رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستشار طارق جميل سعيد يكتب | عقلاء لكن سفهاء

جريدة الدستور

هذا هو حال شعبنا الآن... بكل أسف، نحن عقلاء ولكننا حقًا سفهاء.......
ومظهر سفاهتنا هو أسلوب حياتنا، وطريقة تعاملنا، وثقافتنا، وتاريخنا.
نحن العقلاء السفهاء، لأننا أجهل الناس بتاريخنا، سواء الإسلامي، أو الفرعوني، أو حتى التاريخ القريب، وتلك هي المأساة، سفهاء لأننا بتنا لا نقرأ ولا نطلع، سفهاء لأن نتاج ذلك يتم التلاعب بنا وبتاريخنا، دون أن نعترض أو نبدي رأيًا، لأننا جاهلون بحقيقة هذا التاريخ العظيم. 
نحن العقلاء السفهاء، لأن عدم الاطلاع أصبح هو السمة الغالبة لدى الشعب المصري، لا يقرأ ولا يتحقق، ولكن يحيا على ما يُنقل، أو يتم تصديره إليه، سواء عن طريق الإشاعة، أو السوشيال ميديا، نحن سفهاء لأنه بعد أن تنتشر بيننا الإشاعة أو المعلومة لا نتحقق منها، أو نبحث عن حقيقتها، أو صحة مصدرنا ولكن نُساق وراءها كالأنعام.
نحن العقلاء السفهاء، لأن التقليد الأعمى للغرب، والسعي دائمًا إلى التشبه به ومحاولتنا المستميتة في التقليد تاركين وراءنا عاداتنا وتقاليدنا وموروثنا على ظن منا أن هذا هو التقدم.
نحن العقلاء السفهاء، لأننا بتنا نلهث وراء أخبار النجوم، والفنانين ولاعبي الكرة، ولا نعلم شيئًا عن مثقفينا وأدبائنا وشعرائنا، في وقت نحن في أشد الحاجة لهؤلاء كي نرتفع بسلوكنا وثقافتنا ولكن هذا لا يحدث مطلقًا.

نحن العقلاء السفهاء، لأننا أحرص الناس على تدمير الممتلكات العامة، ووسائلها، كما لو كانت هذه الممتلكات عدو لنا، وهذا يظهر جليًا في المصالح الحكومية، ومبانيها، والمواصلات العامة، وحتى في الشارع، من إهمالنا ورعونتنا وعدم فهمنا أن هذه الأشياء ملك لنا وليس غيرنا....

نحن العقلاء السفهاء، لأننا قتلنا الرحمة والمودة في قلوبنا، وكأننا بتنا أعداءً، وأن كلًا منا خصمًا للآخر، وهذا بيّن وظاهر في طريقة تعاملنا وبَعضُنَا البعض، وفي نقاشنا، بل وحتى خلافنا بات يتميز بالفجور في الخصومة، الفجور الذي يؤدي دائمًا إلى التهلكة....
هل سنظل العقلاء السفهاء هكذا؟ أم هناك أمل في أن نصبح العقلاء المحترمون؟.