رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجنود المجهولة في مسجد "الفتاح العليم": رقصنا من الفرحة بعد انتهاء إنشاء التحفة المعمارية

جريدة الدستور

بأضواءٍ زاهية وطرازات معمارية فريدة، احتفل المصريون برفع أول آذان في مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث بدا وكأنه تُحفة معمارية من طراز فريد، لا تُصدّق أنه بُني في هذه الفترة الوجيزة، فما أن انتشرت صور مسجد الفتاح العليم على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الإخبارية حتى تسائل المصريون: من يقف وراء هذه التحفة المعمارية؟ هل فعلًا صُمّم خصيصًا على نمط مسجد المدينة المنورة؟.

"الدستور" تحدثت مع بعض المشاركين في إنشاء مسجد العاصمة الإدارية الجديدة، والذي سُميّ بـ"الفتاح العليم".

قال شوقي محمد، المهندس المعماري في مسجد العاصمة الإدارية وصاحب إحدى الشركات المُكلفّة بتصميم ديكورات المسجد، إن بناء المسجد وتصميم ديكوراته كانت تجربة فريدة من نوعها، حيث تم استخدام تقنية الـgrc في تصميم ديكورات المسجد، وهو بند ديكوري يتم تصميم ديكورات واجهات المباني والفلل والأماكن الهامة به، كما يتم استخدام نفس التقنية في أهم الأماكن في العالم، حيث سبق وتم استخدام نفس التقنية في مسجد الشرطة بالتجمع الخامس.

وأضاف "محمد"، أن سر تميز مسجد "الفتاح العليم" بالعاصمة الإدارية الجديدة تأتي من مساحته التي تبلغ حوالي 12 فدان، مؤكدًا أنه في بداية الأمر، كان القائمون على بناء المسجد يريدون تصميم 6 مآذن للمسجد على غرار مسجد المدينة المنورة، إلا أن ما تم تنفيذه 4 فقط، طول المأذنة الواحدة منها 6 أمتار، وهي ثاني أطول مأذنة في العالم، كما أن الزخارف المستخدمة في المسجد كثيرة جدًا، قائلا: "زخارف جعلته أجمل مكان في مصر".

وشرح التقنية التي تم استخدامها ولم يعلم عنها الكثير شيئًا، قائلا إنه تم إدخال مادة "الجي ار سي" في مصر حديثًا، حيث يتم تلوين القوالب وصبها بالشكل الذي يريده مهندس الديكور، ليُثبّت بعد ذلك بتصميم وفقًا لرؤية المهندس، مؤكدًا أن فكرته مأخوذة من المسجد النبوي، طبقًا لما حدده استشاري العاصمة الإدارية الجديدة.

أما المفاجأة التي فجرها المهندس شوقي محمد، هي أن كل ما تم استخدامه في ديكور مسجد الفتاح العليم من مواد مصرية 100%، فيما عدا مادة تسمى "الفايبر جلاس"، مثمنًا دور العمال والمهندسين في سهرهم طوال اليوم لمدة شهور، حيث ظلوا يعملون طوال 24 ساعة باستمرار.

من جانبه، قال مسعد المتولي، مسؤول التشطيبات في مسجد الفتاح العليم، إنه من رسم كلمات أسماء الله الحسنى على المسجد، وهي الكلمات التي أبهرت كل من رأى المسجد؛ نظرًا للفن الذي تم كتابة الكلمات به، وهو ما يُعرف بين العمال باسم "الرسم على الحروف"، فعقب رسمه أسماء الله الحسنى تم تلوينها هي وقبة المسجد.

وأكد "المتولي"، أنه كان يعمل لمدة 12 ساعة يوميًا، إلا أنه فور الانتهاء من المسجد وإشادة جميع المصريين والمسؤولين به شعر أن مجهوده لم يضع هباءً، قائلا: "كل شيء كان متوفر لنا مكنش فيه أي صعوبات.. بس حسينا اننا عايزين نرقص من الفرحة أول ما خلصنا المسجد.. بلدنا وبنجملها وفخر لينا نشتغل في حاجة زي دي".

في السياق ذاته، قال المهندس محمد رمضان، مصمم أعمال اللاند سكيب بمسجد الفتاح العليم، إنه تم وضع تصميمات مختلفة لكل جزء في المسجد ليعطي روحًا خاصة للمسجد ويصبح مختلفًا عن غيره من المساجد.

وأكد "رمضان" أن هناك تصميمات وألوان مبهجة تم تصميم قاعات الأفراح بها؛ لتتناسب مع ضخامة المسجد وطرازه المُبهر، مضيفًا أن شعور الفخر هو الذي سيطر على العمال حين انتهوا من أعمال المسجد، حيث شعروا أنهم عملوا شيئًا لم ولن ينساه التاريخ، كما أن بناء مسجد مثل "الفتاح العليم" بهذا الطراز يدل على أن المصريين قادرون على صنع المستحيل.