رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسرا: لا أجسّد شخصية تهاني الجبالي.. وأنافس نفسي في رمضان

يسرا
يسرا

قالت النجمة الكبيرة يسرا: إنها تنافس نفسها خلال الموسم الدرامى الرمضانى، ولن تتابع سوى مسلسلها «لدينا أقوال أخرى»، مقللة من أهمية قرار عدم عرضه على قنوات مصرية، واقتصار ذلك على التليفزيون السعودى، لأن الجمهور يذهب وراء الفنان الذى يحبه إلى أى مكان.

واعترفت يسرا، فى حوارها مع «الدستور»، بتدخلها لإجراء تعديلات على الحلقات العشر الأخيرة فى المسلسل، معتبرة ذلك «طبيعيًا» للوصول إلى أحداث «منطقية» يقتنع بها المشاهد، مشيدة بطاقم العمل، الذى بذل مجهودًا كبيرًا وتعرض لضغوط عديدة.

■ بداية.. ما الدافع الرئيسى وراء موافقتك على بطولة مسلسلك الرمضانى «لدينا أقوال أخرى»؟
- المسلسل ملىء بالأحداث التشويقية، ضمن قصة وحبكة درامية مميزة، بجانب وجود عدد من الفنانين الموهوبين، وعلى رأسهم الفنانة شيرين رضا، التى أرى أنها «استوت فنيًا»، وتحب عملها بشكل لافت للنظر، و«مش عايزة تقول الكلمتين وتروح» مثل أخريات، لذا جمعتنا «كيميا» كبيرة جدًا أثناء التصوير.

■ بذكرك شيرين رضا.. ما انطباعك عن فريق العمل بالكامل؟
- المسلسل يجمع عددا كبيرا من الممثلين الموهوبين، الذين أحمل حبا وتقديرا لكل واحد منهم، وأدوا واجبهم كاملا وبزيادة، بداية من النجمة شيرين رضا «أحلى ست فى العالم» و«اللى بموت فيها»، مرورا بالممثلة الشابة سلمى أبوضيف، التى أتنبأ لها بمستقبل باهر، ومحمد شاهين «أخف دم فى العالم»، والأستاذ سامى مغاورى، وأحمد حاتم الذى عملت معه من قبل، وأراه فنانا موهوبا جدا.

■ هل صحيح سيناريو العمل قُدم لك قبل ٣ أعوام ولم يعجبك فعدله المؤلف هذا العام؟
- لم يحدث هذا إطلاقا، وسيناريو المسلسل لم يُعرض علىّ قبل العام الجارى، لكن فيما يتعلق بإجراء تعديلات فإن هذا حدث بالفعل، فبعد تسلم الحلقات العشر الأخيرة طلبت إجراء بعض التعديلات بها.

وأعتبر ذلك طبيعيا، لأنه فى كثير من الأحيان يكون لدينا أحداث رائعة، لكن حين نربطها فى سيناريو وحوار، يكون الأمر صعبا، ما يتطلب التعديل للوصول إلى «منطقية» الحدث الذى يتلقاه عقل المشاهد.

■ لماذا حولتم اسم المسلسل من «بنى يوسف» إلى «لدينا أقوال أخرى»؟
- قبل التجهيز لأى عمل فنى، يكون هناك اسم مبدئى، وبعد دخول التصوير والكشف عن الخطوط الدرامية لقصة العمل يستقر صناعه على اختيار اسم ملائم لتلك القصة، مع مراعاة أن يكون جاذبا للجمهور، ومختلفا، وغير مكرر.

وبصراحة، لم أحب اسم «بنى يوسف» إطلاقا منذ البداية، وشعرت بأنه «تقليدى»، بل اعتقدت أن العمل «تاريخى»، ما دفعنى لرفضه آنذاك، حتى تم توضيح الأمر لى، وبعد دخول التصوير، رأيت حينها أن «لدينا أقوال أخرى» هو الاسم الأنسب، الذى سيشعر المشاهد بأنه يعبر عن القصة بشكل كبير.

