدهم أوامر بالقبض من النيابة، ساعتها، وألف آهٍ من ساعتها، أصر السلميون الصادر ضدهم قرارات القبض على الاستمرار فى الاعتصام، وأخذوا يصيحون إننا نطلب الشهادة، سنضع أجسادنا أمام المدرعات، اقتلوا منا من تريدون، نحن فداء للإسلام، ثم سرعان ما أخرجوا الجثث المكفنة وألقوها على قارعة الطريق، ولكن انتظر، لدينا هنا معضلة، جماعة الإخوان الإرهابية السلمية كانت تقول إن قتلاها شهداء وإنها لا تكفن شهدائها، فكيف تم تكفين هذه الجثامين، ولماذا؟ هل هم من الذين قتلتهم الجماعة السلمية؟ فهم عندهم ليسوا شهداء! لا طبعاً المسألة فيها سر آخر فإنك لا تعلم أيها القارئ أن هذه الجثامين كانت لمن قتلتهم الشرطة حالاً، كانت الرصاصة تخرج من الشرطى وهى تحمل معها الكفن، فتقوم بقتل الأخ ثم تقوم بتكفينه فوراً.

وبعد المناشدات والمكبرات الصوتية والرجاء الذى تم على مدار عدة أيام بل أسابيع من كل مؤسسات المجتمع، يقع قتلى من الشرطة اثنان وأربعون، ومن الإرهابيين السلميين فى كل من رابعة والنهضة مائة وعشرون، ولكن لأن الواحد من السلميين الإرهابيين بألف مما تعدون لذلك تحول عدد قتلاهم إلى بضعة آلاف يصعب حصرهم وعدهم! أليست جماعتهم ربانية؟! ومن الآيات الإلهية التى أرسلها لنا الله ولكننا لفرط جحودنا لم نرها هى أن عضو مكتب الإرشاد مصطفى الغنيمى كان قد استشهد فى أحداث رابعة وفقاً لما أعلنته الجماعة، إلا أن الشرطة الغادرة الآثمة قامت باعتقاله وهو مختبئ بعد استشهاده بعدة أيام، ونفس الشىء فعلته مع الشهيد حسام أبو البخارى، يا لها من شرطة متغولة فى القوة متوغلة فيها، هل وصلت بهم القوة المفرطة لحد أن تقوم باعتقال الشهداء!!.

ومن بعد ذلك كله يقول فلاسفة حقوق الإنسان الإرهابى وهم يدَّعون الحكمة: لقد تم فض اعتصام رابعة بقوة مفرطة حدث فيها اعتداء على حقوق الإنسان، ملعون أبو حكمتهم، وملعون من يدعى أن الإرهاب له حقوق، الحقوق أيها التلاميذ البلداء الأغبياء هى لمن يحترم القانون أما من حمل السلاح واعتدى على المواطنين فلا حقوق له، صحيح كم الجرائم ترتكب باسمك يا أيتها الحكمة، انتظرونى فى المقالة القادمة أحدثكم عن الكائنات التى تضع رءوسها فى الرمال وهى تقول: «الحمد لله، تنظيم الإخوان طلع تنظيم ضعيف واستطاعت الشرطة القضاء عليه وتقليم أظافره أما الذين يتحدثون معنا عن وجود تنظيم خاص للجماعة وأنه يعمل تحت الأرض ويعيد تكوين صفوفه فأولئك هم من عملاء الإخوان ومطلوب منهم أن يخوفونا»، خافت عليكم حيطة منك له.

■ قيادى منشق عن جماعة الإخوان المسلمين