رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معًا ضد الإرهاب


تلقيت دعوة كريمة من المؤسسة المصرية للتسويق وتنظيم المؤتمرات، للمشاركة فى المؤتمر الوطنى «أبدًا لن تسقط مصر.. معًا ضد الإرهاب»، الذى عُقد بدار ضباط حرس الحدود بالزمالك يوم السبت الموافق ٢٦ يناير ٢٠١٩ وقد شارك فى المؤتمر نخبة من رجال الدينين الإسلامى والمسيحى، وعدد من رجال الفكر والثقافة والإعلام.
قلت من ضمن ما قلت إن التعصب يبدأ بالكلام ثم التجنب ثم الاضطهاد، ثم العنف البدنى وينتهى بالإرهاب، ومن ثمّ علاج الإرهاب لن يتم إن لم نقض على بذرة التعصب، وطالبت بضرورة وجود ميثاق اجتماعى لتجنب التعصب وقبول الآخر المغاير يتمثل فى: ضرورة الاعتراف بحق كل إنسان فى هذا الوطن فى اعتناق الأفكار التى يرى أنها قد تحقق له أو لوطنه السعادة.
كما يجب التسليم بأننا نعيش فى مجتمع تتعدد فيه العقائد والأفكار والاجتهادات وأساليب الحياة، ومع ضرورة قبول هذا التنوع والاختلاف، يجب التأكيد على عدم ازدراء عقائد الآخرين واجتهاداتهم وأفكارهم وأسلوب حياتهم.
وأيضًا يجب اعتماد الحوار المنطقى الهادئ أسلوبًا للتعامل فى المنازل، وفى دور العلم وفى وسائل الإعلام، مع التسليم بأن اجتهاداتنا- مهما كانت ومهما كنا- قد تصيب وقد يجانبها الصواب.
كما يتحتم ضرورة الاعتراف بحق كل إنسان فى ممارسة شعائر الدين الذى يعتنقه. والإعلاء من شأن المبدأ القائل بأن الوطن للجميع وأن للجميع نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات الوطنية مهما اختلفت عقائدهم وأفكارهم وجنسهم. وحتمية استنكار اللجوء إلى العنف والإرهاب كوسيلة للتعبير عن الاختلاف فى الرأى.
يجب أن نعترف بأن تفسيراتنا وتأويلاتنا الخاصة للدين ليست لها صفة القداسة، بل هى مجرد تأويلات بشرية قابلة للصواب والخطأ، كما يجب أن نعترف بحق الآخرين فى التأويل والتفسير، حقهم فى الاجتهاد بل وحقهم فى الخطأ.
مراعاة تطبيق قوانين حقوق وحريات الإنسان، كما أقرها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى ١٠ ١٢ ١٩٤٨. فقد جاء فى المادة الأولى: يولد جميع الناس أحرارًا متساوين فى الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلًا وضميرًا، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء. وتؤكد المادة الثانية أن: «لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة فى هذا الإعلان، دون أى تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأى السياسى، أو أى رأى آخر، أو الأصل الوطنى أو الاجتماعى أو الثروة أو الميلاد أو أى وضع آخر. دون أى تفرقة بين الرجال والنساء». ولعل المادة الثامنة عشرة هى الأهم والأكثر التصاقًا بموضوع التعصب، إذ تقول: «لكل شخص الحق فى حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنها بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتهــا، سواء أكــان ذلك سرًا أو جهــرًا، منفردًا أم مــع الجماعة».
ندعو الله أن يجنب بلادنا شرور العنف والإرهاب.