■ ألم تخشى تأثير تغيير الاسم على الجمهور؟
- الجمهور عادة ما يرتبط بالأمر الصحيح والأكثر منطقية، وهو ما حدث من قبل فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، الذى كان مقترحا له عدة أسماء مباشرة من بينها «رصاصة رحمة»، لكننا وجدنا أنه يجعل المشاهد منذ الحلقة الأولى يعرف أن البطلة هى «رحمة»، وتنحصر توقعاته فى إطلاقها رصاصة على شخص ما خلال الأحداث، فجاء الاسم النهائى الذى وضع القصة وتوقعها فى منطقة أخرى، وهو ما تكرر مع «لدينا أقوال أخرى».

والسبب فى ترديد هذا الأمر، هو بعض الصحفيين الذين بادروا بداعى «السبق» لنشر تفاصيل دورى رغم حرصى على «سرية» الرواية وعدم «حرقها» على الجمهور.

■ ما حقيقة أن شخصيتك فى المسلسل تجسيد للمستشارة تهانى الجبالى؟
- تقديم أى دور يتعلق بالمستشارة تهانى الجبالى «شرف» لى، لكن القصة لا تتعلق بها من قريب أو بعيد، وربما يكون تقديمى دور «مستشارة قانونية»، ونشر هذا فى وسائل الإعلام المختلفة هو ما جعل كثيرين يعتقدون أننى أقدم شخصية «المستشارة تهانى».

وبصفة عامة، شخصية «أميرة» مليئة بالخطوط الدرامية وتتعرض للكثير من الأحداث، فهى مستشارة قانونية فى وزارة العدل، تفقد أحد أبنائها، فتنقلب حياتها رأسا على عقب، وتبدأ رحلة البحث عن العدالة التى حرصت على تطبيقها طيلة حياتها، لكنها تصبح ضحية أحداث لم تتوقعها، وتتورط فى قضية تواجه فيها حكما بالإعدام، وتجد صعوبة كبيرة فى إثبات براءتها.

■ لكن قصة «البطلة التى يحكم عليها بالإعدام ظلمًا وتهرب بحثًا عن براءتها» قدمتها من قبل فى «ملك روحى».. ما تعليقك؟

- صحيح.. لكن الخط الدرامى فى المسلسلين مختلف تماما، ففى «ملك روحى» كان الصراع بين «ملك» وعم زوجها «حسن حسنى» على «ميراث» هذا الزوج، ما دفعه للتخلص منها.

أما فى «لدينا أقوال أخرى» فتتعرض «أميرة» للكثير من الأحداث التى لم تتوقعها، نتيجة مساعدة أحد الأشخاص، بطريقة يجسدها المثل القائل: «تبقى ماشى فى الصحرا وتقع على راسك بلكونة»، ولن يدرك الجمهور بسهولة ما الذى يقودها لتلك الأحداث.

■ لماذا صنف المسلسل على أنه «دراما نفسية» رغم كونه «تشويقيًا» كما كشفت الحلقات الأولى؟
- تسبب تصوير بعض المشاهد داخل مصحة نفسية، ونشر ذلك فى العديد من المواقع الإخبارية، فى اعتقاد كثيرين بأن العمل «دراما نفسية»، لكن الحقيقة خلاف ذلك تماما، فهو «تشويقى»، استعنا خلاله ببعض الحالات النفسية لخلق خلفية درامية ومسببات لما يحدث مع أبطال العمل.

■ ما تفاصيل الوعكة الصحية التى تعرضتِ لها خلال تصوير العمل؟
- تعرضت إلى «وعكات» وليست «وعكة» واحدة، كان أهمها تلك التى أقعدتنى فى منزلى ١٠ أيام، توقفت خلالها عن التصوير نهائيا، ورغم أنى لا أزال أشعر بالآلام نفسها حتى الآن، فإننى استكملت التصوير، خاصة مع الضغوطات المفروضة علينا بشأنه، والتى دفعت المخرج محمد على لاستكمال تصوير مشاهد باقى الممثلين، أثناء وعكتى الصحية.

