رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة لوزير التموين


أدعو وزارة التموين لإعادة النظر فى الحذف العشوائى لبطاقات آلاف المواطنين
كان الشعار الرئيسى فى يناير ٢٠١١ عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، كانت هذه مطالب المصريين منذ سبع سنوات، ولا يزال الشعب المصرى يناضل لأجل تحقيق أبسط قواعد العدالة والكرامة والعيش والحرية.
ما يحدث فى مكاتب التموين مهزلة بكل المقاييس، مئات من المواطنين يقفون فى طوابير لا تنتهى فى أماكن ضيقة وغير آدمية على الإطلاق، والسبب توقف عمل بطاقات التموين للآلاف من المواطنين دون سبب واضح أو مفهوم، فهناك من لا يتمكنون من صرف المواد التموينية المقررة لهم، وهناك من لا يستطيعون شراء حصة الخبز الخاصة بهم وبأولادهم.
ففى هذا الأسبوع أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، قبول ١٧٨ ألف طلب بإجمالى ٢٣٢ ألف مستفيد تمت عودتهم وإدراجهم ضمن قائمة صرف التموين والخبز عن شهر ديسمبر، بعد قيامهم بتحديث وتصحيح بياناتهم، بموجب طلبات التظلم التى تقدموا بها بمكاتب التموين فى أول ٦ أيام حتى يوم الخميس الماضى، وقد تمت مراجعة البيانات الخاصة بهم وبعد التأكد من صحتها وتصحيح البيانات الخاطئة بها والتأكد أيضا أنهم من المستحقين للدعم تمت عودتهم على بطاقاتهم التموينية.
وفى حقيقة الأمر نحن لا ننكر أن هناك بعض الأخطاء فى بطاقات بعض المواطنين ولكن لماذا تعميم توقف بطاقات الآلاف من المواطنين البسطاء أصحاب البطاقات صحيحة البيانات؟. لماذا يتم تعمد تعطيل مصالح المواطنين وتعريضهم للمهانة والبيع والشراء والاستغلال ووقوفهم فى طوابير غير آدمية فى أماكن غير آدمية لا تليق بالإنسان؟.
ومن الغريب ومن اللافت للنظر أن وزارة التموين أعلنت أنه لم يحدث حذف عشوائى للمواطنين من بطاقات التموين، وأن من تم حذفه لم يكن لديه رقم قومى أو كان لديه خطأ فى الرقم القومى أو أرقام قومية مكررة على أكثر من بطاقة، وكذلك البطاقات التى بها عدد أفراد غير متناسبة مع عدد الأفراد المقيدين بالفعل، وحرصا على الحفاظ على حقوق أى مواطن فقد تم فتح التظلمات من خلال مكاتب التموين وتم استقبال ما يقرب من ٤٠ ألف تظلم فى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر. أليس من الغريب أن تستقبل الوزارة ما يقرب من ٤٠ ألف تظلم فى الأسبوع الاول من شهر ديسمبر؟. ألا يؤكد هذا أن هناك حذفا عشوائيا قد حدث؟.
إن وزارة التموين تؤكد دائما أنها حريصة كل الحرص على الحفاظ على حقوق المواطنين وتناشد الجميع التعاون لضمان سلامة العمل وحُسن إدارة أموال الدعم، ولكن ما حدث من توقف عشوائى لبطاقات آلاف المواطنين، ومنع صرف الحصة اليومية من الخبز، هو مهزلة بكل المقاييس، هو أمر يتنافى مع الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
فهل من تصحيح للأوضاع المقلوبة وعودة الحقوق إلى أصحابها؟!.