رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام كشك وعدوية «5»

محمد الباز يكتب: صعود كشك وعدوية إلى النجوم.. «متخدوناش فى دوكة واتعلموها بقى»

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز

- كشك إلى عالم الشهرة بدأت من مسجد الطيبى القريب من جامع السيدة زينب
- انطلاقة عدوية حصل على ٥٠ جنيهًا مقابل أغنيته «السح الدح امبو».. واسمه الحقيقى أحمد مرسى على


رحلة الشقاء التى عاصرت كشك وعدوية واعتصرتهما، كان طبيعيا جدا أن تصل بهما إلى المجد، وهو ما جرى، ولأن للمجد طريقا لا بد أن يسلكه أصحابه، فقد سار فيه الشيخ والمغنى كل على طريقته.

لم يحصل عدوية مقابل ألبومه الأول الذى حمل اسم أغنيته «السح الدح امبو» إلا على خمسين جنيها فقط، لكن يبدو أنها كانت خمسين جنيها سحرية، فقد فتحت عليه أبواب السماء بالمال، للدرجة التى لم يكن يعرف بالتحديد ماذا لديه من أموال.

قبل «السح الدح امبو» كان عدوية معروفا فى كباريهات شارع الهرم، لكنه لم يكن نجما بما يكفى، وبعدها صار النجم الأول، الذى ينتظره الجميع ويسعون إليه أينما حل أو رحل، بل كان غناؤه فى أفراح الكبار حلما يراودهم، يتحاكون به وعنه.

أصبح عدوية مليونيرا ليس بحسبة المال فقط، ولكن بحسبة التوزيع فى سوق الكاسيت الذى كان راكدا قبله، وبحسبة الذين يستمعون إليه فى الكباريهات.

كانت الظاهرة لافتة، فقد أجمعت الإحصائيات أكثر من مرة- طبقا لما نشرته مجلة الموعد عدد ١٥ فبراير ١٩٧٩- على أن أشرطة كاسيت أحمد عدوية هى الأكثر رواجا فى الأسواق، بل قالت إحدى الإحصائيات بمبالغة، أو دون مبالغة، إن عدد أشرطة الكاسيت التى بيعت لأغانيه زادت على المليون ومائتى ألف شريط، لدرجة أن الشركة التى احتكرت تسجيل أغانيه، فتحت له حسابا جاريا يحصل بمقتضاه على المبلغ الذى يحتاجه، فى أى وقت يشاء.

من الصعب تصديق ذلك بالطبع، تحول عدوية بعد أغنيته الأولى إلى دجاجة تبيض ذهبا، كان هذا صحيحا جدا، لكن ليس معناه أن يتعامل معه منتجه بحساب مفتوح، ولذلك فإن أغلب الظن أن ما قيل هو بعض من مبالغة صاحبت سيرة المطرب الشعبى الكبير.
مجلة الموعد كان لها تفسير يبدو منطقيا، فطبقا لما نشرته عن حكاية الحساب المفتوح تقول: مع ما فى الخبر من تهويل، قد يكون قريبا من الحقيقة، فلا بد من القول إن أشرطة عدوية تبيع فعلا الأرقام الجيدة، وربما القياسية، ولكن لسبب جوهرى ومهم، هو أن أغانى عدوية لا تذاع فى الراديو أو التليفزيون، بل تقدم فقط للجمهور عن طريق شارع الهرم، فى المحلات التى يعمل بها، وعن طريق الكاسيت.
التفسير لا يزال ممتدا.
وعلى اعتبار أن الكثيرين من هواة الكاسيت لا يشترون فى غالب الأحيان أغنياتهم المفضلة من الأسواق، بل هم فى أكثر الأحيان يعمدون إلى تسجيلها بأنفسهم، فهم لا يستطيعون بالتالى العثور على أغنيات أحمد، ولذلك يضطرون إلى شرائها من الأسواق، وهذا نتيجة للمنع، الذى تبرره أجهزة الإذاعة والتليفزيون، بأنه ناتج عن تفاهة الكلمات التى يؤديها ومستواها الرخيص.
تعليق «الموعد» على أرقام توزيع أغانى عدوية كانت فيه رائحة ليست جيدة، تشعر وكأنه قصف جبهة لمطرب فرض نفسه على السوق بصرف النظر عما يقدمه، وربما نتأكد من ذلك، من السخرية الأخيرة التى ختم بها كاتب المقال وجهة نظره.

