رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تحاور المستفيدين من مشروع الـ4 آلاف مصنع: «لقمة عيش حلوة تمنعنا من السفر»

جريدة الدستور

فى يناير الماضى، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزارتى التجارة والصناعة والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالبدء فى تنفيذ مشروع إقامة ٤ آلاف مصنع فى عدد من المدن الجديدة فى ١٢ محافظة، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لتوفير نحو ٤٢ ألف فرصة عمل.
وانتهت الجهات المعنية من تنفيذ عدة مجمعات صناعية فى إطار المشروع، وتستحوذ مصانع الغزل والنسيج على حصة كبيرة من إجمالى عدد هذه المصانع بنحو ٤٠٠ مصنع جديدة، وذلك عقب تنفيذ هيئة التنمية الصناعية مبادرة مماثلة باسم «مصنعك جاهز بالتراخيص» عام ٢٠١٦، بطرح نحو ٢٩٦ مصنعًا جاهزًا للتسليم خلال عام الفوز بالطرح، مقابل ١٠ آلاف جنيه من الراغبين فى الحجز. وتستعرض «الدستور» فى السطور التالية آخر تطورات العمل فى المجمعات الصناعية بمشروع الـ٤ آلاف مصنع، وتحاور المستفيدين بها..

القاهرة.. 112 وحدة على 29 فدانًا.. تسهيلات غير محدودة.. ورجال أعمال: جذبتنا للاستثمار فى مصر
يضم المجمع الصناعى فى مدينة بدر بمحافظة القاهرة، الجارى استكماله بعد الانتهاء من معظمه، ١١٢ وحدة صناعية تُقام على مساحة ٢٩ فدانًا، وهو عبارة عن ١١٢ وحدة صناعية، منها مناطق صناعية وغذائية، وقد بدأ الإنتاج الصناعى بالفعل، ويُستفاد منه بشكل يومى.
ويتيح المجمع العديد من المزايا للمستثمرين، على رأسها الحصول على جميع الخدمات بشكل مرن وسريع، بالإضافة إلى التفاعل والتكامل بين مختلف الصناعات القائمة فيه، بجانب توفير أرض جاهزة بكامل المرافق وتحقيق أقصى جدوى لخدمات البنية التحتية، مع تقديم حلول مرنة لكل المشكلات التى من الممكن أن تعترض المستثمر.
وتخطط الهيئة العامة للتنمية الصناعية لطرح ٣ ملايين متر أراضى صناعية فى مدينة بدر، طرح منها بالفعل مليون متر للصناعات النسيجية، وجارٍ طرح مليون متر أخرى، والمرحلة الثالثة مليون متر أيضًا.
وقال عامل فى أحد المجمعات الصناعية بمدينة بدر «المجمع بصراحة حاجة فى قمة العبقرية، والشهرين اللى فاتوا جالنا ناس من إيطاليا وإسبانيا، وكان عاجبهم المكان جدًا عايزين يعملوا توكيلات لمصانعهم هنا. الناس اللى بره دى مش بتدى توكيلاتها بسهولة لأى حد، وبتبقى محتاجة نظام صح وفيه «أمان عالى»، ومعنى إنهم عايزين يشتغلوا عندنا يبقى إحنا ماشيين صح»، لافتًا إلى تلقيهم تسهيلات غير محدودة.
وعن تأثير المجمع الصناعى على الاقتصاد المصرى، قال أحد مالكى الورش فى المنطقة: «كنا بس بنبيع قطع الغيار إنما دلوقتى بقى فيه إمكانيات تصنيع وتجميع فى مصر، والحاجات دى هايبقى لها فايدة كبيرة على شغلنا وعلى الأسعار فى السوق».
وكشف رجال أعمال بالمنطقة الصناعية، عن أن توافر عناصر الجذب بالمشروع جعلتهم يتخلون عن بعض استثماراتهم فى الخارج والعودة بأموالهم لاستثمارها فى المجال الصناعى بمصر، وقال مالك أحد المصانع المتخصصة فى إنتاج أقمشة «التريكو»: «منذ عام ٢٠٠١ أعمل مستثمرًا ومديرًا لمجموعات من المصانع فى الصين، وظللت هناك لمدة ١٧ عامًا، ومع تطور المناخ الاقتصادى فى مصر قررت العودة والاستقرار ببلدى»، وأضاف: «عندما علمت بتدشين المجمع الصناعى فى بدر قدمت للحصول على مصنع، وبالفعل حصلت على تراخيصه، وبدأت العمل به مؤخرًا».
أما صاحب أحد المصانع المتخصصة فى مجال التكييفات فقال: «نعمل على إنتاج ضاغطات التكييفات المركزية، ومنذ افتتاح المشروع مؤخرًا تعمل خطوط الإنتاج بشكل تجريبى لمدة ١٢ ساعة، ومن المقرر التوسع فى الإنتاج خلال ٢٠١٩ بعد استكمال الماكينات وتأهيل العمال»، وأضاف: «نخطط قبل نهاية ٢٠١٩ إلى التحول من الإنتاج المحلى إلى التصدير للاستفادة من الفرص التى أصبحت متوافرة حاليًا للصناعة المصرية».
من جهته، قال المهندس بهاء العادلى، رئيس المنطقة الصناعية فى بدر، إن المنطقة تشهد حاليًا توسعات جديدة تهدف لزيادة خطوط إنتاج المصانع القائمة بالفعل مع التوجه لزيادة رءوس الأموال المستثمرة فيها خلال الأشهر القليلة المقبلة، وأضاف: «التوسعات وزيادة الاستثمارات تساهمان فى تعافى القطاع الصناعى بشكل عام ورفع معدلات نمو الاقتصاد خاصة فى قطاع الصناعات، وهو ما بدأ يتحقق بالفعل مؤخرًا بعد نجاحنا فى ذلك جزئيًا، رغم قصر الفترة بعد افتتاح مجمع بدر».
وتابع: «المؤشرات السابقة لمعدلات تدشين المصانع والورش كانت تشير إلى أن تأسيس وتشغيل المصانع الجديدة يحتاج جهدًا حكوميًا من أجل تقليص الوقت الذى يستغرقه المستثمر منذ التقدم بأوراقه وحتى بدء النشاط، وهو ما تغير مؤخرًا، ويمكن ملاحظته بسهولة فى المجمعات الصناعية الجديدة».
واستكمل «توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وجهود الحكومة المبذولة منذ ٣ سنوات فى هذا المجال نجحت فى تقليص فترات الحصول على التراخيص الصناعية أو الأراضى والمعدات المطلوبة وقضى على العرقلة البيروقراطية التى كانت تواجه كل المشروعات الجديدة».
واختتم: «غالبية القطاعات الصناعية فى مدينة بدر تشهد حاليًا نموًا ملحوظًا، واعتبر أن المدينة تنتظر تحقيق نقلة نوعية عبر الاستفادة من الإجراءات التى اتخذتها الحكومة مؤخرًا، من بينها إتاحة نحو مليون متر مربع تخصص لصالح المشروعات فى قطاع الغزل والنسيج، التى تستطيع استيعاب قدر كبير من العمالة ما يتسبب فى خفض معدلات البطالة بشكل عام».

