رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البنادق المستأجرة.. جرائم محمد حسان والحوينى والقرضاوى فى سوريا

جريدة الدستور

لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، ولكننا نُلدغ كل مرة من الأفاعى ولا نتعلم، كأن لدغات الأفاعى أصبحت قدرنا الذى لا مفر منه.
كان درس إرسال أبنائنا لما سمى بالجهاد فى أفغانستان قاسيًا.
لقد تم تغييب الشباب هناك، فلقد صنع الخونة من الشباب المغيب «بنادق مستأجرة»، تصوب رصاصاتها نحو وطنها وأمتها ودينها وشعوبها، وكانت حقبة التسعينيات الدامية فى مصر والجزائر.
وبعد ٢٥ يناير ٢٠١١، أعاد «أفاعى الإسلام السياسى»، بقيادة الإخوان، تنفيذ مخطط إرسال الشباب إلى «مصيدة الموت» فى سوريا، تحت مسمى الجهاد، وكأننا لم نتعلم الدرس.
فى هذا الكتاب نفضح مخطط هؤلاء الخونة.. فلتصبر معى على القراءة.


الملفق


فى أيام ١٣ و١٤ و١٥ يونيو ٢٠١٣، عقدت جماعة الإخوان مؤتمرًا فى أحد فنادق مصر الجديدة، باسم «موقف علماء الأمة تجاه القضية السورية»، وخرج الشيخ محمد حسان ليعلن البيان الختامى، متضمنًا: «وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا فى سوريا، بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة، وما من شأنه إنقاذ الشعب السورى من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفى، ووجوب العمل على وحدة المسلمين عمومًا فى مواجهة هذه الجرائم، واتخاذ الموقف».
كان لمحمد حسان دور البطولة بدموعه الغزيرة، وبكائه المنهمر على لحيته، ونشيجه المتقطع، وبكلماته المؤثرة، وقراءته البيان الختامى للمؤتمر.. لذا وجب أن نتوقف عنده مليًا لنزيل الغشاوة عن أعين الناس؛ ليروا حقيقته العلمية، ونكشف أكذوبة حصوله على درجة الدكتوراه.
فهو من مواليد ٨ أبريل ١٩٦٢، حصل على البكالوريوس من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ولم يدرس بالأزهر أو يتخرج فى إحدى كلياته.
فى أبريل ٢٠١٢، استأجر الشيخ محمد حسان إحدى قاعات كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر ليناقش فيها رسالته العلمية، المقدمة بعنوان «منهج النبى فى دعوة الآخر»، وناقشته اللجنة العلمية المشرفة على الرسالة فى أطروحته العلمية والمنهجية، وقررت منحه درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الجامعة الأمريكية بلندن.
وأشرف على رسالته الدكتور صابر طه، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، وتشكلت لجنة المناقشة من الدكتور محمد العدوى، الأستاذ بالجامعة، والدكتور طلعت عفيفى، عميد كلية الدعوة سابقًا (وزير أوقاف الإخوان)، والدكتور محسن عبدالواحد، عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة.
وتتضح أكذوبة هذه الدكتوراه من الآتى:
■ لم يحصل بعد درجة بكالوريوس الإعلام على أى دبلومة عليا من إحدى كليات الأزهر الشريف أو من غيره.
■ لم يحصل على درجة الماجستير «التخصص»، وهى الدرجة العلمية التى تسبق الدكتوراه «العالمية».
■ الجامعة التى منحته درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف هى «الجامعة الأمريكية فى لندن» (بالإنجليزية: American University in London)، وهى، كما عرّفتها ويكيبيديا، جامعة غير هادفة للربح، وغير معتمدة وغير معترف بها، وشهاداتها غير معترف بها داخل مدينة لندن نفسها، ويُحذّر عددٌ من الهيئات الأمريكية للتعليم العالى منها، وتصفها بـ«طاحونة شهادات»، ولم تضعها السفارة الأمريكية فى لندن فى قائمة الجامعات والكليات «الأمريكية» فى بريطانيا.
■ ذكر اسم الجامعة فقط ولم يذكر اسم الكلية أو اسم القسم اللذين منحاه الدرجة العلمية.
■ عدم أكاديمية الرسالة، حيث ذكر ممثل الجامعة أن الرسالة قصد بها الباحث ألا تكون أكاديمية حتى يقرأها العامة والجميع.
■ لجنة التحكيم، هو الذى اختارهم بنفسه من الذين يظهرون فى قناته «الرحمة».
■ لم تكن هناك مناقشة علمية للرسالة التى لم تكن أكاديمية، وإنما كانت المناقشة كلها وصلة مدح مفرطة لمحمد حسان.
■ الجامعة المذكورة ليست معادلة من جامعة الأزهر، وكانت الرسالة من باب «تعليم خاص مفتوح».
■ طالب الدكتور عبدالله النجار بإخضاع من حصلوا على درجات الماجستير والدكتوراه، خلال فترة حكم الإخوان، لاختبارات الأزهر الشريف، للفصل فى مدى أحقيتهم فى الحصول على هذه الدرجات العلمية، وقال إنه فوجئ خلال حكم الإخوان المسلمين بحصول الكثيرين على شهادات الدكتوراه، رغم عدم فقههم فى أى شىء يخص الشريعة الإسلامية، وبعضهم يتمتع بشهرة إعلامية، وكانت طريقتهم فى الحصول على هذه الدرجات بأن يأتوا بأساتذة من خارج جامعة الأزهر، ويقوم الإخوان والتابعون لهم بتأجير إحدى القاعات التابعة لجامعة الأزهر، وتتم فيها مناقشة الدكتوراه داخل أسوار الجامعة، وبذلك يقال إنها دكتوراه من جامعة الأزهر، منوهًا إلى أنه يثق تمامًا فى أنه فى حال خضوعهم لامتحانات الأزهر ستظهر عوراتهم.. وتحفظ «النجار» على ذكر أسماء المتورطين فى تلك الرسائل، إلا أنه اكتفى بذكر مثال يخص الشيخ محمد حسان، الداعية السلفى، الذى حصل على درجة الدكتوراه فى الشريعة بالأزهر، ومحمد الصغير، وخالد عمر.
إذا كان محمد حسان فعل كل ذلك من أجل الحصول على دكتوراه غير معترف بها أكاديميًا أو علميًا (دكتوراه وهمية) فهو مفتقد للأمانة العلمية، ويعد فعله ذلك تدليسًا وتزويرًا وإفسادًا فى الأرض، وبالتالى فهو مفتقد للمؤهل الشرعى.
وهل بعد هذا يصح أن يُفتى محمد حسان فى دماء ملايين السوريين بكل يسر وأريحية وهو غير المؤهل علميًا لذلك؟


