رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ورطة جوارديولا.. كيف يعالج بيب «أزمة السيتى» بعد غياب دى بروين؟

دى بروي
دى بروي


مؤكد أن أول ما خطر ببال متابعى الدورى الإنجليزى، وعشاق السيتى على وجه التحديد، أن بيرناندو سيلفا الجناح البرتغالى قد يكون المعوض لـ«دى بروين» بالتحول إلى عمق الملعب، كصانع ألعاب، خاصة أنه تطور ‏بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة فى هذا المركز.‏
لكن يعرف الإسبانى بيب جوارديولا أن تعويض دى بروين بشكل كامل أمر محال، وأنه لا أحد فى فريقه أو أى من أندية الدورى الإنجليزى، يمتلك القدرات والمؤهلات التى بحوزة اللاعب الأشقر، وأن الرهان على بيرناندو ‏سيلفا ستعوقه مجموعة من العوامل والمطبات.‏
بداية لن يستطيع «سيلفا» أداء المهام الدفاعية التى يُجيدها دى بروين، والذى يتحول بمجرد افتقاد الكرة من صانع ألعاب فى المناطق الأمامية إلى لاعب ارتكاز ثان إلى جوار البرازيلى فيرناندينيو، وهو دور لن يُجيده اللاعب ‏البرتغالى الضعيف بدنيًا، والذى لا يستطيع أن يؤدى تلك المهمة إلى جانب بطئه الشديد، وضعف التحاماته الثنائية.‏
كما أن كُبرى الأزمات التى ستجعل تعويض دى بروين بـ«بيرناندو» أمرًا صعبًا، أنه يتشابه تمامًا فى أسلوبه وطريقة لعبه مع زميله الآخر دافيد سيلفا، والرهان على تلك الثنائية فى قلب الملعب سيكون لعبًا بالنار فى المواجهات ‏الكبرى.‏
الثنائى سيلفا يتشابهان فى أنهما صاحبا قدم يسرى، ونفس البنيان البدنى، والبطء الشديد فى التحضير، والقدرة على الاستحواذ والتحكم فى «رتم» المباراة.‏
مَن يركز فى أدائهما وتفاصيل تحركاتهما سيشعر بأنه أمام نسخة واحدة، لذلك ستزداد الصعوبات فى خلق التنوع الهجومى مثلما الأمر فى وجود دى بروين مع أى منهما، فاللاعب البلجيكى يعوض بسرعته البطء الذى يعيب ‏الثنائى الآخر، وبمجهوداته الدفاعية غيابهما فى الثلث الأخير، وبتسديداته البعيدة التى لا يمتلكها آخرون.‏
هنا يبرز إلكاى جوندوجان، اللاعب الألمانى كخيار أفضل، لتعويض دى بروين، فهو من بين أولئك الذين يجيدون اللعب فى الارتكاز كمحور ثان، ويمكنه العودة لأداء أدوار دفاعية كبيرة، ويميل إلى الصعود بالكرة من ‏المناطق الخلفية بشكل يشبه دى بروين، وأيضًا مسدد قوى.‏
من يقرأ أفكار جوارديولا يعرف أنه سيراهن على جوندوجان الفترة المقبلة على أن يكون واحدا من الثنائى سيلفا معه، وربما يكون بيرناندو الأقرب لتكوين ثنائية جديدة مع جوندوجان لجاهزيته الفنية والبدنية، عن دافيد سيلفا الذى ‏يعانى من كثرة الإصابات والقصور البدنى. ‏
ربما يفلح السيتى فى الاستمرارية وتحقيق النتائج الجيدة، لكن الأمر المؤكد أنه أمام خصوم صعبة وتكتلات دفاعية، ستظل الحاجة إلى أفضل صناع الألعاب بالبطولة ضرورية وملحة.‏
على الجانب الآخر، ربما تكون إصابة اللاعب البلجيكى بمثابة الضارة النافعة لكل من رياض محرز وليروى سانى، فدخول الجناح بيرناندو سيلفا كأحد الخيارات فى العمق لتعويض دى بروين، سواء أساسيًا أو بديلًا، يقلص ‏الصعوبات أمام فرصهما للمشاركة أساسيين، فبدلًا من صراع رباعى يضمهما وسيلفا وسترلينج، سيضيق الصراع بين ثلاثتهم، وسيضمن أيهم إذا كان بديلًا أن يحصل على جزء مهم من كل مباراة كتبديلة أساسية.‏
كما أن نجمنا المصرى محمد صلاح يأتى مع هارى كين وإدين هازارد بين المستفيدين من إصابة اللاعب البلجيكى، فالباب سيصبح أمامهم ممهدًا للتتويج بجائزة الأفضل فى البطولة المحلية، خاصة أن غياب دى بروين لفترة ‏طويلة سيقلل من أرقامه وفرصه بالتتويج بالجائزة والذى كان ندًا شرسًا لـ«المو» فى العام الماضى.‏
وسيكون الألمانى يورجن كلوب، المدير الفنى لليفربول، بين أولئك المحظوظين، حيث نجا من مشاركة أفضل لاعبى الوسط فى العالم بالفترة الحالية خلال مباراة فريقه أمام السيتى بعد أقل من شهرين، وهى المواجهة الأشرس ‏بين المرشحين الأبرز للتتويج باللقب.‏