الإسكندرية.. مرغم يبعد ٣٥ كم عن المدينة
يستمر العمل على مدى الـ٢٤ ساعة فى مجمع «مرغم» بمحافظة الإسكندرية، والذى يبعد حوالى ٣٥ كم عن المدينة، ومن المقرر أن يحتوى ٢٠٤ وحدات صناعية، على مساحة ٢٠.٥ فدان، وقال أحد العاملين فى المجمع: «استلمنا المشروع ده تقريبًا من ١٥-٧-٢٠١٨، ونعمل حاليًا على إتمام إنشاء المبانى الخدمية والأعمال المدنية، وبالفعل انتهينا من البنك ومنفذ البيع والمسجد».

المنيا.. يضم مبانى إدارية ويوفر عملًا للحدادين
فى المنطقة الصناعية (المطاهرة) بمحافظة المنيا، يجرى إنشاء ٧٨ وحدة صناعية على مساحة ١٨ فدانًا، وقالت مهندسة عاملة فى المشروع، إنها تشرف على إنشاء ٣ مبانٍ إدارية، وعدد من المعارض ومسجد أيضًا، فى حين أكد أحد العاملين أن المشروع وفر وظائف للأعمال اليدوية والحدادين والنجارين، وأنه سيوفر فرص عمل أخرى فى مراحله الجديدة.

بنى سويف.. مواجهة أزمة التربة شديدة التماسك
يشهد مشروع إنشاء المدينة الصناعية بمحافظة بنى سويف تقدمًا ملحوظًا رغم المعوقات التى واجهت العاملين على المشروع، بسبب التربة شديدة التماسك، فإن العاملين أكدوا أنهم استطاعوا بناء الخرسانات والأسس على مساحة ٦٥ فدانًا.

