رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عادل حمودة يحاكم «أمراء التطرف»

جريدة الدستور

- الشعراوى لعب دورًا خطيرًا فى صعود الإسلام السياسى وتخريج أجيال من المتطرفين
- ناجح إبراهيم قتل كثيرين ثم أعلن توبته وتحول إلى واعظ
- تجديد الخطاب الدينى يبدأ بنشر كتب المفكر الراحل محمد سعيد عشماوى

تربى عادل حمودة فى أحضان اليسار وعلى عينه، شرب منهم وآمن بأفكارهم، ولا يمل من الحديث عن أستاذه صلاح حافظ «عمدة الصحافة وقطب اليسار» الذى علمه «أصول الشغلانة»، ويحدثك بإعجاب صارخ عن حسن فؤاد «قديس اليسار» وقدرته على «فرز» الموهوبين وصناعتهم، وعن الأوقات السعيدة التى عاشها معه فى «سهرة الضهر» التى كان يعقدها فى «شبرد» ويدعو إليها كل شاب «يشم» فيه الموهبة، وفيها كان يجلس عادل حمودة منصتًا «يتشرب» ويتعلم ويستمتع.

وامتلك عادل حمودة الجسارة لأن يرد:
«شوف، أجمل ما فى اليسار براح الحرية، مساحة الحرية عندهم أكبر، ولا يحاسبونك أخلاقيًا أو بمعايير دينية على سلوكياتك الخاصة، لا يهم إذا كنت مسلمًا أو مسيحيًا أو حتى ملحدًا، فكرة الفرز الدينى لم تكن موجودة فى اليسار، يعنى أنا مثلًا بعد ١٢ سنة من الصداقة مع زاهى حواس، فوجئت بأنه مسلم، مرة كنّا سهرانين فى رمضان فقام فجأة وقال: لازم أمشى علشان ألحق السحور، سألته بدهشة: سحور إيه.. مالك ومال السحور.. إنت مش مسيحى؟!، فانفجر فى الضحك وقال: أنا أشكرك جدًا لأنك خلال ١٢ سنة كنت تتعامل معى ببساطة وفاكر إنى مسيحى!.
وكنت أعرف فى صفوف اليساريين من كان يصلى وعنده التزام دينى، لكن يجب أن نفرّق بين تيارين فى اليسار: تيار (حدتو) أو الحركة الديمقراطية، وتيار الحزب الشيوعى المصرى، والأخير كان أكثر تشددًا وتزمتًا، ومن الحكايات الطريفة إنه لما السجن جمع بين التيارين فى اعتقالات سنة ١٩٥٤، كان هناك معتقل من الحزب الشيوعى له ميول (شاذة) فطردوه من الحزب ووافق الرفاق فى (حدتو) على انضمامه لهم، فقد اعتبروا أن حياته الشخصية ملك له، هذا العضو أصبح كاتبًا معروفًا فيما بعد، وكتب كتابًا عن الجنة ونعيمها أبدى فيه إعجابه بما فى الجنة من (غلمان)!.
وحتى التيارات والفلسفات التى هبطت علينا حينها وطاردتها شبهة الإلحاد مثل (الوجودية)، لم نتعامل معها من أرضية دينية، فالوجودية لم تكن فى نظرنا سوى ظاهرة ثقافية كغيرها من الظواهر والتقليعات التى راجت فى تلك السنين».
ويضع عادل حمودة يده على نقطة ذكية وفى غاية الأهمية عندما يشير إلى أن مصر فى تلك الحقبة كانت هى المعبر الحضارى بين الغرب والعرب، كل الحركات الثقافية والأدبية والفكرية، بل الموضة التى تظهر فى أوروبا كنت تجد لها صدى سريعًا فى مصر، فتعبر المتوسط وتأتى إلينا ونضع عليها «التاتش المصرى» قبل أن نصدّرها إلى العالم العربى، والأمثلة كثيرة ومتنوعة، حتى موضة «المينى جيب» مثلًا وصلت إلينا سريعًا بعد ظهورها فى أوروبا، لكن الذوق المصرى طورها، وكنت تجد الفتيات يرتدين المينى جيب وتحته «شراب طويل سميك»!.
