رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية سور الكتب القديمة بالسيدة زينب من "جبران" لـ"تحت الكوبري" (فيديو)

جريدة الدستور

هاجر كتاب "الأجنحة المتكسرة" للشاعر اللبناني جبران خليل جبران، إلى أروقة منطقة السيدة زينب حاملًا بين طياته قصة حبه لسلمى كرامة، وريثة أحد الأسر الثرية، العلاقة التي وقف في وجهها رجال الدين حتى تم فك الارتباط، وتركت ندبة في قلب جبران.

الأجنحة المتكسرة، واحد من بين آلاف الكتب التي بدأت رحلتها في ستينيات القرن الماضي، في ميدان السيدة زينب؛ حيث تواجدت أكشاك الكتب في هذه المنطقة حاملة اسم سور السيدة زينب للكتب القديمة.

يعتبر هذا الوقت أزهي عصور السور التي مر بها، فكل من يمر بالشارع يبحث داخل الأكشاك عن لونه المفضل في القراءه، وحوت المكتبات أعدادًا كبيرة من كتب الأدب العربي والأنجليزي، وكذلك الأعداد القديمة جدًا للصحف القومية، وغيرهم من الكتب الأثرية التي قد يعود تاريخها لمائه عام، وتتراوح أسعاغرها بين جنية إلى 50 جنيه.

وخلال إحدى الإحتفالات التي كانت تقام في دار الهلال وحضرها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مر موكبه بميدان السيدة زينب، واتخذ قراره بإزاله سور الكتب من الميدان؛ لأنَه يشوه المظهر العام، ناقلًا أياه إلى أحد الشوارع الجانبية في ذات المنطقة.

حينها أنزعج أصحاب المكتبات على نقلهم، لكن حيوية المكان الآخر جعلتهم يقبلون بالوضع، وظلت الكتب محتفظة بنسبة ميبعاتها، وشملت طائفه جديدة لم تكن تعرف أي شئ عن الكتب، وهم أطفال العشوائيات الذين كانوا يفضلون اللعب على الإمساك بكتاب، حتي جعلهم السور ينغمثون في أعماق الثقافة والإطلاع.

ويقول علام إبراهيم، صاحب مكتبة علام، إنَّ الوضع تغير منذ عام 2000 حينما جاء قرار الحي الذي زج بمحتويات المكتبات إلى أسفل كوبري "أبو الريش"، يحاوط سور الكتب القديمة من كلا الجانب الأيمن جدار محطة مترو السيدة زينب، ومن الجانب الأيسر سور موقف أتوبيسات النقل العام، وبذلك يكون السور وكل مقتنياته قد غابوا عن أعين المارة، ولم تصبح مقصد المثقفين الجدد لأنهم لا يعلمون عنها شيء.

"محدش أحترم الكتاب".. عنوان وضعه علام يحكي قصة ترحال سور الكتب القديمة، واختلف نشاط العديد من المكتبات، البعض منها ظل محتفظًا بأصله الأدبي والبعض الآخر تخصص في الكتب المدرسية والخارجية المستعملة، وأصبح موسم إزدهار البيع هو الموسم الدراسي، فتباع الكتب المدرسية والخارجية بثلث ثمنها للزبائن، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ إقبال المواطنين ضعيفًا جدًا، يكاد يكون معدومًا بسبب الحالة الاقتصادية للمواطنين، ولعدم علمهم بمكانه تحت الكوبري، ويبحثون عن الكتب الخاصة بهم في أماكن أخرى.