البحر الأحمر.. عمال لتسليم المدينة قبل الموعد
تعمل محافظة البحر الأحمر على إنشاء المدينة الصناعية بالغردقة، على مساحة ٤٠ فدانًا، ومن المقرر أن تضم ٢٢٢ وحدة صناعية.
ويقول أحد العاملين بالإنشاءات: إن المشروع يضم كمًا هائلًا من العمالة، وأن العاملين جاءوا من جميع أنحاء مصر لإنجاز المشروع وإحداث طفرة زمنية للانتهاء منه وتسليمه قبل موعده.

الأقصر.. سباق مع الزمن لإنشاء 240 مصنعًا
بدأت محافظة الأقصر فى إنشاء المجمع الصناعى بمنطقة البغدادى، على مساحة ٤٩ فدانًا، ويضم ٢٤٠ وحدة صناعية، وقال العاملون بالمجمع: إنهم يسابقون الزمن، لأن المشروع يعتبر تحديًا يحتاج إصرارًا وعزيمة، للانتهاء منه فى مدة زمنية لا تتجاوز ١٢ شهرًا، وكان من المقرر أن يتم إنجازه فى ٢٤ شهرًا.
وأضافوا أن المشروع يضم ما يقرب من٥٠٠ عامل، ٧٥٪ منهم من أهل الأقصر، وطالب أحدهم بالعمل فى المشاريع عقب الانتهاء من مراحل الإنشاء، مضيفًا: «لما المشروع يكتمل، العمالة سوف تكمل عملها هنا، والبطالة ستنعدم».

الغربية.. قلعة الغزل والنسيج تعود إلى الأضواء
تعود قلعة المنسوجات الكبرى بمدينة المحلة، محافظة الغربية، إلى الأضواء من جديد، وذلك ببناء مجمع صناعى على مساحة ٩ أفدنة، ويضم ٦٦٣ وحدة صناعية، لتوفير كل الإمكانيات لعودة صناعة الغزل والنسيج لسابق عهدها.
وأوضح العاملون بالمجمع أنه يقع فى قلب المدينة، وبالقرب من السكة الحديدية والطريق العام، مؤكدين أن العمل على المجمع بدأ فى منتصف ٢٠١٨، ومن المقرر الانتهاء من إنشاء جميع المرافق والشبكات والصرف الصحى والمياه، خلال العام المقبل.

أسيوط.. 292 كيانًا إنتاجيًا
أما مجمع أسيوط فيجرى إنشاؤه على مساحة ٧٠ فدانًا، ويضم ٢٩٢ وحدة صناعية، ويقول أحد العاملين: «هنا فيه لقمة عيش حلوة، ومش عايز أطلع بره، ومش مستاهلة أسافر».

دمياط.. انتهاء إنشاءات المركز التكنولوجى
فى مدينة الأثاث بمحافظة دمياط أوشك العاملون على الانتهاء من إنشاء ١٣٧٥ وحدة صناعية على مساحة ٣٣١ فدانًا.
بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال إنشاء المركز التكنولوجى، الذى يوفر تقنيات مختلفة، لصناعة أفخر أنواع الأثاث فى مصر.
وأكد العاملون بالمشروع أنه تم العمل على إنشاء مولات تجارية ومستشفيات وخدمات مختلفة، وكذلك عبر العاملون عن رغبتهم فى فتح ورش عمل فى المحافظة، واستغلال طاقة الشباب وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.

أسوان.. عاملون: «المشروع ضخم» ويخدم الشباب
ضمن مجهودات الدولة التى تولى اهتمامًا كبيرًا لصعيد مصر، بدأ مشروع إنشاء أول مدينة صناعية متوسطة فى محافظة أسوان، على مساحة ٥٧ فدانًا، تضم ٣٠٨ وحدات صناعية. وأعرب العاملون على المشروع عن سعادتهم، قائلين: «أول مرة يتعمل عندنا مشروع بتلك الضخامة، والحمد لله نحن سعداء جدًا، وهيخدم الشباب خاصة الحرفيين، الذين ليس لديهم أى فرصة عمل، ويضطرون للاغتراب».

سوهاج.. 206 وحدات لإحداث طفرة صناعية
المجمع الصناعى فى غرب جرجا بمحافظة سوهاج، يقع على مساحة ٧٢ فدانًا، ويضم ٢٠٦ وحدات صناعية، ويرى العاملون فى إنشاء المجمع أن سوهاج كانت تفتقر تلك المشروعات التى من شأنها أن تحدث طفرة صناعية. مضيفين: «تلك المشاريع توضح مدى حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على مستقبل الصعيد».