لكن المشكلة حدثت عندما جاءتنا الأفكار الجديدة من الصحراء، من الجنوب هذه المرة وليس الشمال، وتسربت إلينا الأفكار الوهابية وعششت واستوطنت وأحالت حياتنا إلى فاصل طويل من العنف والإرهاب والتطرف.. وهنا يوضح عادل حمودة:
«الأزمة بدأت بخلط الدين والسياسة فى زمن السادات، أصبح الرئيس يتكلم بلغة رجال الدين، لم تعد تفرّق بين خطاب السادات وخطاب الشيخ عبدالحليم محمود، والأمور من حينها دخلت فى بعضها، كنت تعدى على نقابة الأطباء تلاقيهم يتكلمون فى تطبيق الشريعة، وتجد الأزهر يتكلم فى نقل الأعضاء، وأصبح الدين محركًا أساسيًا للصراع السياسى، والذين حضّروا (العفريت) لم يستطيعوا أن يصرفوه، ودفع السادات حياته ودمه ثمنًا لهذه اللعبة، فالجماعات التى رباها ورعاها هى التى اغتالته.. ومن حينها ونحن فى هذه الدوامة».
وأقول لعادل حمودة: أريد أن أسألك عن رأيك وموقفك من نجوم الدعاة الذين واكبوا مرحلة صعود الإسلام السياسى، وأخص بالذكر الشيخين الشعراوى وكشك؟.
ويقول: «بصراحة لم أكن متحمسًا للاثنين.. كشك رجل كل ميزته أنه دمه خفيف، عنده أسلوب ساخر ويقعد يتريق على المشاهير خاصة الفنانين، ويقول لك إزاى ست عجوزة زى أم كلثوم تغنى خدنى لحنانك خدنى، والناس تضحك وتنبسط، لكن لما تيجى تعمل تحليل مضمون لخطابه الدينى تلاقيه سطحى ولا يضيف جديدًا على مستوى الفقه أو التفسير، كل الحكاية إنه شاطر فى الخطابة وعنده قدرة على مخاطبة البسطاء ودغدغة مشاعرهم وعواطفهم الدينية، يعنى يقول لك أمريكا تمتلك قنبلة نووية، والروس عندهم قنابل ذرية، ولكن المسلمين لا يعرفون أن لديهم قنبلة أشد فتكًا من قنابل الروس والأمريكان هى قنبلة لا إله إلا الله.. طيب إيه قنبلة لا إله إلا الله دى يا مولانا؟، لكن الأسئلة كانت تضيع وسط التكبيرات والهتافات الحماسية.. ولما لمع نجم كشك رحت حضرت له درس فى مسجده الشهير بحدائق القبة.. وكانت المرة الوحيدة التى أراه فيها.
أما الشعراوى فهو رجل له جاذبية وكاريزما وعنده قدرة على الوصول للناس، واستطاع أن يقدم تفسيرًا مبسطًا للقرآن مستغلًا براعته فى اللغة والبلاغة، وفاكر إنى قابلته مرة واحدة أيضًا، طلبت منه موعدًا بعد اعتقالات ٥ سبتمبر ١٩٨١، ولما رحت له كان عنده صديقه أبوشقرة الذى دخل فى حوار غريب عن أيهما أكثر فائدة للمسلم: هل يرتدى فى رجله شرابًا أبيض أم أسود؟، ولما سألت الشعراوى عن رأيه فيما فعله السادات وجدته قد تعصب ودخلنا فى نقاش حاد فتركته وانصرفت!