■ فوجئنا مؤخرًا باقتصار عرض المسلسل على التليفزيون السعودى.. ما أسباب ذلك؟
- ليست لى علاقة بالتعاقدات مع قنوات العرض، لأنها مهمة الإنتاج، لكنى بطبيعة الحال حزينة على عدم وجودى فى الشاشات المصرية، وإن كنت أرى أن الجمهور المصرى يشاهد الأعمال الدرامية فى الوقت الحالى على «مواقع المشاهدة» و«يوتيوب»، لذا «مش فارقة معايا المسلسل يتعرض فين».

■ كيف رأيتِ حملة دعمك فى هذه الأزمة على مواقع التواصل الاجتماعى؟
- أثق جدا بأنى لن أكون نجمة إلا بوجود جمهور أو أصدقاء يدعموننى، وأنا ممتنة جدا لكل من ساندنى فى هذه الأزمة، خاصة أن ذلك الموقف جاء للتضامن مع «الحق» وليس مع شخص يسرا.

وأقول لهؤلاء: ما حدث ليس بيدى، ولا أستطيع أن أفعل فيه أى شىء، وأقول للجميع إننى أحبهم وأعشقهم وأحترم جمهورى، الذى أخاف أن أقدم له عملا لا يرضيه، كما عودته فى أعمالى السابقة.

■ هل شعرتِ بـ«إحباط» بعد هذه الأزمة؟
- إطلاقا.. فأنا ممثلة لا تفرق معى مثل هذه الأمور، لأن «اللى عايز يشوفنى هيشوفنى فى أى قناة»، وكما قلت لم أملك شيئا أمام هذا القرار، وتركت الأمر لـ«جمال العدل»، المنتج الكبير، الذى يحترم جمهوره، والفنان المشارك فى أعماله.

■ لكن ما تفسيرك لإعلان القرار قبل عرض المسلسل بأيام؟
- لا أعلم، وليست لى علاقة بما حدث، وكما قلت لم يشغلنى الموضوع إطلاقا، لأنى ليست الجهة المنتجة، وهى حرة فيما تفعل، أما أنا فأهم شىء لدىّ هو جمهورى، الذى يعد «نمرة واحد» فى حياتى.

■ هل حدث معك مثل هذه المواقف من قبل؟
- تعرضت لموقف مشابه، اتصل بى خلاله وزير الإعلام آنذاك وطلب منى تأجيل عرض مسلسل «ملك روحى» لما بعد رمضان، قائلا لى: «عايزين نعمل بمسلسلك موسم تانى بعيد عن رمضان»، فوافقت رغم ما تملكنى من حزن آنذاك على الخروج من السباق الرمضانى.

وعرض المسلسل بالفعل بعد رمضان، وكان ذلك فى شهر مارس تحديدا، فحقق نجاحا ساحقا، حتى إن القناة عرضته مصحوبا بمسابقة «مين اللى قتل محمود؟»، وحصلت من خلاله على كثير من الأموال.

■ بذكرك جمال العدل.. هل ستستمرين فى العمل معه فى أعمال أخرى؟
- بالطبع.. فجمال العدل من أهم إن لم يكن أهم منتج فى مصر، وبدون شك وبدون نقاش قدم بأمواله أهم المسلسلات فى تاريخ الدراما المصرية.

■ لكن.. كيف تفسرين تعرض أعماله الأربعة لأزمات؟
- لأنه رجل ناجح جدا، والمشكلات لا تلاحق الفاشلين، بل تحيط بالكبير والعالى والبعيد والقوى.