يقول: وعدوية الذى أصبح مليونيرا بالفعل، يشكر الإذاعة والتليفزيون لأن منع أغانيه هو الذى أدى لثرائه، وإلى أن يصبح مليونيرا، بل إنه يهدد أيضا باللجوء إلى القضاء، إذا أذاعت أجهزة الإعلام أغنياته، وسيتهمها بأنها خربت بيته.
كان عدوية ممنوعا من الإذاعة والتليفزيون بالفعل، لدرجة أن هناك نكتة لازمته وقتها وهى أن المطرب الشعبى كان يخشى المرور من أمام مبنى التليفزيون، ويتجنب السير فى شارع ماسبيرو خوفا من رقابة التليفزيون، التى ربما تلقى القبض عليه بسبب أغانيه المتجاوزة كل محاذير الرقابة.
بل جرى فى العام ١٩٧٧ أن عدوية ذهب إلى التليفزيون لإذاعة إعلان عن ألبومه الجديد «بنت السلطان»، فرفضته رقابة التليفزيون، جرى هذا رغم أن هذا الألبوم كان الوحيد الذى لم تعترض عليه الرقابة، وكانت النتيجة الطبيعية أن الألبوم حقق كالعادة مبيعات غير مسبوقة.
ستتعجب عندما تعرف أن عدوية لم يُعتمد مطربا فى الإذاعة إلا فى ٣١ يناير ١٩٨٠.
عنوان الخبر الذى نُشر فى جريدة الجمهورية فى ١ فبراير ١٩٨٠ كان دالًا.
«أخيرًا عدوية فى الإذاعة».
التفاصيل هنا مهمة، فقد تم اعتماد أحمد عدوية مطربًا فى الإذاعة بعد أن ظل يحترف الغناء نحو عشر سنوات، دون أن يصل صوته إلى الناس عن طريق الميكروفون.
تكونت اللجنة التى اعتمدت عدوية مطربًا فى الإذاعة من: مدحت عاصم وعبدالحليم نويرة ومحمود كامل ومحمود مصطفى.
غنى عدوية أغنية جديدة أمام اللجنة «شبابيك الحلو» من ألحان محمد عصفور، أداها فى نحو ثلث ساعة، على نغمات أوركسترا مكون من ١٧ عازفا.
المفارقة أن عدوية كان قد غنى أمام اللجنة نفسها فى اجتماعها السابق (جرى الاجتماع قبل أسبوع من الاجتماع الأخير) ولكن أداءه لم ينل قبولا منها، فأجلت النظر فى اعتماده إلى اجتماع ٣١ يناير، وهى اللجنة التى انتهت باعتماده مطربا.

ليس بعيدا بالطبع أن يكون انتشار عدوية الكبير لأنه كان ممنوعا من الإذاعة والتليفزيون، فالممنوع مرغوب كما يقولون، لكن هذا لا يمنع أن السماء كانت قد فتحت لعدوية أبوابها، وإلا بماذا نفسر توزيع ما يقرب من مليون نسخة من شريطه الأول، وهو ما جاء قبل تصنيع أسطورة أن منع أغانيه فى الإذاعة والتليفزيون كان وراء انتشاره الكبير.