وأتصور أن الشعراوى لعب دورًا خطيرًا فى صعود الإسلام السياسى فى العالم العربى كله، ولما سافرت الجزائر عرفت ما قام به الشعراوى والشيخ محمد الغزالى فى صعود التيارات الإسلامية هناك أثناء سنوات قضياها فى التدريس بجامعة قسنطينة وفى تخريج أجيال من الشباب المتطرف، وفى الجزائر الإسلام هناك ليس مجرد دين بل جنسية، ولذلك كانوا يستغربون عندما يعرفون أن فى مصر مسيحيين، فالمسيحية أصبحت بالنسبة لهم هى الاحتلال الفرنسى المجرم، ولا ينسون أنهم دفعوا مليونًا ونصف المليون شهيد فى حرب الاستقلال ضد الفرنسيين المسيحيين.. على أى حال فالشعراوى ظاهرة لا يمكن نسيانها.
وأسأل عادل حمودة عن نجم آخر من الطبعات الجديدة من الدعاة، وأقول له: لو جاءك عمرو خالد يطلب منك نصيحة يخرج بها من «المأزق» الذى يمر به فى الفترة الأخيرة، فما النصيحة التى تقدمها له؟.
ويرد بلا تفكير: «لا أملك نصيحة لأحد، لكن فى حالة عمرو خالد عليه أن يفعل مثل (أبوجلمبو) وهى فكرة سمعتها من الأستاذ هيكل، كان يقول: أول ما تتعرض لضربة قوية وتلاقى نفسك فى حالة اهتزاز اعمل زى (أبوجلمبو)، لما يتلقى ضربات تنكسر فيها قشرته الخارجية الصلبة فإنه يختفى، ويقعد فترة فى سكون لغاية لما القشرة ترجع وتسترد صلابتها.. وأنا شايف إن عمرو خالد عليه أن ينسحب من المشهد ويستغفر ربنا!.
كان صعود عمرو خالد سريعًا ولافتًا، ونجح فى أن يقدم نفسه كنموذج للإسلام المعتدل والداعية المودرن، مما فتح له أبواب الغرب فدعموه، لكن يبدو أن الغرور تمكن منه ووصل طموحه إلى التفكير فى رئاسة الجمهورية، وكاد يدخل الانتخابات لولا أنه نُصح ألا يفعل.. وأخطر ما فى عمرو خالد هو فكرة (النيات)، دائمًا ما تجد نواياه الحقيقية مختلفة عن أفعاله، ومولانا جلال الرومى له فصل فى تفسير (إنما الأعمال بالنيات) يخليك تمشى على العجين ما تلخبطوش، وتراعى جدًا نيتك فى كل عمل.
على أى حال أنا شايف إن عمرو خالد انتهى ومشروعه انكشف، وعندما يصل به الحال إلى عمل إعلان عن الفراخ نكون أمام رجل فقد رشده، فهو عمل يليق بكومبارس وليس داعية أو مصلح اجتماعى كما يدعى»!.
ومن الدعاة المودرن ينتقل الحوار إلى أمراء الدم وقيادات الجماعات المتطرفة، وقد كان عادل حمودة أول صحفى يدخل أسيوط فى ٩ أكتوبر ١٩٨١وقت المذبحة التى ارتكبتها الجماعة الإسلامية وساح فيها دم عشرات من الجنود والضباط فى مديرية أمن أسيوط بعدما حاولوا الاستيلاء عليها بقوة السلاح وإسقاط نظام الحكم بالقوة عقب اغتيال السادات- يمكن الرجوع إلى التفاصيل فى كتاب عادل حمودة المهم «قنابل ومصاحف.. قصة تنظيم الجهاد»- وأسأله: من بين تلك المجموعة من قيادات تنظيم الجهاد الذين صاروا نجومًا فيما بعد.. أيهم استوقفك ولفت نظرك؟.