■ كيف ترين المنافسة الآن فى ظل وجود ما يقرب من ٢٦ عملا دراميا؟
- منذ سنوات ليست بالبعيدة، كنا نقدم ما يقرب من ٨٠ عملا فى موسم واحد، تقلصت إلى ٤٠ بعد ذلك، وصولا إلى ما بين ٢٠ و٣٠ فى الوقت الحالى، ولم نكن نواجه أى مشكلات بخصوص العرض، والأهم من عدد هذه الأعمال أن تكون «مشرفة» على المستوى الفنى، وتقدم شيئا جديدا وممتعا للمشاهد.

■ هل انخفاض عدد الأعمال الدرامية راجع إلى قرارات الهيئة الوطنية للإعلام؟
- سمعت بوجود غرامات على الأعمال التى تحمل أى ألفاظ خارجة تصل إلى ربع مليون جنيه، لكن المشكلة تبقى كيفية تحديد «معيار المخالفة»، فمثلا «حيوان» كلمة عادية تعبر عن روح ونفس، فلماذا يتضايق منها الجمهور أو الهيئة الوطنية للإعلام؟!.

وفى الدراما، لا يمكن أن نظهر الجميع ملائكة أو شياطين، ولا يوجد أبيض أو أسود فقط، فالاختلاف موجود فى كل شىء. أما لو كان هناك ما يخدش الحياء أو لفظ خارج فهذا ما يمكننا الحديث فيه.

■ من تنافسين فى السباق الرمضانى؟.. وهل أثر قرار «تحديد ميزانيات الأعمال» على أجرك؟
- لا أنافس غير يسرا.. وإلى الآن لم نشعر بتأثير قرار «تحديد ميزانية الأعمال الدرامية»، وسنشعر به بعد فترة، لكنى ضده تماما، لأن الفنانين ينقسمون إلى فئات وتصنيفات، فهناك «السوبر ستار» و«الستار» و«سيمى ستار»، كما أن القرار يثير تساؤلا: «لصالح من هذا التوفير؟».

■ كونت ثنائيا مع هشام سليم.. لماذا يتواجد ضيف شرف فقط فى العمل؟
- لأن الفنان هشام سليم يقوم ببطولة مسلسل «اختفاء» مع النجمة نيللى كريم، وهو أساسى فى هذا العمل، ولا يصلح أن يكون أساسيا فى عملين خلال موسم واحد.

■ لماذا تحرصين خلال الفترة الأخيرة على تقديم أعمال التشويق والإثارة؟
- لأن الجمهور يحبها ويميل إليها، وأنا لا أحب أن ألعب مع الجمهور، وأحب أن أكون «مبسوطة معاه»، لذا رغم الشر الذى قدمته من قبل فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، فإن الناس أحبت الشخصية.

■ البعض يعتبرك تقدمين الأدوار «المثالية» فقط.. ما تعليقك؟
- «لا كده عاجب ولا كده عاجب».. لو قدمت أى دور سيخرج معترضون ويتحدثون بانتقاد، لأن إرضاء جميع الناس «مستحيل».

■ ماذا عن استعانتك بالكتاب الشباب أكثر من أى فنانة أخرى؟
- دائما ما أتابع «الورق الحلو»، وأسعى وراء من يمتلكون موهبة الكتابة، بهدف تجديد دماء الدراما، لكن هناك مشكلة لدى غالبية هؤلاء الكتاب الشباب، تتمثل فى تقديمهم أحداثا ممتعة ورائعة لكن بطريقة كتابة ضعيفة للحوار.

وأدعو هؤلاء الشباب إلى أن يتعلموا ممن سبقوهم، وهو ما حدث مع جيلنا، الذى تعلم من الأجيال السابقة عليه، وهو أمر لا يسىء لأحد، لأننا مطالبون دائما باكتساب مهارات وخبرات من الآخرين، وأنصحهم ببناء دراما الشخصية بشكل صحيح، والحرص على التتابع السهل للأحداث، والاهتمام بالخلفيات الدرامية. وعامة أرى أن تامر حبيب من أفضل الكتاب الحاليين فى التعامل مع الحوار.

■ أخيرًا.. هل ستتابعين مسلسلات معينة خلال الموسم الرمضانى؟
- سأتابع نفسى.