أبواب السماء التى وجدها عدوية مفتوحة أمامه، فى الواقع لم تفتح من تلقاء نفسها، فلولا أنه طرقها ما فتحت له.
لقد أخذ الشاب الصعيدى بأسباب النجاح وأراده، فكان له ما تمنى.
هل تسمعون لشاهد من شهود عصر عدوية؟
اسمه محمود خفاجى، صحفى مصرى، كان صديقا للفنانين وقريبا منهم، ويعلم عنهم الكثير، كتب بعضا من حكايات صاحبة الجلالة لمجلة المجالس الكويتية فى منتصف التسعينيات.
من بين حكاياته كانت حكاية عدوية.
فى العام ١٩٧١ دعت المطربة حورية حسن محمود خفاجى إلى شقتها بشارع التحرير لحضور عيد ميلاد ابنتها من الفنان زين العشماوى الذى كان منفصلا عنها فى ذلك الوقت.
كانت حورية حسن معروفة فى الوسط الفنى- طبقا لخفاجى- بأنها تحب السهر والفرح، وتختلق المناسبات لإقامة الحفلات، فى محاولة لنسيان وحدتها وملء فراغ ابنتها بما يبهجها ويسعدها.
دع عنك التناقض الذى كان يميز شخصية حورية- أشهر أغنياتها كانت «يا أبوالطاقية الشبيكة»، و«من حبى فيك يا جارى» -، فرغم أنها كانت تملأ شارع الهرم بأغنياتها وخفة دمها، إلا أن الحفلات الخاصة كانت تمثل لها شيئا ضروريا ومميزا، ولا تفسير لذلك إلا أنها كانت تهرب من وحدة لا يعرف حدودها ولا عمقها إلا هى.
شارك فى الحفل الذى حضره خفاجى عبدالعزيز محمود الذى أهدى لحورية أغنية خاصة بعيد ميلاد ابنتها، وغنت حورية كما لم تغن من قبل، وبعد أن غنت أجرى القدر على يديها ما يشبه النبوءة.
كان فى الحفل- كما يصف خفاجى- شاب أسمر اللون، نحيف الجسم، زائغ البصر، جائع، كلما راح أو جاء فى الشقة مد يده إلى الكباب والكفتة والتهم الكثير منهما، وشرب الكوكاكولا لزوم البلع وربما الهضم بعد ذلك.
لم يكن أحد فى الحفل كله يعرف من هو هذا الشاب الأسمر، قبل أن تقول لهم حورية حسن: اسمعوا يا جماعة، الليلة هتسمعوا لأول مرة صوتا جديدا واسما جديدا، لكن أنا عايزة أقول لكم إنه بعد كام سنة الواد ده هيكون له شأن كبير، أقدم لكم الأخ أحمد مرسى.
كان أحمد مرسى هو نفسه أحمد عدوية، وهنا أتوقف قليلًا أمام حكاية الاسم هذه، وكيف وصل أحمد مرسى إلى أن يكون أحمد عدوية؟.
فى بطاقته اسمه الرسمى أحمد مرسى على.. وعندما بدأ الغناء فى الأفراح والكباريهات قبل الشهرة أضاف اسم عائلته إلى اسمه، فأصبح أحمد العدوى، وفى زحمة التحضير لألبومه الأول حدث خطأ فى طباعة أغلفة الألبوم، فتحول الاسم من أحمد العدوى إلى أحمد عدوية.
الأمر كله كان خطأ مطبعيا إذن، اعترض عليه عدوية لأنه تحول من راجل إلى واحدة ست كما قال، لكنه لم يستطع أن يغير شيئا، لأن طباعة الألبوم كانت قد انتهت، ولم يكن عدوية وقتها نجما كبيرا، يمكن أن يفرض شروطه على المنتج، فيعدم الألبومات ويطبع غيرها.