يجيب: «ما لفت نظرى فعلًا أن معظم هؤلاء (القتلة) تخرجوا فى كليات عملية، وبالأخص الطب والهندسة والطب البيطرى والعلوم، عاصم عبدالماجد مهندس، ناجح إبراهيم طبيب، وكذلك عبدالمنعم أبوالفتوح، مرشد الإخوان محمد بديع تخرج فى طب بيطرى، محمد عبدالسلام فرج منظر تنظيم الجهاد وصاحب (الفريضة الغائبة) درس هندسة، وفى دراسة الكليات العملية أنت على موعد مع الحقيقة المطلقة، كله حقائق ومعادلات وكليات، فلا مجال هنا لخلاف أو اختلاف أو رأى آخر عكس دراسة الآداب والحقوق والفلسفة والسياسة، ودارس الهندسة مثلًا لن يعرف إلا حقائق جامدة، وعندما يتجه إلى الدين فلن يكون عنده إلا رأى واحد لا يقبل الخلاف، ولا يتورع عن تكفيرك إذا خالفته فى رأيه، فما يراه هو الحقيقة المطلقة، وهذه هى الكارثة، وفى فترات مراهقته الدينية فإنه مستعد أن يقتل ويفجّر باسم الله، ثم تدله التجربة أنه كان على ضلال.. فيتوب!.
عندنا كارثة اسمها مناهج التعليم، قارن واحد زى الدكتور العظيم مجدى يعقوب بطبيب يفترض أنه زميله مثل ناجح إبراهيم، حكى لى د. مجدى أنهم كانوا يدرسون بجوار مناهج الطب زمان وعلى هامشها الفلسفة وعلم الجمال والتاريخ ومقارنة الأديان، فكان الطبيب حينها فى رقى إبراهيم ناجى، الشاعر المرهف الذى كان أحيانًا يرد ثمن الكشف للمريض غير القادر، بل يعطيه ثمن العلاج من جيبه.. كليات الطب تخرج الآن أطباء لا يعرفون من الدنيا سوى جمع الفلوس.. أو تخرج إرهابيين، فهل مكتوب علينا أن يخرج علينا واحد مثل ناجح إبراهيم ليقتلنا بالسلاح ثم يعلن توبته ويتحول إلى واعظ؟!
إزاى عايز تجدد الخطاب الدينى وعندك هذا المستوى من التعليم، وحتى التعليم الدينى فى معاهد الأزهر وكلياته يحتاج إلى إعادة نظر، ومن رأيى أن الذين يتصدون للفتوى وأمور الشريعة لا بد أن يكونوا قد تخرجوا فى كليات مدنية قبل دراستهم الدينية، وعندنا نموذج متميز مثل الدكتور على جمعة الذى تخرج فى البداية من كلية التجارة، لازم الشيخ أو الفقيه يكون على صلة بالناس والحياة قبل الدين، لا أفهم كيف يأخذون طفلًا ويعزلونه عن الدنيا بزى خاص وبدراسة متخصصة ويحشون دماغه بكتب السلف وأحداث الماضى ثم تريدون منه أن يفتينا فى شئون حياتنا بكل ما فيها من اختراعات وتطورات؟».
عادل حمودة مهتم ومهموم بملف تجديد الخطاب الدينى إلى حد فاجأنى، وتحدث فيه طويلًا وبالتفصيل، وعنده حلول عملية لتطوير وتجديد هذا الخطاب، منها مثلًا أن نبدأ فى نشر كتب مفكر كبير ومستنير مثل المستشار محمد سعيد العشماوى، أوقف عمره على مشروعه الفكرى وترك لنا نحو ٣٠ كتابًا من أهم الكُتب فى الإسلام: تاريخًا وفكرًا وفقهًا وشريعة، ويفتخر عادل حمودة بأنه كان أول من اكتشفه صحفيًا على صفحات «روزاليوسف»، واستطاع الرجل أن يتصدى للفكر المتطرف ويفنده ويعريه ويقدم صورة مشرقة وصحيحة للإسلام، والرجل الآن بين يدىّ الله، ولا يحتاج لشهرة ولا مال، فهو لم يتزوج وتفرغ لكتاباته، وكتبه مترجمة للعديد من اللغات العالمية، ونشرها الآن ضرورة إذا كنا جادين فعلًا فى تجديد الخطاب الدينى.