النصاب


أبوإسحاق الحوينى، هو أحد أشهر دعاة الدعوة السلفية حاليًا، ومن الذين رعوا المؤتمر ووقّعوا على بيان فبراير ٢٠١٢.
هو القائل: «النظام فى سوريا كافر بمعنى الكلمة ليس لديه رحمة»، وتأثر به الذين ذهبوا إلى سوريا وطبقوا رؤيته اللصوصية للجهاد فى سبيل الله، لذا يجب أن نقف أيضًا ونبين ضحالة علمه وأكذوبته العلمية.
اسمه الحقيقى حجازى محمد يوسف شريف، وولد بقرية حوين، بمحافظة كفرالشيخ، بدلتا مصر.
كنّى نفسه فى بادئ أمره بـ«أبى الفضل»، ولما لم يلق الذيوع، كنى نفسه بـ«أبى إسحاق»، وأضاف إليه الحوينى لتشعر بأنك أمام اسم فخم ضخم رنّان، يظن من يسمع هذا الاسم لأول وهله أنه لواحد من الصحابة أو التابعين أو واحد من علماء خير القرون.
الحوينى ليس له علاقة بالأزهر الشريف، ولم يلتحق بمعاهد الأزهر أو معاهد إعداد الدعاة، ولم يلتحق بكلية أصول الدين أو غيرها من كليات العلوم الشرعية، فهو خريج كلية الألسن، قسم اللغة الإسبانية، وحصّل العلم عن طريق جلسات متناثرة، وعلى يد مشايخ مختلفين.. ونناقش تحصيله العلمى كما ذكره هو على موقعه الرسمى.
يقول الحوينى:
«إننا فى زمن الجهاد.. والجهاد فى سبيل الله متعة كان الصحابة يتسابقون عليه..
هو الفقر اللى إحنا فيه ده مش بسبب تركنا للجهاد؟.
مش لو كنا كل سنة نغزو مرة ولا اثنين ولا ثلاثة.. مش كان هيسلم ناس كتير فى الأرض..
واللى يرفض هذه الدعوة سنقاتلهم ونأخذ أموالهم ونسوانهم وأولادهم، وكل ده حلول، وكل مجاهد سيرجع من الجهاد وجيبه مليان ومعاه ٢ أو ٣ شُحطة (رجال) و٣ أو ٤ نسوان و٣ أو ٤ أولاد، واضرب كل رأس ٤٠٠ دينار، وكل ما يتعذر يأخذ رأس يبيعها ويحل بها زنقته.
وهذه النوعية من الربح أفضل من التجارة والصناعة».
وفضّل الشيخ طريقة الغزو والغنائم المالية والبشرية على التجارة والصناعة، وعقد الصفقات، قائلًا:
«لو رايح علشان تعمل صفقة عمرك ما هتعمل الأموال دى».
وقال: «وكل ما الواحد يتعذر ياخد رأس يبيعها ويفك أزمته ويبقاله الغلبة».
وأكد «الحوينى» أن من يهاجمون هذا الطرح يستحقون القتال، ليلاقوا نفس مصير من يتم أسره بعد الغزوات، قائلًا:
«واللى يرفض هذه الدعوة نقاتله وناخدوا أسير وناخد أموالهم ونساءهم وكل دى عبارة عن فلوس».
هذه هى النظرة اللصوصية للجهاد فى سبيل الله، الذى شُرع لحماية البلاد والعباد من العدوان، فى نظره المجاهدون هم مجموعة من اللصوص باسم الدين.
من هنا نعلم لماذا اختاره الإخوان ليتصدر المشهد؟، ولماذا اختار هو قطر بعد ثورة ٣٠ يونيو للاستشفاء بها؟
وهناك حاضر فى قطر، وهاجم القضاء المصرى، قائلًا: «هو أنا لسه مستنى أرفع أمر من يطعن فى كتب السلف للقضاء».
هذا الرجل لا يحترم دولة القانون، وهذا الكلام تحريض على العنف والإرهاب، واستخدام القتل فى مواجهة الخصوم، ونطقه به من قطر معناه خطير لو تعلمون.


