رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قس إنجيلى إلى الرئيس أوباما «2-2»


سيادة الرئيس باراك حسين أوباما .. تحية طيبة وبعد..

ذكرت لك فى رسالتى السابقة أنك الرئيس الرابع والأربعين فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وأنك أول رئيس أسود يدخل البيت الأبيض، وأنك تجرعت مرارة التمييز فى طفولتك من البيض بسبب لون بشرتك، وتعجبت من مساندتك لجماعة الإخوان المسلمين التى مارست العنف والإرهاب، والتمييز بامتياز ضد شركاء الوطن وضد المرأة والمسيحيين،ونقلت لك بعضا مما كتبه حسن البنا -مؤسس الجماعة- عن المرأة، واليوم دعنى أستكمل حديثى.. حين طلب عميد كلية التجارة حمدى بك تعيين أربع طالبات فى وظائف الدولة، استنكرت مجلة النذير – مجلة الإخوان المسلمين - واستعملت الإيحاءات الجنسية فى ردها فقالت فى العدد 20 بتاريخ 15 جمادى الأولى ص 23 :«إن كل واحدة من هؤلاء المتخرجات إذا لم تعثر على الجليل فهى فى وظيفتها لن تعدم الخليل!!» ويعقب حسن البنا على طلب الآنسة نعيمة الأيوبى للعمل كمحامية وفاطمة فهمى للتقدم لمدرسة الهندسة بقوله: «للمرأة وظيفة فى الحياة وهى المنزل، وليس من النافع أن تشارك الرجال فيما يقومون به من الأعمال» «مجلة الإخوان المسلمين العدد 8 ص 19» ويقول أيضاً ليست المرأة فى حاجة إلى التبحر فى اللغات المختلفة، وليست فى حاجة إلى الدراسات الفنية الخاصة، إن المرأة للمنزل أولاً وأخيراً، وليست المرأة فى حاجة إلى التبحر فى دراسة الحقوق والقوانين» حسن البنا كتاب المرأة المسلمة - دار الكتب السلفية»، ويعقب حسن البنا على مشروع دخول البنات جامعة الأزهر بقوله «لا يجيز الدين للمرأة أن تكون بين طلبة الأزهر، بل لابد من الفصل بين المتعلمات والمتعلمين فصلاً لايمكن كلا الصنفين من الاتصال بالآخر، حتى ولا فى حدائق المعاهد وأفنيتها».كما يشجع حسن البنا تعدد الزوجات وفى مجلة الإخوان المسلمين العدد 13 لسنة 1944 يقدم مبرراً مدهشاً وعجيباً فيقول: «إن خيراً للمرأة وأقرب إلى العدالة الاجتماعية والإنصاف فى المجتمع أن تستمتع كل زوجة بربع رجل أوثلثه أونصفه من أن تستمتع زوجة واحدة برجل كامل وإلى جانبها واحدة أو اثنتان أو ثلاث لا يجدن شيئا.. سيادة الرئيس أوباما هذه بعض أفكار جماعة الإخوان المسلمين التى تساندها أنت وإدارتك، فهل من المعقول أن تساند جماعة تمارس التمييز على أساس الجنس وأنت ذاتك قد عانيت التمييز على أساس اللون؟! وكذلك يا سيادة الرئيس فإن جماعة الإخوان المسلمين لا تؤمن بالمواطنة ففى نهاية التسعينيات من القرن الماضى، طالب المرشد العام «الخامس» للجماعة مصطفى مشهور، بعدم دخول المواطنين المسيحيين الجيش، على أن يدفعوا الجزية، وكانت حجته فى ذلك أن المسيحيين فى حالة قيام حرب بين مصر ودولة أخرى يدين سكانها بالمسيحية فإنهم سيتعاونون مع الدولة الأخرى بسبب اتفاق الدين!! ولجماعة الإخوان موقف سلبى من الكنائس، ولهم فتوى شهيرة دعنى أسردها لك يا سيادة الرئيس لعلك تفهم حقيقة هذه الجماعة التى تدعمها، فقد نشرت مجلة «الدعوة» فى إصدارها الثانى فى العدد رقم 56 والصادر فى شهر ديسمبر عام 1980 إجابة أحد كبار مشايخ الإخوان عن سؤال حول حكم بناء الكنائس فى ديار الإسلام فقال سيادته ما نصه: «إن حكم بناء تلك الأشياء – على حد تعبيره – فى ديار الإسلام على ثلاثة أقسام: الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة، والثانى ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية وهذه أيضا لا يجوز بناء هذه «الأشياء» فيها – بل إن الشيخ يؤكد أن بعض العلماء طالب بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين – والقسم الثالث ما فتح صلحا بين المسلمين وبين سكانه والمختار هو إبقاء ما وجد فيها من كنائس وبيع على ما هى عليه فى وقت الفتح على أن يمنع بناء أو إعادة ما تهدم منها». والمحصلة النهائية المستخلصة من فتوى الإخوان هى حتمية غياب الكنائس فى ديار الإسلام ويترتب على ذلك منطقيا أنه لا مكان لغير المسلمين فى مصر، فالشيخ ينهى فتواه مشددا بوضوح على أنه لا يجوز إحداث كنيسة فى ديار الإسلام.

يا سيادة الرئيس لقد أتيت إلى مصر وألقيت خطابا تاريخيا فى جامعة القاهرة ظهر الخميس 4/6/2009 وتحدثت عن حقوق المرأة فقلت: إن البلدان التى تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هى غالباً بلدان تتمتع بقدر أكبر من الرفاهية, وقلت أيضا: أنا أحترم كل امرأة تختار ممارسة دور تقليدى فى حياتها ولكن هذا الخيار ينبغى أن يكون للمرأة نفسها، لذلك يا سيادة الرئيس ليس من الاتساق مع الذات أن تساند جماعة تمارس التمييز ضد المرأة بهذا الشكل، وبشأن الحرية الدينية ذكرت فى خطابك: إن الحرية الدينية هى الحرية الأساسية التى تمكن الشعوب من التعايش لذا يجب علينا دائماً أن نفحص الأساليب التى نتبعها لحماية هذه الحرية، وقلت أيضا: يجب على الحكام أن يحترموا حقوق الأقليات وأن التعددية الدينية هى ثروة يجب الحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك المسيحيين فى مصر وكذلك يجب إصلاح خطوط الانفصال فى أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنة والشيعة قد أدى إلى أمر مأساوى، هذا ما ذكرته فى خطابك يا سيادة الرئيس، فقل لى كيف تساند جماعة إرهابية قتلت الشيعة واعتدت على الكنائس؟ يا سيادة الرئيس أنت أخطأت مع إدارتك الأمريكية خطأ فادحا عندما ساندتم هؤلاء المتطرفين، ولأنك عانيت التمييز كان من دواعى الاتساق مع الذات أن تقاوم من يمارسون التمييز، وختاما تقبل تحياتى.

■ راعى الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف – شبرا مصر

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.