رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة النصف من رمضان.. طقوس تونسية خاصة

جريدة الدستور

يحتفل التونسيون كل عام بليلة النصف من رمضان في طقوس شديدة الخصوصية، فهي عادة اجتماعية تونسية تعبر عن فرحة المسلم بانقضاء صومه لنصف الشهر الكريم، واحتفالية ببدء العد التنازلي لانتهاء رمضان واقتراب عيد الفطر المبارك.

وفِي هذا اليوم، تشهد الأسواق التونسية رواجا، حيث يشتري الجميع مكونات أكلة "الكسكسي باللحم" الرئيسيّة التي تجمع أفراد العائلة حول مائدة الإفطار.

ويقول يوسف الشرفي، أحد المتصوفين بولاية صفاقس، إنه في السيرة النبوية المشرفة يقسم رمضان إلى ثلاثة أقسام، غرته وهي عشرة أيام الرحمة، ومنتصف وهي أيام المغفرة، والعشر الأواخر وهي أيام العتق من النار.

ويضيف الشرفي، أن المجتمع التونسي قسم رمضان إلى نصفين، ليكون لهذا التقسيم تأثير إيجابي على نفس المسلم مرده أنه قطع نصف المسافة في قضاء شهر رمضان الكريم.

وأشار الشرفي، إلى أن العائلة التونسية الصفاقسية لها نوع من الخصوصية في قضاء ليلة النصف، وإن لم تكن لها مرجعية دينية، إلا أن مرجعيتها اجتماعية خاصة بالتونسيين.

وأشار إلى أن من بين العادات الرئيسيّة "المواسم"، وهي الهدايا التي يقدمها العريس للعروس خلال فترة الخطبة، حيث يميل الصفاقسيون باعتبارهم مجتمعا اقتصاديا إلى إهداء المصوغات الذهبية في هذه المناسبة.

وإن تميزت مائدة الإفطار في ليلة النصف من شعبان بأكلة "الكسكسي"، إلا أن مائدة السحور لا تخلو أيضا مما يميزها عن غيرها من ليالي رمضان وهي وجبة البازين الشبيهة بـ "الثريد" واعتادت التونسيات صنعها على نار الحطب، إضافة إلى "العجة" وهي نوع من العجين الذي يصنع على نار الفحم أو الحطب.

أما في ولاية القيروان فمن أهم العادات المستحدثة في هذه الليلة أن تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار، فتقوم الأسر من الشباب بإقامة عزائم للوالدين، أو الجد والجدة لتكون الوجبة الرئيسيّة على مائدة الإفطار "الكسكسي بالعلوشي".

وفِي ولاية المهدية، توجد نفس الطقوس، وعنها تقول درصاف بن سعد "طالبة جامعية" إنه عادة ما يقوم الخطيب بإهداء قطعة حلى ذهبية لعروسه في هذه الليلة، وهذه من العادات المستحدثة والتي حلت محل عادة قديمة هي إهداء "فخذة خروف" للعروس احتفالا بهذا الموسم.