رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان فى لبنان

رمضان في لبنان
رمضان في لبنان

• يتشارك لبنان بعض التقاليد الرمضانية مع بلدان العالم العربى ويتفرد فى بعضها الآخر، كما تتنوع تقاليده الرمضانية بين شماله وجنوبه وتكاد كل منطقة فيه تستأثر بطقوس معينة.

• يستقبل اللبنانيون رمضان بتزيين الساحات العامة والشوارع الرئيسية والفرعية ومداخل المساجد وشرفات المنازل بالفوانيس الرمضانية التي اعتاد الأهالى على استخدامها استهلالًا لقدوم رمضان.

• لا يزال أهالي بيروت حتى اليوم يحيون تقليدًا رمضانيًا قديمًا اشتهرت به ويعرف بـ«سيبانة رمضان»، ويقضي بأن تقوم العائلة والأصحاب بنزهة إلى شاطئ المدينة، ويتناولون المأكولات والعصائر، وذلك فى اليوم الأخير من شهر شعبان أي قبل بدء شهر رمضان وانقطاع الصائمين عن الطعام، ويرى بعض المؤرخين أن أصل تقليد سيبانة رمضان يرجع إلى كونه عملية استهلال لهلال شهر رمضان، أي بمثابة «استبانة»، إلا أن أهالي بيروت حرّفوا الكلمة مع مرور الزمن إلى «سيبانة» تسهيلاً للفظها.

• أما في طرابلس فهناك فرق صوفية تجوب شوارع المدينة قبيل حلول الشهر المبارك بأيام، يرنم فيها المشاركون المدائح والأناشيد النبوية لتهيئة الناس وتحضيرهم لاستقبال الشهر الفضيل.

• في اليوم الأخير من شهر شعبان، تعمد بلدية بيروت الى إضاءة أكبر فانوس في وسط المدينة ويترافق مع مسيرات رمضانية تجوب أسواق بيروت. وتضم هذه المسيرات أطفالًا يرتدون أزياء تراثية شرقية ويرنمون الأناشيد الدينية معبرين عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان المبارك.

• يتشارك لبنان وبعض الدول العربية تقليد «مدفع رمضان»، وتختلف الروايات بشأن بداية العمل به، فهناك من يقول إنه بدأ مع الفاطميين أو الأخشيديين، أو في عصر محمد علي باشا، حيث استخدم الحكام "المدفع" لتنبيه الناس إلى حلول أوقات الإمساك والإفطار في شهر رمضان، على أن يتم إطلاق طلقة مدفعية عند الغروب طيلة أيام شهر رمضان.

• وقد توقف مدفع رمضان خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، لأن صوته كان سيضيع وسط أصوات المدافع الأخرى. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها فى 1990 أعادت الحكومة اللبنانية تقليد المدفع الرمضاني مع استحداث مربض خاص لأحد مدافع الجيش اللبنانى قرب السفارة الكويتية في بئر حسن، وتوجيهه ناحية البحر.

• قبل سنوات قليلة كان المسحراتي رمزًا رمضانيًا لا بد منه في كل المناطق اللبنانية، ولكن مع اعتماد الصائمين على وسائل تقنية للاستيقاظ كمنبة الساعة والهواتف الخلوية، إضافة إلى مكبرات الصوت في مآذن المساجد كل هذه الأشياء جعلت ظاهرة المسحراتي تكاد تختفي اليوم، وأصبح وجود المسحراتي يقتصر فقط على بعض القرى والبلدات النائية.

• يشيع في لبنان شرب الحساء بجميع أنواعه والفتوش المؤلَّف من الخس والطماطم والخيار والليمون، والبطاطس المقلية والحمص بالطحينة، أما الأكل الرئيسى، فالشائع الملوخية مع الدجاج بالإضافة إلى الكبة المقلية، أما بالنسبة للحلويات فالشعيبيات والأرز بالحليب من أهم الأنواع المفضلة.

• يعد "الجلاب" أشهر المشروبات الرمضانية في لبنان، وهو عبارة عن دبس التمر أو دبس الزبيب، ويحضر بطحن الزبيب وإضافة السكر والليمون وماء الورد، كما تشتمل العصائر الرمضانية في لبنان على التمر الهندي والعرقسوس والخروب وقمر الدين.

• من أشهر الحلويات العربية وأكثرهًا رواجًا على المائدة الرمضانية: حلاوة الجبن والكلاج والقطايف، وتكاد المدن اللبنانية الكبرى تحتكر صناعة الحلويات، فطرابلس تختص بحلاوة الجبن، وصيدا بالـ«سنيورة».

• تشهد تجارة المأكولات والخضار والفواكه والحلويات والعصائر والتمر والمكسرات (اللوز والجوز والفستق) خلال الشهر الكريم طلبًا كبيرا يختلف عن باقـى شهور السنة، ولكن غلاء المأكولات وتبدل أحوال الناس ذهب بعادة تبادل الصحون مع الجيران أو ما يعرف بـ«السكبة» التي كانت تضفي على المائدة الرمضانية جوًا من البهجة والحبور.

• يتردد المواطنون اللبنانيون خاصة أهالي طرابلس على الجامع المنصوري الكبير لزيارة «الأثر النبوى الشريف»، لا سيما في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، بحيث يحتشد الناس كبارًا وصغارًا، رجالا ونساء في الجامع للتبرك بشعرة النبي وتقبيل هذا الأثر لمرتين؛ الأولى عقب صلاة فجر يوم الجمعة، والثانية عقب صلاة الجمعة مباشرة.

• ويروى أن السلطان العثماني عبدالحميد الثاني قد أهدى هذا الأثر إلى طرابلس مكافأة لأهلها على إطلاق اسمه على أحد مساجدها، والذي يعرف اليوم باسم «الجامع الحميدى»، وهذا الأثر هو عبارة عن شعرة واحدة من لحية الرسول (ص) محفوظة داخل أنبوب زجاجى، معلقة ومثبتة بالشمع الأحمر المغلف بالعسل والعنبر، مغلقة بهلال ذهبي، كتب عليه أنها شعرة من لحية الرسول، وقد كانت محفوظة في جناح الأمانات المقدسة في قصر طوب كابي في إسطنبول.