كانت هناك علامة أخرى ارتضى بها المغنى الشاب باسمه الجديد «عدوية»، وقتها كانت أغنية «عدوية» لمحمد رشدى التى كتبها الأبنودى تحقق نجاحا منقطع النظير، كان عدوية نفسه مغرما بها ويغنيها فى كل مكان.. تفاءل بها، واعتبر أن تغيير الاسم ربما كان فألًا حسنًا، فتقبل ما جرى.
قبل أن نغادر واقعة دخول أحمد عدوية إلى الإذاعة، لا يمكن أن نتجاهل اسمًا مهمًا كان له دور مهم فى مرور المغنى إلى الميكروفون الرسمى، هو الكاتب السياسى الكبير محمود عوض الذى عُرف أكثر بكتابته لسيرتى حياة أم كلثوم وعبدالوهاب.
لم يتحدث محمود عوض عن تفاصيل هذا الدور كثيرا، ولم يأت عليه عدوية، إلا أن التاريخ يقول إن عوض ساعد عدوية ليغنى فى الإذاعة بعد أن لمس فيه صوتا يليق بالشباب، ربما يذهب البعض إلى أن دخول عدوية إلى الإذاعة كان على يدى عوض.
هل نعود إلى شقة حورية حسن مرة أخرى؟
صفق الحاضرون لأحمد مرسى ربما من باب المجاملة ولا أكثر من ذلك، وقف المطرب الأسمر يتمايل يمينًا وشمالًا، وقال شيئًا أشبه بالمونولوج، وشيئًا فشيئًا بدأ الموسيقيون يتعاونون، والحضور يصفقون، وبعد الغناء ألقى بعض النكت بسرعة وخفة دم، وانتهت الليلة ليذهب الجميع دون أن يسأل أحد عمن غنى، خاصة أن أحدا لم يره فى شقة حورية بعد ذلك.
بعد سنوات طويلة سافر فيها محمود خفاجى إلى الخارج، ولما عاد كانت المفاجأة.
أتركه هنا يحكى هو: مرت سنوات، وإذا بى أعود إلى القاهرة فى إجازة صيف، وأركب تاكسى أجرة من المطار إلى بيتى فى العجوزة، وسائق التاكسى يصدع رأسى بصوت أحد المطربين، فأمسكت غلاف الكاسيت لأتفرج على صاحب الصوت والصورة، «السح الدح امبو.. إدى الواد لابوه.. يا عينى الواد بيعيط.. يمكن عطشان اسقوه»، ثم «حلاوتها أم حسن»، وسألت السائق: مين اللى بيغنى؟ فرد: حضرتك بتنكت.. ده أحمد عدوية.. مطرب محصلش.
ابتلع خفاجى المفاجأة، ردد بينه وبين نفسه: أحمد عدوية الصورة والذاكرة تنتعش، إنه هو، أحمد مرسى، سبحان الله، إن كلمات حورية حسن لا تزال ترن فى أذنى: الواد ده هيكون له شأن كبير.
لم يستمتع خفاجى بانتعاش ذاكرته، قطع السائق عليه صمته، وقال له: المطرب ده يا بيه كاسح السوق، الشرايط بتتوزع زى الرز، أنا سمعت إنه اشترى عربية مرسيدس، ربنا يعطيه أصله يستاهل.
لفت عدوية انتباه الجميع، وهناك ما يشبه الإجماع على أنه قادم.. وأنه سيملك أيامه، رغم وجود الكبار على المسرح لا يزالون.
وكما كان عدوية قبل أن يدخل الإذاعة، كان الشيخ كشك أيضا، فقد صعد منابر القاهرة عبر الجمعية الشرعية، لكنه كان يبحث عن الشرعية الحقيقية، بأن يعمل فى وزارة الأوقاف.
كان الشيخ قد التحق بقسم تخصص التدريس فى كلية أصول الدين، وكان هذا القسم عبارة عن دراسة للعلوم التربوية كسيكولوجية الطفولة والمراهقة وأساسيات التربية وطرق التدريس والصحة النفسية.
بعد التخرج أعلن مكتب العمل عن وظائف للخريجين، وكان على كل خريج أن يشترى استمارة ويكتب فيها رغباته بالعمل الذى يريده.
