رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحب فى زمن التحرش.. دراسة: النظرة كافية.. والغموض من مصلحة الرجل

جريدة الدستور

«مين السبب فى الحب.. القلب ولّا العين؟»، سنوات طويلة مرت منذ أن طرحت المطربة سعاد محمد هذا السؤال، ومن الواضح أنه لم يشغل بال المحبين والشعراء فقط، بل العلماء أيضًا، وهو ما تؤكده دراسة أجرتها جامعة بامبرج الألمانية، أثبتت خلالها أن النظرة هى بداية ولادة هذا الشعور، وأن ثلث ثانية تعد مدة كافية لظهور أعراض هذا المرض الجميل بقلوب الرجال والفتيات.

حسب مجلة «Neuroscience Letters» العلمية، التى نشرت الدراسة، فإن فريق علماء النفس الألمانيين بالجامعة، بقيادة البروفيسور كلاوس كريستيان كاربون، راقبوا خلال الدراسة نشاط الدماغ لـ٢٥ طالبًا جامعيًا، بعد أن عرضوا عليهم ١٠٠ صورة وتسجيل لشباب وفتيات، للتأكد من الوقت الذى يحدث فيه الانجذاب، والذى يثبت حضوره بضخ هرمونات مميزة.
وقال البروفيسور كاربون، حسب المجلة، إن ظهور استجابات عقلية تجاه الجنس الآخر بهذه السرعة يشير إلى أن الناس يستندون إلى مقاييس واحدة تقريبًا لتمييز الطرف الآخر الذى يصلح بالنسبة للدماغ ليكون شريكًا محتملًا فى علاقة حب.
ويضيف: «على الرغم من الاحتمال القائم باعتبار هذه التقييمات غير عادلة بنسبة ١٠٠٪، فإن الأدلة أثبتت أن للوجه دورًا كبيرًا فى تحقق الجاذبية بين الرجل والفتاة، وأن العيون هى بوابة الحب»، وتابع: «وجدنا أن الأشخاص القادرين على جذب الطرف الآخر يشعرون بسعادة أكبر».
وحسب علماء الأعصاب، فإن الأشخاص يحددون جنس شخص ما أمامهم بعد ٢٤٤ ملّى ثانية، ثم يصدرون حكمًا على جاذبيته بعد ٥٩ ملّى ثانية لاحقًا، ويعلق كاربون على ذلك قائلًا: «ربما يكون الجنس البشرى تطور بما يكفى لوضع مقاييس تكشف عن احتمالية حدوث الحب تجاه طرف آخر بسرعة كبيرة، ومن بين تلك المقاييس أن يكون الطرف الآخر ذكيًا وبصحة جيدة».
وبحسب تقرير المجلة، فإن العلماء الألمان اعتمدوا خلال دراستهم أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقات المواعدة، وسجلوا ملاحظات على عدد كبير جدًا من الصور الشخصية على تلك المواقع والتطبيقات، مثل تطبيق «تيندر» للمواعدة، ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن «غمضة عين كافية ليشعر شخص بالانجذاب تجاه شخص آخر، وليقرر أحدهم أن الآخر حبيب محتمل».
وتابعت المجلة: «عندما نلتقى بشخص ما، فإننا نميل إلى تقييمه، بما فى ذلك جاذبيته الجسدية، ويمكن تعريف المظهر الجيد، والذى يُعرف أيضًا باسم الانجذاب الجسدى، بأنه الدرجة التى تعتبر فيها سمات الشخص البدنية مرضية أو جميلة».
ولكن يرى العلماء أن الجاذبية الفيزيائية ليست أساسية لتحقيق الانجذاب المتبادل بين الشاب والفتاة، ومع ذلك يجب أن يكون ذلك العنصر حاضرًا بالنسبة لك لتكون العلاقة صحية، فإذا لم تنجذب جسديًا إلى الشخص الذى تتعامل معه، فلن تكون سعيدًا أبدًا، وإذا كنت تخبر نفسك بذلك، فإنك فى حالة إنكار، فلا حرج فى عدم الانجذاب البدنى إلى شخص ما، فهذا لا يجعلك رجلًا أو امرأة سطحية، فأنت إنسان، ومع ذلك، لا تعتمد الأحكام فقط على المظهر الخارجى للشخص الآخر.
ولذلك تقول الدراسة إنه «لكى يزيد الرجل من جاذبيته ويصل إلى قلب امرأة فى تلك المدة البسيطة، وهى ثلث ثانية، ليس عليه أن يكون وسيمًا، على الرغم من أن الدراسة أشارت إلى أن الوجه والعينين من أهم العوامل لكى يشعر رجل أو امرأة بالحب، ولكن بالنسبة للرجل يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى لجذب امرأة، فلا يولد كل الرجال بشكل جميل أو ساحر، ولكن القوانين الأساسية للجاذبية ليست واحدة ولا المعايير واحدة، وهناك طرق سهلة وأدوات متاحة للرجل لجذب امرأة دون عناء».
ويقول العلماء إنه من المفيد أن يكون الرجل مضحكًا ولديه روح الدعابة، والكثير من الدراسات يشير إلى أن الأشخاص الذين يتفوقون بمهاراتهم الفكاهية يصبحون أكثر جاذبية من بقية الرجال، وأيضًا على الرجل أن يكون لطيفًا، وهذا من أهم العناصر التى يمكن أن تجذب امرأة، ويؤكد العلماء أن الرجل اللطيف يستطيع جذب المرأة أسرع من أى رجل آخر.
وتابعت المجلة: «لذلك كن دائمًا مهذبًا وطيبًا تجاه أى امرأة تتفاعل معها، واجعلها ترى هذا الجانب منك وستحصل بالتأكيد على نقاط إضافية لطبيعتك الكريمة والطيبة، تساعدك على جذب انتباهها واقتناص قلبها».
وأكملت: «ومن ضمن العناصر الأخرى التى تساعد الرجل على جذب انتباه المرأة، طريقة الكلام، فالمرأة تحب الرجل المتحدث الماهر، الذى يمكنه أن يروى قصصًا جيدة تجعلها معجبة به لفترة طويلة، ولذلك يمكنك دومًا تنمية مهاراتك الخطابية من خلال القراءة وإجراء محادثات تتسم بطلاقة مع الأشخاص من حولك».
وقالت المجلة: «وأيضًا طريقة مشى الرجل من أهم عوامل الجاذبية، والتى تبدو بسرعة خلال اللقاء الأول، فطريقة المشى للرجل تظهر مقدار الثقة لديه، فضلًا عن أهمية أن يكون الرجل غامضًا، فهذا مثير للنساء، لذا فإن الكشف عن نفسك أكثر من اللازم فى الاجتماع الأول لن يكون إيجابيًا، فعليك أن تكون غامضا بعض الشىء، وعليك أن تترك المرأة لتستكشفك بنفسها».