الكاهن


يوسف القرضاوى هو حامل صكوك الشرعية لأفعال الإخوان، حتى ولو كانت الرأى وضده، فمن قصره العامر فى الدوحة على مرمى حجر من قاعدة «العديد» الأمريكية، وعلى بُعد خطوة من سفارة إسرائيل فى الدوحة، يصدر فتوى تسمح للمسلم الأمريكى بالانضمام للجيش الأمريكى لمحاربة المسلمين والعرب فى أفغانستان والعراق، قائلًا:
«الخلاصة أنه لا بأس- إن شاء الله- على العسكريين المسلمين من المشاركة فى القتال فى المعارك المتوقعة ضد من (يُظَنُّ) أنهم يمارسون الإرهاب أو يؤون الممارسين له، ويتيحون لهم فرص التدريب والانطلاق من بلادهم، مع استصحاب النية الصحيحة على النحو الذى أوضحناه، دفعًا لأى شبهة قد تلحق بهم فى ولائهم لأوطانهم، ومنعًا للضرر الغالب على الظن وقوعه، وإعمالًا للقواعد الشرعية التى تنص على أن الضرورات تبيح المحظورات، وتوجب تحمل الضرر الأخف لدفع الضرر الأشد، والله تعالى أعلم وأحكم».
ويلحقها بفتوى تكميلية، يطلب فيها من المسلم العربى أن يقاتل المسلم الأمريكى، بل ويعتبر القتال «فرض عين»، فهو مفتٍ حسب الطلب، يفعل ما يفتى به، ففى حلقة من برنامج «الشريعة والحياة»، الذى تبثه محطة «الجزيرة»، طلب أحد المشاهدين منه ومن الشيوخ عدم الاكتفاء بإصدار الفتاوى وإنما التوجه بأنفسهم إلى بغداد، فرد القرضاوى ساخرًا: «يعنى علشان أمريكا تقتلنا كلنا دفعة واحدة.. تقتل شيوخ وأئمة الأمة».
لا تعجب من تناقضات القرضاوى، فهو الوجه الحقيقى للإخوان.. شرب من بئر حسن البنا المسمومة حتى ارتوى، وتدرج فى معبدهم حتى صار كاهنهم الأكبر.
ولكى نفهم ما قاله فى المؤتمر المشبوه: «إننا سنحتفل قريبًا بسقوط جيش سوريا، وسنصلى فى المسجد الأموى إن شاء الله»، ونفهم فتواه المؤرخة ٨ أغسطس ٢٠١٤، القائل فيها: «لا ضرورة ولا واجب شرعى لفتح باب الجهاد فى فلسطين حاليًا، لأنّ الله يختبر صبر المرابطين فى الأراضى المقدّسة، وعلى شباب المسلمين تركيز جهودهم على الجهاد فى سوريا لتحريرها من ظلم بشّار الأسد وطغيانه»- يجب أن نعود إلى أسماء بن قادة، زوجته الثانية، التى كشفت وجهه الحقيقى بعد انفصالها عنه، وتحدثت عن أسرار كثيرة، مثل علاقاته ولقاءاته السرية مع الموساد الإسرائيلى، وزيارته تل أبيب أوائل عام ٢٠١٠، وأنه يتحدث العبرية نطقًا وكتابة.
وهذه العلاقات السرية جعلت أمير قطر يتمسك به، لاستغلال موقعه الدينى ومنصبه فى رابطة العالم الإسلامى؛ لتمرير مخطط صهيونى- أمريكى، تمّ الاتفاق عليه فى الغرف المظلمة بالكنيست الإسرائيلى.
وأضافت «بن قادة» أن «القرضاوى حصل على شهادة تقدير من الكونجرس الأمريكى، الذى يمثل فيه اليهود الغالبية العظمى، بالإضافة إلى الأموال التى حصل عليها مقابل تنفيذه هذا الدور لنجاح المخطط الصهيونى- الأمريكى داخل الوطن العربى»، وتقصد الثورات العربية.
القرضاوى يذهب إلى إسرائيل قبل فوضى الثورات العربية، ويلتقى قادة الموساد، ويتلقى الأموال، ويعقد اتفاقات، فلا تعجب من فتواه بأن تحرير المسجد الأموى من المسلمين أولى من تحرير المسجد الأقصى من اليهود.


- فصول من كتاب وليد البرش القيادى السابق بالجماعة الإسلامية