رغب كشك فى أن يعمل مدرسًا بالأزهر، أو معيدًا بكلية أصول الدين فقد كان ترتيبه، كما يقول، الأول، لكن كما يقول هو فى مذكراته: لكن إرادة الله- والخير كله فى إرادته- أن أعمل إمامًا وخطيبًا.
هل لى أن أثبت هنا شيئًا ولو بشكل عابر؟
بما يقوله هنا الشيخ كشك فى مذكراته الرسمية، يرد على من قالوا إنه تم تعيينه بالفعل معيدا فى كلية أصول الدين، لكنه تركها بعد المحاضرة الأولى، حتى يحقق حلمه بالصعود إلى المنابر، فى إشارة إلى أنه قام بتضحية عظيمة من أجل رسالته التى وهب نفسه لها، رغم أن ما جرى فعليا أنه لم يقترب ولو ليوم واحد من حلمه بأن يكون معيدا فى الجامعة.
استقبل كشك تعيينه إمامًا وخطيبًا بمساجد الأوقاف استقبال الراضى القانع، لكن كان هناك ما ينتظره من القلق.
كان كل إمام يعين فى محافظته، بما يعنى أنه سيذهب إلى دمنهور بالبحيرة، لكن ولأنه كان يسكن فى القاهرة، رد على مدير الدعوة بالوزارة عندما سأله: فى أى الأماكن تريد أن تعمل؟ بأنه يريد القاهرة.
رد مدير الدعوة كان صاعقا، قال له: أرأيت كف يدك؟ فقال كشك: نعم، فرد عليه: لو نبت فيه شعر فسوف تعين فى القاهرة، لكن الشيخ العنيد قال له: بإذن الله سوف أعين فى القاهرة.
قبل أن ينصرف من الوزارة وجد ساعيًا بها ينادى عليه، ويخبره بأنه يصلى خلفه فى المسجد الذى يخطب به بحى الشرابية، وأنه عرف مشكلته، ووعده بأن يتدخل لحلها، وطلب منه فقط أن يقرأ سورة يس لتلحقه بركاتها.
عاد كشك إلى الوزارة فى اليوم التالى، ليجد مدير الدعوة يسأله: لماذا تريد التعيين فى القاهرة؟ فشرح له ظروفه، وتشفع لديه بأنه الأول على دفعته ومن حقه أن يختار المكان الذى يعمل فيه.
وافق مدير الدعوة على تعيين الشيخ فى القاهرة، وتحديدًا فى مسجد الطيبى القريب من مسجد السيدة زينب، وقبل أن ينصرف، سأله الساعى عن مسعاه وما جرى فيه، فرد كشك: «بعون من الله عينت فى القاهرة ولم ينبت فى كفى شعر».

لم يكن مسجد الطيبى مجهزًا بشىء، وأترك كشك يسجل تجربة نجاحه فيه، يقول: «أول جمعة أديتها فى هذا المسجد لم يكن به أكثر من صفين اثنين من المصلين، وكان المسجد فى حى معروف بكثرة المقاهى، وكان أكثر رواده من العاملين بالجزارة أو بيع الأسماك، ولم يكن به مكبر للصوت وكان الحصير قد أصابه البلى، فأصبحت أرضه عارية، لكن الإقبال على المسجد بدأ يزيد شيئا فشيئا فى دروس المساء، انتقل كثيرون من المقاهى إلى المسجد، وقام بعضهم بشراء الحصير، وازداد الإقبال يوم الجمعة حتى ضاقت الشوارع المحيطة بالمسجد.
شهد مسجد الطيبى انطلاق الشيخ كشك إلى مساحة من الجماهيرية لم يكن يتصورها، لكنه كان على يقين بأنه سيقابلها يومًا، فما جرى له فى الحى الشعبى كان يبشر بأنه لن يكون مجرد إمام وخطيب، بل سيكون ما هو أكثر من ذلك.