ثم هناك اقتراح أو شرط آخر يطرحه عادل حمودة:
«يجب أن نعطى ما لقيصر لقيصر، وما لله لله فى المسائل الدينية، أعطيك مثالًا أزعجنى كثيرًا، فقد صدرت مؤخرًا فتوى عن مفتى الديار المصرية الحالى وهو صديق عزيز وأحمل له كل تقدير ومحبة، وهو على المستوى الإنسانى رجل لطيف وودود، ولكن هذا لا يمنع اعتراضى على فتواه بتحريم التعامل بالعملة الإلكترونية العالمية (البيتكوين)، عايز أقول لك أنا رجل دارس للاقتصاد وأفهم فيه، وأعرف أن البنك الفيدرالى الأمريكى لم يحسم الأمر، كذلك بنك إنجلترا المركزى، وهناك تزايد فى الطلب عليها، وتستطيع فى أمريكا أن تشترى سيارة بتلك العملة، وبعض المطاعم تتعامل بها، فعلى أى أساس قرر المفتى عندنا أن يحرمها رغم أن المتخصصين فى الاقتصاد لم يحسموا أمرها بعد، ثم ماذا سيفعل فضيلة المفتى لو رأت حكومتنا أن تتعامل بتلك العملة ورأت فيها مصلحة للاقتصاد المصرى؟.
يجب أن يترك رجال الدين القضايا التى لا يفهمون فيها لأهلها من المدنيين، ولا يقحمون الدين فى كل شىء».
وأردت أن أخفف عن عادل حمودة حدة انفعالاته فسألته مداعبًا: هل أخرجت زكاتك هذا العام.. ولأى مستشفى من تلك التى تطاردنا إعلاناتها طيلة الليل والنهار؟.
لكنه يجيبنى بجدية كاملة:
«منذ فترة وأنا أُخرج زكاتى للغارمات، ربما هذا الأمر يتوافق مع إيمانى الشديد بفكرة الحرية، وأن منح الحرية لسجين أهم من إطعام مسكين، ثم إنه يتوافق كذلك مع تعاطفى الشديد مع المرأة، فأنا لحم أكتافى من خيرها، فقد تربيت فى مجلة أسستها سيدة (روزاليوسف)، وعينتنى فيها سيدة (سعاد رضا)، واشتغلت مع سميرة خاشقجى فى (الشرقية) ومع أميمة اللوزى فى (الحوادث).. ولذلك أكون سعيدًا لو أدخلت السرور على قلب امرأة اضطرتها ظروف الحياة الصعبة أن تدخل السجن بسبب أقساط بوتاجاز أو ثلاجة اشترتها لجهاز بنتها، ومنذ فترة وأنا أضغط فى اتجاه أن تهتم مؤسسات الدولة بقضية الغارمات، وأحمل تقديرًا خاصًا للشيخ على جمعة ومؤسسته وجهوده فى ملف الغارمات».
وأسأل عادل حمودة: كما تريد أن تدخل السرور على قلب «غارمة».. هل تذكر موقفًا تجلى لك الله فيه وأدخل السرور على قلبك؟.
وبعد لحظة صمت يقول: «أكيد.. موقف كانت حياتى فيه مهددة، وحياة بناتى مهددة وفى مواجهتى دول ومؤسسات وشخصيات نافذة، ولكن الله كان معى.. ونصرنى».
التفاصيل فى كتاب يصدر قريبًا بالقاهرة عن «الذين رأوا الله»..